وكالات-
استنكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية حملة الاعتقالات التي تشنها السلطات السعودية، منذ الأحد الماضي، والتي طالت عشرات الأشخاص بينهم رجال دين بارزون، ووصفتها بأنها «حملة قمع منسقة ضد معارضين».
وحسب تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، واطلع عليه «الخليج الجديد»، لفتت المنظمة، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، إلى أن هذه الحملة تأتي بعد 3 أشهر فقط من تولي «محمد بن سلمان» منصب ولي العهد في يونيو/حزيران 2017.
وأضافت أن حملة الاعتقالات طالت دعاة بارزين بينهم «سلمان العودة» و«عوض القرني»، وأكثر من 20 آخرين منذ 10 سبتمبر/أيلول، وتعد «الأحدث في حملة القمع المستمرة ضد معارضين، بينهم ناشطون وصحفيون وكُتّاب سلميون».
دوافع سياسية
ولم تكشف السلطات السعودية عن أسباب محددة للاعتقالات.
لكن مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس»، «سارة ليا ويتسن»، قالت: «يبدو أن لهذه الاعتقالات دوافع سياسية، وهي علامة أخرى على أنه لا مصلحة حقيقية لمحمد بن سلمان في تحسين سجل بلاده في حرية التعبير وسيادة القانون».
وحذرت «ويتسن» من أن «الجهود التي يبذلها السعوديون لمعالجة التطرف ستضيع هباءً إن بقيت الحكومة تسجن كل شخص بسبب وجهة نظره السياسية».
وأشارت «هيومن رايتس»، في تقريرها، إلى أن «وكالة الأنباء السعودية» (واس) بدت وكأنها تؤكد حملة الاعتقالات تلك في منشور بثته يوم 12 سبتمبر/أيلول.
إذ أشارت «واس»، عبر هذا المنشور، إلى قيام «رئاسة أمن الدولة»، الوكالة الجديدة لمكافحة الإرهاب في البلاد، بـ«رصد أنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي بهدف إثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية».
وأضافت أن المجموعة تضم سعوديين وأجانب.
ولدى «العودة» و«القرني» ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان الرجلان عضوين بارزين في حركة «الصحوة» مطلع تسعينات القرن الماضي، التي انتقدت قرار السعودية السماح للجيش الأمريكي بدخول البلاد لحمايته من الغزو العراقي المحتمل.
وسجنت السلطات السعودية «العودة» من 1994 إلى 1999، ودعا الأخير، منذ عام 2011، إلى مزيد من الديمقراطية والتسامح الاجتماعي.
فيما أعلن «القرني» في مارس/آذار الماضي منع السلطات إياه من الكتابة بعد إدانته بـ«إلحاق الضرر بالنظام العام».
كما تتهم أطراف في السعودية «العودة» و«القرني» بالارتباط بـ«جماعة الإخوان المسلمين»، التي تدرجها السعودية على لائحة الإرهاب.
وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن علماء الدين الذين جرى اعتقالهم لم يدعموا السياسات السعودية بما يكفي، بما في ذلك الحصار التي تحاول السعودية والإمارات والبحرين ومصر فرضه على قطر.
بينما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن حملة الاعتقالات «قد تكون متصلة بتحضير السلطات السعودية لتنازل الملك سلمان عن العرش لصالح ابنه محمد بن سلمان».
واعتقل «العودة» بعدما رحب بطريقة غير مباشرة عبر حسابه على «تويتر» بأول اتصال جرى بين ولي العهد السعودي ، وأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد» منذ بدء الأزمة الخليجية في 5 يونيو/حزيران الماضي.
واعتبرت منظمة «هيومن رايتس»، في تقريرها، إن حملة الاعتقالات الحالية في السعودية «تتناسب مع نمط انتهاكات حقوق الإنسان ضد المناصرين والمنشقين السلميين، بما فيها المضايقات، الترهيب، حملات التشهير، حظر السفر، الاحتجاز والملاحقة القضائية».