وكالات-
حققت الكويت أمس إنجازاً لافتاً، بتبني الاتحاد البرلماني الدولي مقترحها، مع دول أخرى، بتبني بند طارئ حول أزمة الروهينغا، خلال مؤتمره الذي يعقده في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، بعد أن نال أغلبية في تصويت المؤتمر عليه، وهو الاقتراح الذي تبناه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وعمل على حشد التأييد له قبل بدء المؤتمر، بهدف وضع حد للمجازر التي يتعرض لها المسلمون في ميانمار.
ومع انعقاد أعمال المؤتمر، أجرى الغانم خلال اليومين السابقين للجلسة تحركات واسعة، وساهم مع اعضاء وفد الشعبة البرلمانية المرافق، مساهمة فعالة في حشد توافق المجموعتين العربية والإسلامية والتنسيق مع المجموعة الأفريقية لتوحيد الجهود لإدراج أزمة الروهينغا ضمن أعمال المؤتمر.
وتعليقا على النتيجة التي حصل عليها المقترح، أعرب الغانم عن شكره «لكل من شارك ودعم حتى حصل البند على أغلبية الأصوات التي أكد الحصول عليها أن الأمر ليس بالهين وإنما يحتاج إلى تنسيق وعلاقات وبرلمانات تحترم من قبل الآخرين، حتى نصل إلى هذه النتيجة وإقرار البند الطارئ الذي هو البند الوحيد من بين كل البنود التي طرحت».
وقال الغانم، في تصريح، إن «فوز البند الطارئ دليل على أن الديبلوماسية البرلمانية قادرة على أن تقوم بالكثير من الأمور، وكنا نقول إننا سنوقف في يوم من الأيام الكنيست الإسرائيلي، وما حدث اليوم يدل على اننا لم نكن نحلم، واليوم تأكد أننا كنا نعمل بواقعية وخطط مدروسة، وبذلك لا بد من الوصول إلى نتيجة إذا كنا على حق، وأعتقد أن كل القضايا التي طرحها البرلمان الكويتي هي قضايا حق تستحق الدفاع عنها».
وتوجه الغانم بالشكر للبرلمانات التي أيدت المقترح، «ومنها برلمانات غير مسلمة، مثل الفرنسي والألماني والبريطاني، وهذا دليل آخر على أن علاقاتنا مع هؤلاء آتت ثمارها، وعند الحاجة نجدهم مؤيدين للحق الإنساني الذي تبناه البرلمان الكويتي»، مشددا على أن «أضعف الإيمان أن يقوم ممثلو العالم بتخصيص بندء طارئ يفوق كل البنود الأخرى للوقوف إلى جانب مأساة إنسانية تعرض لها مسلمو الروهينغا من قتل وتشريد»، متوجها بالشكر في الوقت نفسه لأعضاء الوفد الكويتي الذين شاركوه في جهوده لحشد التأييد للمقترح.
وكانت أروقة اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، التي تستضيفها مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، قد شهدت نشاطاً ملحوظاً لرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، للتنسيق مع نظرائه العرب والأجانب في الملفات المطروحة على جدول اجتماعات الاتحاد،.وعقد الغانم عدداً من اللقاءات مع نظرائه العرب والأجانب أمس، بدأها بلقاء رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبد العال السيد أحمد، وبحث معه الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك خصوصاً تلك المتعلقة بما سيتم بحثه وتناوله بالمؤتمر وسبل تنسيق المواقف بين البرلمانيين ازاءها.
كما التقى مع رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم الجبوري، وناقش معه أهم الملفات التي يبحثها المؤتمر، وسبل تنسيق المواقف بين البرلمانيين ازاءها اضافة الى بحث أوجه تعزيز علاقات التعاون بين الجانبين. واجتمع مع نظيريه القبرصي ديميتريس سيلورويس، والارميني آرا بابولويان، حيث تطرق معهما الى اهم الملفات التي يبحثها المؤتمر وسبل تنسيق المواقف بين البرلمانيين ازاءها اضافة الى بحث أوجه تعزيز علاقات التعاون بين مجلس الأمة والبرلمانين القبرصي والارميني. حضر الاجتماعات أمين سر الشعبة البرلمانية النائب الدكتور عودة الرويعي، وعضوا الشعبة النائبان يوسف الفضالة وعمر الطبطبائي، والنائبان صفاء الهاشم ومحمد الدلال وسفير الكويت لدى روسيا عبد العزيز العدواني.
وفي سياق النشاط الكويتي في المؤتمر، قال امين صندوق الشعبة البرلمانية النائب الدكتور وليد الطبطبائي إن الديموقراطية في الكويت راسخة منذ أكثر من 50 عاماً،مؤكدا أنها رائدة في مجال حقوق الانسان بالمنطقة.
واضاف الطبطبائي، اثناء مشاركته بجلسة عن الديموقراطية لمؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي «برغم اعتزازنا بالتجربة الديموقراطية فاننا غير راضين تماما عن اوضاعنا وبالتالي مازلنا بحاجة لمزيد من الديموقراطية واحترام اكثر لحقوق الانسان». وأوضح في مداخلته في الجلسة التي عقدت ضمن جلسات المؤتمر أن تنوع الثقافات وتعددها هما الثقافة الحضارية وهما اساس دعامة الامن والاستقرار الدوليين.واكد ضرورة دعم السياسات والاستراتيجيات الساعية لتشجيع التنمية في المجتمعات عبر مزيد من التضامن الاجتماعي واحترام حقوق الانسان وحرياته. من جهة أخرى أجمع ممثلو الوفود البرلمانية المشاركون في الجلسة التي حملت عنوان «الاعلان العالمي للديموقراطية» اهمية الديموقراطية ودورها في حفظ الكرامة الانسانية وحماية حقوق الانسان وحقوق الاقليات،داعين الى النظر للديموقراطية كعملية لا تكتمل الا بمشاركة النساء في الحياة العامة.