الخليج اونلاين-
ظهرت خلافات إماراتية سعودية أثناء وجود وفدي البلدين مع قادة تيارات يمنية متعارضة التوجهات بمقر الأمم المتحدة في جنيف، وانقسما بين مؤيد للانفصاليين الجنوبيين المدعومين من أبوظبي والحكومية الشرعية (تساندها الرياض).
ورصد مراسل "الخليج أونلاين" تحركات عبيد سالم الزعابي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، مع ممثلين للانفصاليين الموالين لبلاده جنوب اليمن.
وذكر المراسل، أمس الأربعاء، أنه لوحظ خلاف واضح في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بين الإمارات والسعودية، إذ إن الرياض استقدمت مجموعة من المنظمات لضرب جماعة الحوثيين، ودعم الشرعية اليمنية ممثلة بحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وعرقلة أية جهود لتحقيق دولي ومحاسبة قادة التحالف.
في المقابل لوحظ أن الإمارات استقدمت مجموعة من المنظمات الانفصالية لضرب الشرعية والترويج لانفصال جنوب اليمن.
وشوهد الزعابي مع عبد الرحمن المسيبلي، ممثل المجلس الانتقالي الانفصالي والحزام الأمني، والسفير الجنوبي السابق علي عبد الله البجيري، ومعهم أحمد شوقي الصحفي الذي يعمل مع الإمارات.
ولدى الإمارات طموحات في الجنوب اليمني، خصوصاً في ميناء عدن، ومن هنا فإنها تدعم الحركة الجنوبية الانفصالية.
ويتردد منذ أسابيع تصاعد خلافات الإمارات والسعودية ضمن حربهما في إطار التحالف العربي على اليمن المستمرة منذ ثلاثة أعوام، في ظل أطماع أبوظبي بتعزيز سياستها التوسعية ودعم نفوذها للسيطرة على مقدرات اليمن وتنفيذ أجندتها الخاصة.
ودخلت الإمارات الحرب اليمنية للسيطرة على الموانئ اليمنية، وتمثل المنافسة على السيطرة في البحر الأحمر مسألة شديدة الحساسية بالنسبة للسعودية منذ إنشائها.
وتحكم أبوظبي قبضتها أيضاً على غالبية المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، والمحرّرة من الحوثيين، وتبدو مصممة على المضي باستراتيجيتها الواضحة في السيطرة على جنوب اليمن.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في بداية فبراير الماضي، إن المعارك التي اندلعت مؤخراً في عدن جنوب اليمن بين ما يسمى بالمجلس الجنوبي الانتقالي والقوات التابعة للرئيس هادي، كشفت هشاشة التحالف السعودي الإماراتي.
وعلى مدى أيام، اشتبك الانفصاليون الجنوبيون مع شركائهم الموالين للقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، واستولوا لفترة قصيرة على عدن.
الجانبان المتقاتلان ينتميان إلى نفس قيادة التحالف السعودي الإماراتي، التي تقاتل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء وأطاحوا بحكومة هادي، قبل نحو ثلاث سنوات.
وشكل الانفصاليون الجنوبيون ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وسعوا منذ مدة إلى استعادة دولة جنوب اليمن التي كانت قائمة قبل توحيد اليمن عام 1990.
كما أن السعودية والإمارات لديهما اختلافات في اليمن؛ "فالرياض تتقارب مع حزب الإصلاح اليمني المؤثر على الساحة اليمنية، وهو أحد أفرع الإخوان المسلمين، في وقت تعارض أبوظبي أي تعاون مع هذا الحزب"، وفق ما نقلت الصحيفة الأمريكية، عن نيسان لونغلي، المختصة بالشأن اليمني في مجموعة الأزمات الدولية.