وكالات-
شرعت الحكومة اليمنية في تدويل قضية "الاحتلال" الإماراتي وتجاوزاتها في جزيرة سقطرى اليمنية، لا سيما في ظل إصرار أبوظبي على عدم إنهاء وجودها العسكري في المدينة، رغم التدخل السعودي ودعوة الحكومة اليمنية لها إلى ذلك.
فقد شدد سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، خالد اليماني، على أن إدارة الشؤون السيادية اليمنية هي مهمة حصرية للحكومة اليمنية ولا تقبل الاجتزاء، في إشارة إلى الوجود العسكري الإماراتي في جزيرة سقطرى اليمنية، ورفضها الخروج منها رغم دعوات الحكومة اليمنية.
واعتبر اليماني في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن تدخل التحالف في اليمن هو ضمن تفويض دعم الشرعية وليس الانتقاص منها، على حد تعبيره.
وقال اليماني في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، إن موقف بلاده من التجاوزات الإماراتية في سقطرى عبر عنه بيان الحكومة اليمنية، مشيراً إلى أن البعثات الدبلوماسية العاملة في العالم نقلت إلى حكومات الدول المعتمدين لديها هذا الموقف، وذلك ضمن الإجراءات الدبلوماسية الاعتيادية التي قررت الحكومة اتخاذها.
وتابع: أن "طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي من التحالف، بناء على المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التدخل لردع الانقلاب والانتصار للشرعية اليمنية ضد مشروع إيران التوسعي في اليمن عبر أذرعها الحوثية، لا يتعدى على سقف السيادة اليمنية".
وقال: "يجب أن تكون هناك هيئات لتسيير العمل بين التحالف والحكومة اليمنية تضمن عدم حدوث أي تجاوزات".
وأعرب عن ثقته في السعودية قائدة التحالف بإعادة الأمور لنصابها الطبيعي وإنهاء أي تجاوز.
وعن الخطوات التصعيدية التي يمكن للحكومة اليمنية اتخاذها في حال استمر التجاوز الإماراتي بما فيها الشكوى إلى مجلس الأمن، قال لـ"الخليج أونلاين" إنها حالياً غير مطروحة، وإن الثقة كبيرة في قدرة السعودية على إنهاء التجاوزات الإماراتية، وإصلاح الاختلالات التي قد تبرز هنا وهناك أثناء أداء التحالف لمهامه التاريخية في اليمن، كما قال.
من جانبها؛ طالبت الأمم المتحدة جميع أطراف الصراع في اليمن بالامتناع عن أي أعمال من شأنها أن تؤدّي إلى تصعيد العنف في جزيرة سقطرى، الواقعة عند مدخل خليج عدن.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، الاثنين، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.
وحول نشر الإمارات قوات تابعة لها على جزيرة سقطرى اليمنية، طالب دوغريك "جميع الأطراف بالإحجام عن أي عمل من شأنه أن يؤدّي إلى تصعيد العنف، ونريد أن نذكّر الجميع بأن جزيرة سقطرى مُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث".
وسقطرى هي أرخبيل يمني مكوّن من 6 جزر، تحتلّ موقعاً استراتيجياً على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي، بالقرب من خليج عدن.
وتشهد توتراً غير مسبوق منذ إرسال الإمارات، ثانية كبرى دول التحالف العربي، قوة عسكرية إلى الجزيرة وسيطرتها على مطارها، بالتزامن مع وجود رئيس الوزراء اليمني، أحمد بن دغر، في الجزيرة، مع عدد من أعضاء حكومته، منذ الأحد الماضي.
وذكرت الحكومة اليمنية أن 5 طائرات عسكرية إماراتية، ودبابات، وأكثر من 50 جندياً، وصلوا إلى سقطرى، مؤكّدةً أن القوات الإماراتية سيطرت على منافذ المطار والميناء، وأبلغت الموظفين هناك بانتهاء مهامهم.
واعتبرت الحكومة اليمنية، الأحد، الإجراء العسكري الذي قامت به القوات الإماراتية مؤخراً في جزيرة سقطرى "أمراً غير مبرَّر".