تاكتيكال ريبورت-
قالت مصادر سعودية إن ولي العهد «محمد بن سلمان» اعتذر مرتين، على الأقل، هذا الشهر، عن لقاء صهر الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» وكبير مستشاريه، «غاريد كوشنر»، بسبب معارضة الأول بعض النقاط في «صفقة القرن»، التي تعدها الإدارة الأمريكية مع السعودية وأطراف أخرى بالمنطقة لوضع حد للصراع العربي الإسرائيلي وإيجاد حل للقضية الفلسطينية.
وبحسب موقع «تاكتيكال ريبورت» الاستخباراتي، فإن «بن سلمان» أكد لمستشاريه المسؤولين عن متابعة الصفقة أنه غير مستعد لتقديم أي تنازلات لـ«كوشنر» في الصفقة، خاصة إذا كانت هذه التنازلات ستجعله يبدو كأنه تخلى عن حقوق الفلسطينيين لإرضاء الرئيس الأمريكي وصهره.
ونقل الموقع عن مصادر قولها إن تراجع ولي العهد السعودي جاء بعد أن نصحه والده الملك «سلمان» بعدم الاندفاع في الأمر، حتى لا تفقد المملكة دورها الريادي في القضية الفلسطينية.
وأضافت المصادر أن الملك «سلمان» أكد عدة مرات، في اجتماعات خاصة، أن الرئيس «ترامب» و«كوشنر» في حاجة إلى دعم المملكة للمضي قدمًا في هذه الصفقة، لكن يجب أن يستمعوا إلى وجهات نظرها حول شؤون الشرق الأوسط، مشددا على أن ولي العهد «يجب ألا يخرج عن سياسة المملكة في هذا الصدد».
وتشير تقارير دبلوماسية سعودية وردت مؤخرا من واشنطن إلى أن «كوشنر» بات يشعر بالاستياء، مؤخرا، من معارضة «محمد بن سلمان» لبعض النقاط التي يراها مهمة في الصفقة، حيث كان لديه تصور بأن ولي العهد السعودي سيقبل هذه النقاط دون تردد، لا سيما تلك المتعلقة بحل الدولتين، بحسب ما نقل الموقع الاستخباراتي.
ويضيف «تاكتيكال ريبورت» أنه لا يعرف إلى أي مدى يمكن أن تؤثر الخلافات الأخيرة بين «كوشنر» و«بن سلمان» حول تلك النقاط بالصفقة على علاقتهما المترابطة.
وكانت تقارير سابقة قد ربطت الصعود السريع والقوي لـ«بن سلمان» في المملكة بدعم «غاريد كوشنر» غير المحدود له وإيمانه الشديد بأنه قد يكون حاكما نموذجيا للمملكة، وقادرا على تغيير سياساتها نحو مزيد من الانفتاح داخليا وخارجيا.
وذهب البعض إلى أن «كوشنر» كشف لـ«بن سلمان» عدة محاولات للانقلاب عليه بواسطة أمراء ودوائر نفوذ بالمملكة، ما ساعد الأخير على التحرك ضدها مبكرا.
واختتم الموقع بالقول: «على أي حال، يبدو أن ولي العهد السعودي يعتمد على شقيقه السفير لدى واشنطن، الأمير خالد للبقاء على اتصال مع كوشنر وغيره من المستشارين للرئيس ترامب لاحتواء أية آثار سلبية على علاقتهما».
وكانت مصادر مقربة من القصر الملكي كشفت أن الملك «سلمان بن عبدالعزيز» أفصح، خلال اجتماع خاص، بأنه لا يرى ضرورة لنقل السلطة الآن إلى نجله ولي العهد، رغم اتخاذه كل الإجراءات والترتيبات اللازمة لتنصيب الأخير ملكا حال حصول مكروه له أو تدهور حالته الصحية.
ويشي التطور السابق بوجود خلافات بين ولي العهد والملك حول عدة قضايا، أبرزها اندفاع الأول في سياساته، بما قد يؤثر سلبا على القوة الناعمة للمملكة إقليميا ودوليا.
يذكر أن «كوشنر» كان قد عرض على أمير قطر «تميم بن حمد» تأييد «صفقة القرن» مقابل تسوية الأزمة الخليجية، لكن الأخير اشترط موافقة السلطة الفلسطينية على الأمر، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وهو ما أثار اندهاش الإدارة الأمريكية.