علاقات » امم متحدة

منظمة حقوقية تطالب الإمارات بالكشف عن مصير بن غيث

في 2018/12/18

متابعات-

حذر مجلس جنيف لحقوق الإنسان والعدالة، الإثنين، من مخاطر التدهور الصحي الحاصل على حالة الأكاديمي الإماراتي "ناصر بن غيث"، المُضرب عن الطعام منذ أكثر من شهرين في سجون الإمارات.

ويحتجّ "بن غيث" على سوء معاملته داخل السجن، وتعرضه لإجراء طبي متعمد، والتضييق عليه بشكل تعسفي، إضافة إلى المطالبة بحريته وإنهاء اعتقاله التعسفي.

وعلم مجلس جنيف أن "بن غيث" يعاني من تدهور صحي متسارع، ولم يعد قادرا على الرؤية بوضوح والمشي إلا بوجود مساعدة، فيما إدارة سجن (الرزين) سيئ السمعة الذي يحتجز فيه تمعن في التنكيل به وإهماله طبيا.

وكانت المحكمة الاستئنافية الاتحادية قضت في 29 مارس/آذار 2017 بحبس "بن غيث" لمدة 10 سنوات بسبب تغريدة نشرها على حسابه بـ"تويتر" انتقد فيها انتهاكات النظام المصري لحقوق الإنسان ووجدت فيها سلطات دولة الإمارات تعكيرا لصفو العلاقات مع الدولة المصرية عبر الإنترنت.

وفي 2 أبريل/نيسان 2017 أضرب "بن غيث" عن الطعام وتوجه ببيان للرأي العام من سجن "الرزين" أكد فيه براءته وأن محاكمته ليست بمحاكمة عادلة وأنها نالت من حرية الرأي والتعبير وتمت على يد قاض مصري وهو بمثابة الخصم والحكم.

وأعلن "بن غيث" رفضه للحكم وقراره عدم الطعن فيه ودخوله مضطرا في إضراب مفتوح وخوضه لمعركة الأمعاء الخاوية سبيلا لاستنقاذ حريته، وطلب من السلطات الإماراتية إطلاق سراحه والسماح له ولأسرته بمغادرة البلاد.

وشددت إدارة سجن "الرزين" في التنكيل بـ"بن غيث"، وانتهاك جميع حقوقه بعد إضرابه عن الطعام في أبريل/نيسان 2017 وقراره عدم الطعن في الحكم الصادر ضده، إذ تم الضغط عليه ومنعه من الزيارة والاتصال ومعرفة مكان اعتقاله لمدة تجاوزت 6 أشهر، كما تم وضعه في غرفة باردة دون غطاء حتى يتوقف عن الإضراب.

كما أعرب المجلس الحقوقي عن بالغ قلقه إزاء تواتر تقارير متطابقة عن وفاة مواطن إماراتي يدعى "سالم خميس"، وهو أحد منتسبي الأجهزة الأمنية الإماراتية، وتتهمه أبوظبي بـ"التجسس"، وذلك من جرّاء تعرضه للتعذيب والإهمال الطبي.

وصدر بحق "خميس" حكما قبل نحو 6 أعوام من المحكمة الاتحادية العليا في أبوظبي بالسجن 7 سنوات، وكان يفترض أن تنتهي مطلع 2020، بتهمة التخابر مع دولة أجنبية وتزويدها بمعلومات تضر الأمن الوطني ومنشآت الدولة وعلاقاتها مع الدول الصديقة.

ولم تعلق السلطات الإماراتية على مصير المعتقل المذكور، كما أن عائلته لم تصلها أي معلومات رسمية بشأن حالته في ظل التقارير المتواترة عن وفاته.

وحسب الرواية الإماراتية الرسمية؛ فإن معلومات وردت إلى الأجهزة الأمنية تفيد بتخابر المتهم مع ضباط مخابرات في قنصلية إحدى الدول الأجنبية، مدعية أنه "عثر بحوزته على بعض المستندات التي تحتوي على معلومات عسكرية عن القوات المسلحة بالدولة، وأماكن وجودها وتمركزها، من شأنها الإضرار بمركز الدولة العسكري والسياسي".

وأشارت المصادر الإماراتية إلى أن هناك عسكريا في القوات المسلحة الإماراتية اعتقل في نفس قضية "سالم خميس"، لكنه لا يوجد أي معلومات عنه.

وبشكل عام، شهدت الأعوام الخمسة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في حالات انتهاك حقوق الإنسان في الإمارات، ما دفع عددا أكبر من المنظمات غير الحكومية، التي تتخذ الدول الغربية مقرات لها، إلى تخصيص جزء كبير من جهودها لتسليط الضوء على ما يجري داخل البلاد.

وحذرت منظمات حقوقية من تزايد انتهاك حقوق الإنسان في الإمارات، مشيرة إلى حالات عدة من انعدام الجنسية، وقمع المدافعين عن حقوق الإنسان والزج بهم في السجون، والتعذيب، والقيود المفروضة على حرية التعبير، وحقوق العمال الأجانب وعائلاتهم.