وكالات-
عبّرت سفيرة دولة قطر لدى الأمم المتحدة، الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، عن قلق بلادها البالغ من التصعيد العسكري في ليبيا، مشيرة إلى أن هذا التصعيد يستوجب اتخاذ إجراءات حاسمة من مجلس الأمن لردع المسؤولين عنه.
وتعبث تدخلات خارجية في سيادة ليبيا وتقوض أمنها، في وقت يزداد فيه الصمت الدولي منذ زحف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى العاصمة طرابلس مطلع أبريل الجاري، مدعومة من دول مثل فرنسا وأمريكا ومصر والإمارات والسعودية.
وأكدت السفيرة القطرية في كلمة لها بمجلس الأمن، أمس الاثنين، دعم قطر الكامل لحكومة الوفاق الوطني باعتبارها الحكومة الشرعية، ودعمها لجهود المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة في إيجاد حل سياسي عادل للأزمة.
وأضافت الشيخة علياء أن "قطر تُحذر من الانزلاق مرة أخرى في هوة الفوضى والانفلات الأمني في غرب ليبيا، مما ستكون له تداعيات خطيرة على المسار السياسي وقدرة المؤسسات في تلك المناطق على حماية المواطنين وتسيير شؤونهم من ناحية، وعلى احتواء مشكلة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر من ناحية أخرى".
وقالت إن دقة الوضع الذي تمر به ليبيا نتيجة للتصعيد الخطير والهجوم على طرابلس، وانعكاس ذلك على وحدة ليبيا ومستقبل الحل السياسي، يستوجب من مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة لردع المسؤولين عن هذا التصعيد وتنفيذ قرارات المجلس.
وتقدم فرنسا ومصر والإمارات، دعماً لوجستياً وعسكرياً لقوات حفتر، وقالت وسائل إعلام تونسية إن السلطات ضبطت حديثاً 13 جندياً فرنسياً قادمين من ليبيا، كانوا يحملون معدات قتالية.
كما التحقت السعودية بركب الداعمين الصريحين، إذ كانت استقبلت حفتر قبيل أسبوع من حملته، والتقى خلال زيارته الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان؛ إضافة إلى روسيا التي منعت هي وغريمتها أمريكا في الوقت نفسه، مشروع قرار بريطاني في مجلس الأمن يقضي بوقف إطلاق النار في ليبيا.
فيما أيد الرئيس الأمريكي هجوم قوات حفتر في ليبيا عقب اتصال له مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وكان عبر وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن إدانته لهذا القصف عبر سلسلة تغريدات، مساء الأحد، بموقع "تويتر"، وقال: "ندينُ بشدة القصف العشوائي الوحشي على الأحياء السكنية في مدينة طرابلس"، العاصمة الليبية.
وأشار وزير خارجية قطر إلى أن "استهداف المدنيين بغرض خلق الفوضى وضرب المؤسسات والأهداف الحيوية جريمة حربٍ يتحملها مرتكبوها وداعموهم".
وأضاف أن "النفاق السياسي واستمرار ازدواجية المعايير" أثقلا كاهل الوطن العربي وشكّلا بيئة خصبة لنمو الإرهاب، فبينما "تدعي بعض الدول مكافحته تستخدم أدواتها إرهاباً ضد الشعوب العربية".
وفي 4 أبريل الجاري، أطلق اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد الجيش بالشرق، عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، في خطوة أثارت رفضاً واستنكاراً دوليين.
ولم تحقق العملية العسكرية حتى اليوم أي تقدم ملموس حقيقي على الأرض، ولاقت عدة انتكاسات أيضاً في بعض المناطق.
ومنذ العام 2011، تعاني ليبيا صراعاً على الشرعية والسلطة يتركز حالياً بين حكومة "الوفاق" في طرابلس (غرب)، وخليفة حفتر، الذي يقود الجيش في الشرق.