متابعات-
وقع صدام بين الخرطوم وأبوظبي في مجلس الأمن الدولي خلال جلسة عن الأوضاع في السودان، بشأن اتهامات من الحكومة السودانية بأن الإمارات تقدم السلاح والدعم لقوات "الدعم السريع" في الصراع المستمر منذ 14 شهراً.
وقال سفير السودان أمام مجلس الأمن، الحارث إدريس الحارث، إن "العدوان العسكري الذي تشنه مليشيات الدعم السريع، بدعم من أسلحة الإمارات، يستهدف القرى والمدن بشكل متعمد ومنهجي".
وطالب سفير السودان مجلس الأمن بذكر الإمارات في بيانه وإدانتها لإيقاف الحرب.
ورد سفير الإمارات لدى الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، بقوله إن سفير السودان لدى المنظمة الدولية، أدلى باتهامات "سخيفة وباطلة لتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الجسيمة التي تحدث على الأرض".
وكان السفيران يجلس أحدهما بجانب الآخر في طاولة مجلس الأمن.
والتفت سفير الإمارات إلى نظيره السوداني وقال: "إذا كانوا يسعون إلى إنهاء الصراع ومعاناة المدنيين، فلماذا لا يأتون إلى محادثات جدة؟ لماذا يعرقلون وصول المساعدات؟ ماذا تنتظرون؟".
وأضاف: "يجب أن تتوقفوا عن المزايدات في مثل هذه المنتديات الدولية، وعليكم بدلاً من ذلك تحمل مسؤولية إنهاء الصراع الذي بدأتموه".
ورد سفير السودان بغضب على أبو شهاب وقال: "من يريد إرساء السلام في السودان عليه أن يأتي أولاً بنوايا خالصة، والإمارات العربية المتحدة هي الدولة التي ترعى الإرهاب".
وتابع المندوب السوداني: "يستمر تدفق الدعم الإماراتي للمليشيا عبر تشاد وجنوب ليبيا وأفريقيا الوسطى"، كما ادعى أنه يتم إخلاء عدد من الجرحى إلى الإمارات.
وقال إن "كل ذلك سيؤثر على مستقبل الأمن الغذائي في السودان وأفريقيا والتمكن لنموذج إرهابي والعصابات التي تسعى لهدم الدولة السودانية".
من جهته، أعرب مندوب الإمارات عن قلق بلاده "إزاء الآثار المأساوية التي تسبب فيها النزاع على الشعب السوداني"، وتحدث عن المساهمات المالية التي قدمتها بلاده والمساعدات الإنسانية منذ بدء الحرب.
وأضاف: "يواجه الملايين من السودانيين خطراً محدقاً للمجاعة، ولا يعقل أن تستمر القوات المسلحة السودانية بعرقلة المساعدة الإنسانية ووصولها للمحتاجين فهذه انتهاكات للقانون الإنساني الدولي".
ودعا طرفي النزاع لحماية المدنيين والتوصل لاتفاق لوقف الاقتتال والتوجه لعملية انتقالية للحكم المدني.
"تشويه للموقف"
وعقب ذلك، شن المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش، هجوماً على الحكومة السودانية، وقال "في الوقت الذي تسعى فيه الإمارات إلى تخفيف معاناة الأشقاء السودانيين يصر أحد أطراف الصراع على خلق خلافات جانبية وتفادي المفاوضات وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية".
وأضاف أنه بينما تهتم بلاده بـ"وقف الحرب والعودة للمسار السياسي، اهتمامهم تشويه موقفنا عوضاً عن وقف هذه الحرب".
واندلعت الحرب في أبريل من العام الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بشأن خلاف حول خطة الانتقال إلى حكم مدني.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات فيما تلوح المجاعة في الأفق وفر نحو ثمانية ملايين شخص من ديارهم.