في وقت لا يزال فيه وفد صنعاء المفاوض في مسقط، ينتظر المسار السياسي اجتماعاً للولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية والامارات من المتوقع أن تشارك فيه روسيا، قد يُؤدي الى إعلان هدنة على غرار هدنة نيسان الماضي، تسبق العودة إلى طاولة المشاورات
يكتنف الغموض مصير التحركات الأممية بخصوص تحريك عجلة المشاورات عقب مقترح أميركي قدّمه وزير الخارجية جون كيري، فيما توحي التطورات العسكرية الأخيرة بأن الأمور تسير في مصلحة القوى السياسية في صنعاء.
وفي ظل التساؤلات المطروحة عن مصير تحركات المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ التي كان آخرَها لقاءان جمعاه بوفد صنعاء وبفريق الرياض، يبدو أن ما وعد به ولد الشيخ بشأن استئناف المشاورات ينتظر ضوءاً أخضر من القوى الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
في هذا الصدد، أشار مصدر مطلع في وفد صنعاء الذي ما زال عالقاً في العاصمة العمانية مسقط إلى أن المبعوث الدولي «لم يقدم شيئاً مفيداً حتى الآن منذ لقائه الوفد قبل أكثر من أسبوعين».
في غضون ذلك، كشف المصدر في حديثه إلى «الأخبار» أن ثمة اجتماعاً مرتقباً للرباعية (الولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية والإمارات)، ومن المتوقع أن تشارك روسيا في هذا الاجتماع، بحسب المصدر. وتوقع أن يؤدي الاجتماع الى إعلان عودة المشاورات وتحديد موعدها ومكانها بالتزامن مع إعلان وقف الأعمال العسكرية كافة على غرار اتفاق 10 نيسان الماضي الذي سبق مشاورات الكويت.
على وقع ذلك، اتهمت السعودية في رسالة احتجاجية وجهتها إلى مجلس الأمن أمس، كلاً من «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام» بإعاقة الحل السياسي في اليمن، مطالبةً مجلس الأمن بـ«وضع حد للانتهاكات الإيرانية في اليمن». وتضمنت الرسالة أن «المملكة هي ضحية للاستهداف العشوائي وغير المسؤول من جانب ميليشيات الحوثي و(الرئيس السابق علي عبدالله) صالح، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات بالصواريخ الباليستية على الحدود السعودية وداخلها، ما أدى الى وفاة مئات المدنيين، وتدمير البنية التحتية».
وفي رد على تلك الاتهامات، نفى المصدر المقرب من وفد صنعاء مسؤولية «أنصار الله» وحزب «المؤتمر» عن إعاقة عودة المشاورات، مذكراً بأن الوفد استقبل ولد الشيخ وكان ينتظر أن يأتي بجديد غير أنه بعد زيارة الرياض أوقف تحركاته تقريباً. ورأى المصدر أن على الطرف السعودي أن يتوقف عن الحرب فقط لعودة الحوار، باعتبار «الحرب أكبر عائق للحل»، بحسب قوله.
وشهدت التحركات الأممية برودة خلال الاسبوعين الماضيين بعد لقاء جمع المبعوث الدولي بوفد صنعاء في مسقط، كان يُتوقع أن يُفضي إلى تسليم الوفد نسخة من المقترح الأميركي الذي طرحه وزير الخارجية جون كيري عقب اجتماع «الرباعية» في جدة. وفي هذا السياق، أكد المصدر في خلال حديثه إلى «الأخبار» أن وفد صنعاء «لم يتسلم خطة كيري حتى الآن»، واستدرك بالقول: «لا نرى فيها أي شيء جديد بحسب ما رشح لنا من معلومات»، لافتاً إلى أن الخطة الأميركية ليست سوى ما جرى نقاشه، وما خرجت بها مشاورات الكويت، ولكن «بقالب أميركي»، مشيراً إلى أن الأميركيين يسعون لتقديم أنفسهم وسطاء، بينما في الواقع «هم أساس المشكلة».
وعلق المجلس السياسي الأعلى في صنعاء على الرسالة السعودية، مؤكداً أنه ما دام هناك استمرارية للعدوان والحصار وتعنت الأطراف الأخرى، فإن خطوات المجلس تأتي في إطار ترتيب الوضع الداخلي للبلد لمواجهة العدوان مع بقاء باب الحوار مفتوحاً إذا وُجدت أي نيات جادة من الأطراف الأخرى.
وأبدى المجلس استعداده، بعد وقف إطلاق النار الدائم بما في ذلك وقف الطلعات الجوية ورفع الحصار، لمناقشة تفاصيل مبادرة كيري في الوقت والمكان اللذين يجري الاتفاق عليهما، مشدداً على ضرورة تأمين الأمم المتحدة عودة وفد صنعاء من مسقط إلى صنعاء للتشاور حول التعامل مع بيان مجلس الأمن، وتفاصيل مبادرة كيري.
ميدانياً، تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» يوم أمس، من إحراز تقدم كبير في مديرية صرواح في مأرب. وأفادت مصادر محلية في مأرب بأن معارك كبيرة شهدتها صرواح أمس، على أكثر من محور ما أدّى الى تقدم كبير، بعدما كان الإعلام الموالي للسعودية ينشر أخبارا في الأيام الماضية عن تقدم القوات الموالية لـ«التحالف» في هذه المديرية.
وبحسب المصدر، فإن معارك الجيش و«اللجان الشعبية» استمرت لساعات في أكثر من جبهة شرقي صرواح، تمكنوا بعدها من السيطرة الكاملة على تبة المطار الاستراتيجية والتباب المجاورة لها، التي تعدّ حامية المطار، فيما جرى الالتفاف على مواقع مؤيدي «التحالف» في تباب الربيعة. وأكد المصدر أن مجموعات كبيرة ظلت محاصرة حتى وقت كتابة التقرير، وأفاد بأن قائد المنطقة الثالثة في مأرب عبد ربه الشدادي من ضمن المحاصرين.
العملية النوعية التي نفذها الجيش و«اللجان الشعبية» انتهت باستعادة السيطرة على كل المواقع التي كان قد تقدم فيها الموالون لـ«التحالف» خلال الأيام الماضية شرقي صرواح. وبحسب المصدر، قتل في معارك أمس أكثر من 22 شخصاً، وجرح ما يزيد على 120 آخرين، بينهم قادة كبار، ومن بين القتلى العميد عبدالله دحوان قائد الشرطة العسكرية الذي كلّفه الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، إضافة إلى خمسة من مرافقيه، وكل من النقيب أحمد العفلي والشيخ حسن بن غانم والقائد الميداني صالح محمد وهيط.
علي جاحز - الاخبار اللبنانية-