متابعات-
كشفت صحف أمريكية ومصادر سعودية، أن السلطات اعتقلت كل من شقيق العاهل السعودي، الأمير "أحمد بن عبدالعزيز آل سعود"، وولي العهد السابق، الأمير "محمد بن نايف"، وشقيق الأخير، الأمير "نواف بن نايف".
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير لها، أن أفرادا من الحرس الملكي السعودي هو من تولى عملية اعتقال الأمراء الثلاثة، صباح الجمعة، بشكل درامي، حيث كانوا يرتدون سترات وأقنعة سوداء، وهو ما أكدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أيضا.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الحرس الملكي فتش منزلي الأميرين "أحمد بن عبدالعزيز" و "محمد بن نايف"، قبيل اعتقالهما.
وأفادت بأن السلطات السعودية اتهمت الأمراء الثلاثة المعتقلين بالخيانة.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن ولي العهد السابق، الأمير "محمد بن نايف" كان تحت الإقامة الجبرية، منذ عزله في 2017، واصفة إياه بأنه كان "وزير الداخلية السابق القوي والمفضل لدى واشنطن".
وأشارت إلى أن قرار إخلاء الحرم المكي المقدس كان "أحاديا" من "محمد بن سلمان"، وهو ما سبب تباينا في الآراء بين العائلة الحاكمة، حيث يعد إخلاء الحرم بهذا الشكل "خطوة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الإسلامي"، بحسب وصف الصحيفة.
وقالت إن خطط "بن سلمان" لتحديث الاقتصاد السعودي لم تنتج سوى تقدم بسيط حتى الآن، وقد أدت المخاوف من تأثير فيروس "كورونا" الجديد إلى خفض أسعار النفط، المصدر الأكبر لإيرادات المملكة.
وذكرت المصادر أن الرجلين اللذين كانا يوما من الأيام على طريق الوصول إلى العرش، أصبحا مهددين الآن بالسجن أو الإعدام.
وقالت "وول ستريت جورنال" إنه لا توجد تفاصيل بشأن الجرائم المزعومة التي اعتقلوا بسببها.
ويأتي ما كشفته "وول ستريت جورنال" و "نيويورك تايمز" متوافقا مع تغريدة نشرها حساب "العهد الجديد"، المعروف بكشف أسرار الحكم في المملكة عبر "تويتر"، الجمعة.
وأشار الحساب إلى أن الأمير "أحمد بن عبدالعزيز"، عضو هيئة البيعة، سبق أن التف حوله أمراء من الأسرة الحاكمة لتقليص نفوذ ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان".
وبحسب "العهد الجديد"، فإن وزير الداخلية الأمير "عبدالعزيز بن سعود بن نايف"، ابن شقيق ولي العهد السابق "محمد بن نايف"، اعتقل أيضا، لكن لم تؤكد "وول ستريت جورنال" ذلك النبأ.
تأكد الآن:
— العهد الجديد (@Ahdjadid) March 6, 2020
1. اعتقال الأمير (أحمد بن عبدالعزيز)، أحد كبار أمراء آل سعود، وأخطر من يعتقلهم ابن سلمان.
.
2. اعتقال وزير الداخلية، الأمير (عبد العزيز بن سعود).
.
3. اعتقال (مجموعة أخرى من الأمراء)، التفاصيل لاحقاً.
من جابنها، نقل موقع "الجزيرة نت" عن مصادر خاصة له من العاصمة السعودية، أن السلطات، اعتقلت عشوائيا، خلال اليومين الماضيين، عددا من الأمراء الكبار في العائلة المالكة.
وذكرت المصادر أن الديوان الملكي السعودي شهد حركة غير طبيعية في وقت متأخر من يوم الأربعاء، أعقبها اعتقال عدد من الأمراء الكبار، ولم تكشف المصادر عن أسماء المعتقلين.
واحتجزت السلطات العشرات من الأمراء وكبار المسؤولين والوزراء الحاليين والسابقين والمسؤولين ورجال الأعمال في فندق "ريتز كارلتون" بالرياض بأوامر من ولي العهد في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
وكان من بين الموقوفين وزير الحرس الوطني المقال الأمير "متعب بن عبدالله" نجل الملك الراحل "عبدالله"، وشقيقه أمير الرياض السابق "تركي بن عبدالله"، والأمير الملياردير "الوليد بن طلال"، والأمير "فهد بن عبدالله بن محمد" نائب قائد القوات الجوية الأسبق.
يذكر أن الأمير "أحمد بن عبدالعزيز" عاد من منفاه الاختياري بلندن إلى المملكة، في 2018، بناء على دعوتين من شقيقه الملك "سلمان"، والذي أرسل له وفدا للاجتماع به في لندن، لهذا الغرض، بحسب معلومات اطلعت عليها، آنذاك، "الخليج الجديد".
وبحسب ما نشرته عدة مصادر، فإن الأمير "أحمد"، وافق على العودة، بعد حصوله على ضمانات بريطانية وأمريكية بعدم المساس به، بعدما أثاره من تصريحات سابقة له في لندن، عندما سأل عن دور المملكة في الحرب اليمن، والتي تحولت إلى كارثة إنسانية، فقال: "حاسبوا الملك وولي عهده"، وهو ما تسبب بغضب "محمد بن سلمان".
وأشار موقع "ميدل إيست آي"، آنذاك، أن وجود الأمير "أحمد" في لندن سبب إزعاجا للعاهل السعودي وولي عهده، خاصة بعد التفاف عدد من أمراء الأسرة الحاكمة خلفه، باعتباره أثقل الأمراء مكانة في العائلة، وكان يعول عليه في كبح جماح "بن سلمان".
وبحسب تلك المصادر، كان معروفا لدى الجميع أن الأمير "أحمد" معارض لسياسات ابن أخيه، حيث رفض عام 2017 - عندما كان أحدَ أعضاء مجلس البيعة - تعيين "بن سلمان" وليا للعهد، ولم يقدم له البيعة.