متابعات-
جملة من المفاجآت أظهرتها النتائج المبدئية لانتخابات مجلس الأمة الكويتي لعام 2020، كان أبرزها بلوغ نسبة التغيير في تركيبة المجلس 62٪، وعدم وصول أي امرأة إلى المجلس، وهو ما يعد المرة الأولى منذ تطبيق نظام الصوت الواحد في ديسمبر 2012.
وأظهرت نتائج الانتخابات الكويتية دخول جيل من الشباب في مجلس الأمة، وغياب أسماء معروفة استمرت بالمجلس أكثر من 3 دورات متتالية.
وستكون أمام المجلس الجديد جملة من القضايا والملفات السياسية والاقتصادية، أبرزها ملفات الفساد التي تم الكشف عنها مؤخراً في الكويت.
وشهدت انتخابات مجلس الأمة مشاركة فاعلة من المواطنين رغم جائحة فيروس كورونا، حيث تجاوزت نسبة الاقتراع 60٪ في كل الدوائر، بعد إغلاق مراكز الاقتراع.
مع صدور النتائج، سارع أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، إلى إرسال برقيات تهانٍ للفائزين بعضوية مجلس الأمة 2020، عبَّر فيها عن خالص تهانيه بالثقة التي أولاهم إياها المواطنون بانتخابهم لعضوية مجلس الأمة.
كما بعث ولي العهد، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ببرقيات تهانٍ للفائزين بعضوية مجلس الأمة 2020.
وفي النتائج المعلنة، تجاوزت الوجوه الجديدة على معظم الدوائر، نسبة 42%، إذ كانت أعلى نسب التغيير في الدائرتين الأولى والثالثة بـ70% لكل منهما، في حين تساوت الدائرتان الرابعة والخامسة بتغيير بلغ 60%، أما الدائرة الثانية فكانت الأقل تغييراً بنسبة 50%.
وكانت أعلى نسب التغيير في الدائرتين الأولى والثالثة بـ70% لكل منهما، في حين تساوت الدائرتان الرابعة والخامسة بتغيير بلغ 60%، أما الدائرة الثانية فكانت الأقل تغييراً بنسبة 50%.
وأخفق التجمع الإسلامي السلفي للمرة الثانية على التوالي في التمثيل داخل مجلس الأمة، بخسارة مرشحَيه في الدائرتين الثانية والثالثة؛ فهد المسعود وحمد العبيد، في حين نجحت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) في الفوز بـ3 مقاعد في البرلمان، رغم خسارة النائب عبد الله فهاد.
وثبت التمثيل الشيعي في مجلس الأمة عند 6 نواب، 3 منهم في الدائرة الأولى، ونائبان في الثانية ونائب عن الدائرة الثالثة، وتراجع تمثيل التحالف الإسلامي الوطني إلى نائب وحيد بعد سقوط النائب خليل أبل.
كذلك حصل رئيس المجلس السابق، مرزوق الغانم، على أعلى الأصوات في الدوائر الخمس كنسبة وتناسب مع حجم الأصوات بالدائرة، في حين يعد الرقم الذي حصل عليه النائب حمدان العازمي هو الأعلى على مستوى الدوائر الخمس.
وبرز خلال الانتخابات غياب الوجوه النسائية عن مجلس 2020، بعد أن خسرت النائبة صفاء الهاشم مقعدها الذي حافظت عليه لـ3 دورات برلمانية متتالية.
وشهدت الانتخابات الحالية بروز الشباب، حيث انضم إلى عضوية المجلس في الدائرة الثالثة شباب جدد، بينهم عبد العزيز الصقعبي مرشح "حدس"، ومهلهل المضف ومهند الساير.
جيل جديد
وفي قراءته لنتائج انتخابات مجلس الأمة الكويتي، يؤكد رئيس تحرير صحيفة الشعب الكويتية الأسبوعية، حامد تركي بويابس، أن النتائج أظهرت جيلاً جديداً من النواب بعد سيطرة آخرين على الحياة النيابية 41 عاماً.
وانتفض الشعب الكويتي، كما يصف بويابس في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، خلال الانتخابات الحالية ضد أقطاب ما يسمون "نواب العهد القديم" الذين لم يغادروا الساحة البرلمانية منذ سنوات، وكان لهم تعاون مع نفوذ السلطة.
وفي التقييم الأوَّلي لنتائج الانتخابات، يوضح بويابس أن النتائج أكدت وباليقين المطلق رفض الشعب الكويتي للفساد، خاصةً الملفات الستة التي طغت خلال الفترة الماضية، ومنها: ملف النائب البنغالي، وغسل الأموال، وصندوق الضيافة الداخلية، وإسقاط المتعاونين مع السلطة.
وأوجدت نتائج الانتخابات الكويتية، وفق بويابس، جيلاً شبابياً من النواب، ومعارضة جديدة وشريفة، متوقعاً أن تكون الحياة السياسية خلال السنوات القادمة صارمة، وحازمة.
وحول غياب المرأة الكويتية وسقوطها في نتائج الانتخابات الحالية، يؤكد رئيس تحرير جريدة الشعب الأسبوعية لـ"الخليج أونلاين"، أن المرأة غابت عن هذه الانتخابات، حيث سقطت صفاء الهاشم ولم تحصد أكثر من 330 صوتاً، وهو ما كان متوقعاً بشكل عام.
وعن أسباب عدم نجاح المرأة الكويتية في الانتخابات، يرجع بويابس، الأسباب إلى "عدم قدرتها على مواجهة الحالة السياسية الجديدة، التي ستكون مهمتها محاربة الفساد".
النظام الانتخابي
ومنذ إقرار الحقوق السياسية للمرأة في عام 2005، ومنحها حق الانتخاب والترشح، لا تزال تتعثر في خطواتها السياسية فتنجح أحياناً وتخفق أحياناً أخرى.
وشهدت الانتخابات الأخيرة تقدُّم 33 سيدة بأوراق ترشحهن من بين 395 مرشحاً تنافسوا على 50 مقعداً برلمانياً موزعة على 5 دوائر.
وتوزعت المرشحات بواقع 11 مرشحة في الدائرة الأولى، و6 بالدائرة الثانية، و11 في الثالثة، و5 مرشحات بالخامسة، في حين خلت الدائرة الرابعة من أي وجود نسائي.
وشكلت أصوات النساء نحو 52% من إجمالي عدد الناخبين في البلاد البالغ عددهم، بحسب وزارة الداخلية، نحو 574 ألف ناخب وناخبة.
الناشطة السياسية الكويتية منى البغلي، أرجعت أسباب غياب المرأة عن انتخابات مجلس الأمة الحالية إلى "النظام الانتخابي الحالي الصوري، وعدم تنظيم النساء فيما بينهن، ووجود بعض النساء اللواتي هززن صورة المرأة السياسية بشكل عام".
وسيؤثر غياب النساء عن مجلس الأمة، كما تؤكد البغلي في حديثها لـ"الخليج أونلاين"، في حقوق المرأة الكويتية السياسية؛ لكون احتياجات المرأة احتياجات لا يمكن أن يعيها إلا هي، خاصة في المجتمعات الشرقية.
وعن الدروس المستفادة للمرأة الكويتية من نتائج الانتخابات الحالية، تقول البغلي: "يجب على النساء في الكويت أن يحترمن الشعب الذي يمثلنه ولا يمثلن عليه ولا يساومن على وعي الناخبين، كما يجب عليهن التفاؤل والسعي للعمل الوطني الجماعي المنظم".