متابعات-
مع عودة الصدام بين مجلس الأمة الكويتي والحكومة على خلفية استجواب عدد من الوزراء، وفي ظل الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، حدث تحوُّل جديد مع دخول النائب عبيد الوسمي إلى المجلس بعد نجاحه في الانتخابات التكميلية للدائرة الخامسة.
وحسم الوسمي نتائج الانتخابات البرلمانية التكميلية التي أجريت (السبت 22 مايو الجاري)، بعد خلو مقعد النائب السابق بدر الداهوم، في الدائرة الخامسة، بـ43 ألف صوت، وهو ما يعد فوزاً ساحقاً للمعارضة الكويتية، وغير مسبوق في عدد الأصوات.
ويعطي فوز الوسمي بهذا العدد الكبير من الأصوات وبفارق شاسع عن منافسيه، مؤشرات عدة للحكومة الكويتية، حول الشخصية الجديدة التي دخلت المجلس، وكيفية التعامل مع القضايا المختلفة، ورغبة الشارع في التغيير.
وسيعزز فوز الوسمي ودخوله الحياة السياسية موقف المعارضة، التي تخوض صراعاً مع الحكومة داخل المجلس، كان آخر فصوله توجيهها دعوة لاستجواب وزراء الصحة، الخارجية، والمالية.
وعقب الفوز، قال النائب الوسمي: "إن ما حدث كان استفتاءً دستورياً على القرارات الحكومية الأخيرة، والشعب وضَّح رأيه في هذه الانتخابات بهذه الحكومة".
تضخيم للأزمة
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عايد المناع يؤكد أن الرقم غير المسبوق الذي حصل عليه الوسمي في نتائج الانتخابات التكميلية، يحمل عدة رسائل للحكومة، التي يجب عليها أن تقرأها جيداً.
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يؤكد المناع أن دخول الوسمي مجلس الأمة قد يخلق أزمة تؤدي إلى حل المجلس والدعوة إلى انتخابات برلمانية جديدة؛ لكونه شخصية عنيفة ولديه خبرة قانونية جيدة.
وسيضيف دخول الوسمي، حسب المناع، إلى مجلس الأمة بعض الأمور، أو ربما تكون هناك بعض النقاط الإيجابية لوجوده، في جوانب معينة، ولكن بكل تأكيد ستزداد الأزمة مع وجوده بالمجلس.
وإلى جانب حديث المناع، يصف الكاتب الكويتي هادي العنزي ترشُّح الوسمي ودخوله لمجلس الأمة بـ"الصدمة الديمقراطية"، حيث أشعل الكويت دعماً وتأييداً.
ويحظى الوسمي، حسب مقال للعنزي نشرته صحيفة "الأنباء" (الأربعاء 19 مايو)، بشعبية طاغية، وآراء لاذعة، وبلاغة خطابية نقدية تتماهى مع الرأي العام، المتقلب حيناً، والباحث عن الإثارة أحياناً، إضافة إلى أنه رجل قانون.
ويستوعب البرلمان الكويتي الجميع، وفق العنزي، "ويعد مدرسة تُضرب بها الأمثال صدحاً بالرأي مؤيداً أو معارضاً، تحت قبة عبدالله السالم، المنارة التي تزهو بكل الآراء والرؤى المستشرقة لمستقبل أفضل وأجمل".
ترحيب النواب
وأحدث فوز الوسمي حالة من الارتياح بين صفوف نواب في مجلس الأمة، حيث اعتبروا أنه سيكون إضافة قوية داخل المجلس.
وكانت أبرز الأصوات المرحبة بفوزه، من النائب عبد الكريم الكندري، الذي أكد أن نجاح الوسمي سيغير مجرى العمل البرلماني والسياسي.
وقال الكندري في تصريح عقب فوز الوسمي: إن "الحكومة أعلنت أنها لن تحضر جلسة الاستجوابات غداً، ونحن نقول إنه ما لم يصعد رئيس الوزراء المنصة فلن تكون هناك جلسات، وأقول له: لن ينفعك أنت ولا وزراءك التهرب من الاستجوابات".
بدوره، اعتبر النائب سعود بوصليب أن الأرقام التي حصل عليها الوسمي تعد أبلغ رسالة، مؤكداً أن الوسمي "سيكون إضافة قوية للمؤسسة التشريعية".
كما يرى النائب مساعد العارضي، أنَّ فوز الوسمي بالانتخابات فيه رسالة من الشعب، واستفتاء شعبي.
وقال النائب ثامر السويط، تعقيباً على فوز الوسمي: "الرسالة تصل تلو الأخرى، وهي تصل فقط لمن يعي ويسمع صوت الشعب، والأحرار الذين سجلوا كلمتهم في 5 ديسمبر، يعيدونها مرة أخرى".
وفي تغريدة له على حسابه بموقع "تويتر"، شدد السويط على أن النواب لن يسمحوا بالعبث، أو الصمت عن الفساد، أو ما سماه "اختطاف إرادة الأمة".
من هو الوسمي؟
هو الدكتور عبيد محمد عبد الله زيد الوسمي المطيري، من مواليد 5 يناير 1971م، سياسي كويتي ودكتور في القانون الإجرائي من كلية الحقوق بجامعة الكويت.
وتخرج في الجامعة عام 1994، بتقدير "جيد جداً"، واستكمل دراساته العليا في بريطانيا، وحصل على درجة الماجستير، ودرجة الدكتوراه من الجامعة الأمريكية في واشنطن بتفوق كبير.
شغل منصب عضو سابق بمجلس الأمة، كما أنه أحد كُتاب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، حاصل على الدكتوراه في الحقوق من الجامعة الأمريكية بواشنطن، وكان قد نجح في انتخابات البرلمان الكويتي في فبراير 2012، لكن المحكمة الدستورية أصدرت حكماً آنذاك بإبطال المجلس.
ويعتبر من أبرز المُعارضين على الساحة السياسية الكويتية، وأحد رموز المعارضة وأحد الداعين إلى الإمارة الدستورية والحكومة البرلمانية، كما أنهُ مُحامي مرافعات بارز في الخليج.
وفي نوفمبر 2020، قدّم وثيقة عُرفت بـ"وثيقة الكويت"، مع الأكاديمي البارز والنائب السابق عبد الله النفيسي، كخطوة أولى لمعالجة الوضع السياسي والاقتصادي الراهن، وعرضها على ولي العهد آنذاك، أمير البلاد الحالي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.