سياسة وأمن » تصريحات

بعد دعوة رسمية.. ما الملفات التي قد يناقشها أمير الكويت في السعودية؟

في 2021/08/12

الخليج اونلاين- 

في وقتِ تشهد فيه دول مجلس التعاون الخليجي جملة من التحديات الأمنية، سواء على صعيد استهداف ناقلات النفط في المياه الخليجية، أو استمرار الهجمات الحوثية على منشآت حيوية سعودية، يُنتظر حدوث لقاء تاريخي يجمع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الصباح.

وسيأتي اللقاء بناء على دعوة الملك سلمان بن عبد العزيز لأمير الكويت لإجراء أول زيارة للمملكة منذ تسلمه الحكم، في يناير 2020، وجاءت الدعوة خلال تسليم سفير السعودية لدى دولة الكويت، الأمير سلطان بن سعد آل سعود، الشيخ نواف رسالة من الملك السعودي.

وتضمنت الرسالة الخطية التي تسلمها أمير الكويت، الأربعاء 11 أغسطس الجاري، "العلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين، وسبل تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة".

توقيت حساس

الكاتب السياسي الكويتي عبد العزيز سلطان، يؤكد أن رسالة ملك السعودية لأمير البلاد تأتي في توقيت حساس في المنطقة، وتطورات إقليمية، وفي بعض دول الخليج، وتبدلات كبيرة تشهدها المنطقة.

وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين" يقول سلطان: "تعكس الرسالة التي تلقاها أمير الكويت وحملت في طياتها دعوة من الملك السعودي له لزيارة المملكة، وجود رغبة وأهمية أيضاً في عقد قمة تاريخية بين الزعيمين لبحث التحديات الأمنية الأخيرة".

وتأتي الرسالة أيضاً، وفق سلطان، "في وقت تعاني فيه المنطقة الخليجية من التهديدات الإيرانية، خاصة الملاحة البحرية، والسفن التجارية وغيرها، ونقل النفط، إضافة إلى أن المنطقة بشكل عام تمر بتوترات إقليمية خطرة جداً قد تنتظر بالمستقبل مشاكل كبيرة، وهو ما يؤثر على دول مجلس التعاون بشكل خاص، وعجل بالرسالة والدعوة من العاهل السعودي".

وحول ما سيناقشه أمير الكويت مع العاهل السعودي، يوضح سلطان: "سيكون الحديث الأبرز هو عن التوافق حول التنسيق الأمني المشترك بين السعودية والكويت، من خلال دول الخليج وشركائها من الدول العظمى كالولايات المتحدة في حماية سواحلها والاقتصاد العالمي ونقل النفط".

وتعد زيارة أمير الكويت إلى السعودية إذا تمت، كما يؤكد سلطان، "تاريخية سترسخ مفاهيم جديدة للمنطقة وبناءة؛ للمصلحة الخليجية، والأمة العربية والإسلامية".

كما سبق تلك الدعوة من الملك سلمان

وعلى الصعيد العربي يتوقع سلطان أن يناقش الزعيمان الخليجيان القضية الفلسطينية، ودفع عملية السلام بالشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة في ظل التقلبات الكبيرة.

وتعتبر دول الخليج قائدة للمنطقة، خاصة أنها تمتلك الإمكانيات المالية، والقوة السياسية لدعم الاستقرار في الدول العربية والإسلامية، والحديث لسلطان.

العلاقات الكويتية السعودية

تعدُّ العلاقات الكويتية-السعودية متميزة، حيث أدت الكويت دوراً بارزاً في إنهاء الأزمة الخليجية، في يناير الماضي، والتي استمرت نحو ثلاث سنوات ونصف.

وتتميز العلاقات السعودية-الكويتية بعمقها التاريخي، وسماتها المشتركة المبنية على توافق سياسي، حيث تجاوزت بعمرها الممتد لـ130 عاماً مفاهيم علاقات الجوار الدولية، وانفردت بخصوصية وترابط رسمي وشعبي وثيق، عزز من شأنها ورسوخها حرص القيادة في البلدين على توطيد وتطوير أوجه التعاون المشترك.

وفي كل مرة تظهر قوة العلاقات بين البلدين ورسوخها وسط الأحداث بمنطقة الخليج العربي، حيث أضاف البلدان بعداً استراتيجياً جديداً لمفهوم علاقاتهما الثنائية، تمخض عنه الوقوف مع بعضهما لضمان الاستقرار وإبعاد المنطقة عن الصراعات الدولية.

وجمعت قيادات البلدين علاقات قوية منذ عقود طويلة، تخللتها مئات الزيارات لكبار المسؤولين والوزراء، كان أبرزها الزيارة الرسمية التي قام بها إلى الكويت ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في سبتمبر 2018، وهي الثانية له بعد زيارة في مايو 2015.

وفي ظل علاقات الكويت الممتازة مع دول الخليج الست، قادت منذ انطلاق الأزمة الخليجية، عام 2017، بين (السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر) و(قطر) وساطة للحل، وبذلت جهوداً مضنية في إقناع جميع الأطراف بضرورة الحوار لإنهاء أكبر أزمة عصفت بمجلس التعاون الخليجي.

وعمل كبار مسؤولي الكويت؛ بدءاً من الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والأمير الحالي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والوزراء والمسؤولين الدبلوماسيين الكويتيين، كخلايا نحل مستمرة لإنجاح فرص عودة الأمور لنصابها بين دول مجلس التعاون الخليجي، منطلقين من علاقات الكويت الجيدة مع كل دول العالم، خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية المؤثرة إلى حد بعيد بالملف الخليجي.