سياسة وأمن » تصريحات

كيف ينظر الكويتيون إلى ترشح السعدون للانتخابات البرلمانية؟

في 2022/08/22

متابعات-

مع إعلان السياسي الكويتي البارز أحمد السعدون ترشحه لانتخابات مجلس الأمة 2022 القادمة عن الدائرة الانتخابية الثالثة، عمت حالة من التفاؤل وسط الشارع لإمكانية تغيير المشهد السياسي في البلاد.

وقوبل إعلان السعدون بحالة ارتياح من مختلف التيارات السياسية والشعبية في الكويت، وسط اتجاه الأنظار إلى إمكانية انتخابه رئيساً لمجلس الأمة في دورته التشريعية القادمة.

ويترقب الكويتيون الذهاب إلى صناديق الاقتراع خلال سبتمبر القادم، للإدلاء بأصواتهم وانتخاب مجلس جديد، قد ينهي حالة الصراع التي كانت قائمة خلال أعمال المجلس السابق بين الحكومة ونواب.

وتريد القيادة الكويتية من إجراء تلك الانتخابات تصحيح المسار السياسي في البلاد، حيث سبق أن دعا ولي العهد الكويتي، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، خلال قرار حل مجلس الأمة في يونيو الماضي، الكويتيين إلى عدم تضييع فرصة تصحيح المسار.

وقال "الصباح" خلال كلمة متلفزة له حينها: إن "الاختيار غير الصحيح للممثلين في مجلس الأمة يضر بمصلحة البلاد ويعود بنا للمربع الأول".

وتنفيذاً للقرارات الصادرة عن أمير الكويت، ستعلن الحكومة الكويتية التي تسلمت مهامها في بداية أغسطس الجاري، بقيادة الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، عن موعد إجراء الانتخابات النيابية.

وأفادت تقارير كويتية بأنه سيتم فتح باب التسجيل في انتخابات مجلس الأمة في 28 أو 29 أغسطس الجاري، على أن يكون الاقتراع في 29 سبتمبر.

السعدون في سطور

يعد السعدون (86 عاماً)، من أبرز السياسيين في الكويت، حيث بدأت حياته السياسية منذ العام 1967، تخللها شغله عديداً من المناصب الحكومية، التي منها رئاسة مجلس الأمة.

عمل السعدون مساعداً لشؤون البرق والهاتف في وزارة المواصلات حتى ترك العمل الحكومي في العام 1974، ليتقلد منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في العام نفسه وحتى 1982.

شارك في انتخابات مجلس الأمة الكويتي عام 1967 في الدائرة السادسة، وحصد المركز السابع برصيد 344 صوتاً، وخسر الانتخابات، ثم شارك في انتخابات عام 1975 في الدائرة الثانية وحصل على المركز الثاني برصيد 641 صوتاً وفاز فيها.

وانتُخب السعدون عام 1975، نائباً لرئيس مجلس الأمة الكويتي، ثم شارك عام 1981 في انتخابات المجلس عن الدائرة الحادية عشرة وحصل على المركز الأول برصيد 707 أصوات وفاز بها، وتم انتخابه نائباً للرئيس مرة أخرى.

وحصل عام 1985 على المركز الأول في انتخابات مجلس الأمة عن الدائرة الحادية عشرة، برصيد أصوات 820، وتم اختياره رئيساً لمجلس الأمة بالتزكية.

وشارك في انتخابات مجلس الأمة الكويتي 1992 في الدائرة الحادية عشرة وحصل على المركز الأول برصيد أصوات 1403 صوتاً وفاز بها، وتم انتخابه رئيساً للمجلس أيضاً.

ومن بعدها، شارك في انتخابات 1996 بالدائرة الـ11 وحصل على المركز الأول برصيد 1262 صوتاً وفاز بالانتخابات، وتم انتخابه رئيساً مرة أخرى.

كما فاز في انتخابات عام 1999، عن الدائرة الحادية عشرة، برصيد 1440 صوتاً. وفي عام 2003 شارك في الانتخابات وحصل على المركز الثاني برصيد 1200 صوت وفاز بها.

وفي عام 2006 شارك عن الدائرة الحادية عشرة وحصل على المركز الأول برصيد أصوات 4970 صوتاً وفاز بالانتخابات. كما شارك عام 2008 في الدائرة الثالثة وفاز بالمركز التاسع برصيد 6105 أصوات، وفاز بالانتخابات.

وفاز السعدون برئاسة مجلس الأمة للفصل التشريعي الـ14 في (فبراير 2012)، بأغلبية 38 صوتاً، متقدماً بذلك على منافسه حينها محمد الصقر الذي حصل على 26 صوتاً.

ترحيب شعبي 

يرى الكاتب والمحلل السياسي عايد المناع، أن هناك ترحيباً في الشارع الكويتي بترشح السعدون؛ لكونه رجلاً خبيراً بالشأن البرلماني، وسبق أن ناضل من أجل العودة للحياة البرلمانية بعد حل المجلس عام 1985.

ويتوقع "المناع" في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، فوز السعدون بانتخابات مجلس الأمة القادمة، وبمنصب رئاسة المجلس، فهو "سيكون رئيساً قوياً، حيث يعرف كل التفاصيل الدستورية".

ويضيف: "رئيس الوزراء لديه مصلحة في أن تكون علاقته جيدة مع المجلس، وهذا يتطلب منه جلب وزراء أكْفاء، وأن يكون على أهبة الاستعداد للوقوف على المنصة لمواجهة الاستجوابات".

ويبين أنه "في حال جاءت أصوات انتخابات مجلس الأمة من المعارضة فسيحسم السعدون منصب رئيس مجلس الأمة، ولكن كان هناك خليط من النواب، فربما سيتعثر".

ويوضح أن وجود رئيس وزراء قوي وقانوني سيحظى باحترام الأغلبية حتى لو شعروا بأنه لا يلبي متطلباتهم المناطقية.

ويشير إلى أنه في حال كان السعدون رئيساً سيعمل على ضبط جلسات المجلس، بسبب خبرته البرلمانية الطويلة.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عمَّت حالة من الارتياح بين السياسيين الكويتيين بعد إعلان السعدون ترشحه لانتخابات مجلس الأمة.

وأكد النائب الكويتي السابق مسلم البراك، أنَّ ترشُّح السعدون وانتخابه نائباً بمجلس الأمة سيكونان تمهيداً لانتخابه رئيساً للمجلس.

وقال البراك خلال كلمة له في مؤتمر صحفي، (السبت 20 أغسطس الجاري): "أفرحنا خبرُ ترشُّح أحمد السعدون، ويجب الحرص التام على هذا العملاق صاحب الأداء الوطني المتميز".

وقال رجل الأعمال الكويتي سعد البراك: "اتخذت القيادة السياسية مجموعة من الخطوات والإجراءات المحورية لتدشين عملية الإصلاح".

وكتب البراك في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر": "أتى دور القامات الوطنية الشامخة لتؤدي دورها في عملية الإصلاح، وترشُّح الأخ الكبير أحمد السعدون تجاوب كريم وراقٍ مع خطوات القيادة السياسية ومع طموحات وآمال الشعب الكويتي.. مرحباً بالرئيس".

واعتبر السياسي سامي المانع أن ترشُّح السعدون سيقطع الطريق أمام التسابق على رئاسة مجلس الأمة.

وكتب "المانع" في تغريدة على حسابه في "تويتر": "السعدون هو القادر على تصحيح مسار المؤسسة التشريعية التي عاثوا فيها فساداً".

وعكس حديث المناع، يؤكد الكاتب والباحث السياسي عبد العزيز سلطان، أن كثيرين لا يريدون أن يكون أحمد السعدون رئيساً لمجلس الأمة القادم.

ويقول سلطان في حديثه لـ"الخليج أونلاين":"السعدون يعتبر جزءاً من المشكلة بالفترة الأخيرة، ويعتبر قوة للمعارضة".

ويوضح أن السعدون "لا يمثل تطلعات الشباب، في حين أن غالية الناخبين شباب"، مبيناً أنه "يرى نفسه بديلاً عن مرزوق الغانم ولكن لا يصلح، لأنه لا يوجد توافق عليه من قبل كل القوى السياسية".