سياسة وأمن » تصريحات

حصاد السعودية في 2022.. قمم دولية وقفزة اقتصادية لافتة

في 2022/12/24

طه العاني - الخليج أونلاين-

شهدت المملكة العربية السعودية، خلال العام الحالي، العديد من الأحداث السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وغيرها، حيث انتهجت هذا العام دبلوماسية جديدة.

إذ استضافت المملكة، منتصف العام الجاري، قمتين مع الولايات المتحدة إحداهما ثنائية والثانية خليجية، مع حضور 3 دول عربية، في حين احتضنت بحلول نهاية العام 3 قمم مع بكين، من بينها "صينية خليجية"، و"صينية عربية".

تغييرات حكومية

في 27 سبتمبر الماضي، أصدر العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز أمراً ملكياً بنقل منصب رئاسة الوزراء إلى ولي العهد، في حين يرأس الملك الجلسات التي يحضرها.

وينص نظام الحكم في السعودية على أن الملك يتولى منصب رئيس الوزراء، وتولى ولي العهد بالمملكة منصب رئيس الوزراء مرتين في تاريخ المملكة، الأولى في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، والثانية في عهد الملك سعود بن عبد العزيز.

واستقر الأمر منذ عهد الملك فيصل في العام 1964 على تولي الملك رئاسة الوزراء، وتواصل حتى صدور المرسوم الملكي الأخير.

كما تنازل الأمير محمد بن سلمان عن حقيبة الدفاع التي كان يتولاها، حيث أسندت إلى شقيقه الأمير خالد بن سلمان، في أبرز تغيير طال الحقائب الوزارية خلال 2022.

كما شهدت المملكة العديد من التغييرات الحكومية شملت وزراء ومحافظين ومجموعة من كبار المسؤولين في وزارات البلاد ودوائرها الرسمية.

زيارات وقمم

واستقبلت السعودية، في 18 يناير 2022، رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، وأجرى رئيس وزراء تايلاند، في 23 يناير، زيارة للسعودية لإجراء محادثات على مستوى رفيع مع المملكة لأول مرة منذ 30 عاماً.

وفي شهر مارس، استقبلت السعودية رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في زيارات منفصلة.

وشهد شهر أبريل زيارتين منفصلتين قام بهما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الباكستاني الجديد شهباز شريف.

وفي منتصف يوليو، استقبلت السعودية الرئيس الأمريكي جو بايدن، وعدداً كبيراً من زعماء المنطقة للمشاركة في قمة "جدة للأمن والتنمية".

وفي 17 أغسطس، استقبلت المملكة الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف، وفي أواخر سبتمبر، أجرى المستشار الألماني أولاف شولتس زيارة للسعودية ضمن جولة خليجية.

وزار الرئيس الصيني شي جين بينغ الرياض، في 6 ديسمبر، واجتمع مع زعماء السعودية والخليج ودول عربية.

وفي المقابل زار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تركيا واليونان وفرنسا وكوريا الجنوبية وتايلاند ومصر والأردن وإندونيسيا.

المشاركة الاجتماعية

وفي الجانب الاقتصادي بلغ معدل البطالة للسعوديين 10.1%، في الربع الأول من عام 2022، بانخفاض مقداره 0.9 نقطة مئوية مقارنة بالربع الرابع في عام 2021، بحسب تقديرات الهيئة العامة للإحصاء السعودية.

وشهدت السنوات الحالية نمواً كبيراً في معدل مشاركة السعوديات في سوق العمل، لتصل إلى 6.33% في الربع الأول من عام 2022.

وانخفض معدل البطالة للسعوديين في فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 24 سنة لتصل إلى 0.15%، بانخفاض مقداره 9.0 نقطة مئوية بالمقارنة بالربع الرابع من عام 2021.

وأعلن وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودي أحمد بن سليمان الراجحي، في 17 نوفمبر 2022، أن أكثر من 2.2 مليون سعودي وسعودية يعملون في القطاع الخاص، وهو الرقم الأعلى تاريخياً.

وفي شأن اجتماعي آخر كشفت تقارير إحصائية في السعودية، أواخر أكتوبر، عن زيادة غير مسبوقة في معدل حالات الطلاق خلال عام 2022، وصلت لـ168 حالة يومياً، بواقع 7 حالات طلاق في كل ساعة، وبمعدل يفوق الحالة الواحدة كل 10 دقائق.

قفزة الإيرادات

بدورها بلغت الإيرادات غير النفطية في ميزانية السعودية خلال 2022 نحو 392 مليار ريال (104 مليارات دولار)، لتعادل نحو 32% من إجمالي إيرادات الدولة البالغة 1.234 تريليون ريال (328 مليار دولار)، في حين بلغت الإيرادات النفطية نحو 842 مليار ريال (224 مليار دولار)، تعادل 68% من إجمالي الإيرادات.

وبحسب تقرير صحيفة "الاقتصادية" السعودية، في 8 ديسمبر 2022، المستند إلى بيانات وزارة المالية، فإن الإيرادات غير النفطية ارتفعت خلال 2022 نحو 9.4%، بما يعادل نحو 34.5 مليار ريال (9 مليارات دولار) عن مستوياتها 2021.

ويرجع ارتفاع الإيرادات غير النفطية بشكل رئيس إلى استمرار تنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط.

ويتوقع أن تبلغ إيرادات الضرائب لعام 2022 نحو 315 مليار ريال (84 مليار دولار)، عند مستويات مقاربة لعام 2021، ويعود ذلك إلى تحصيل مبالغ غير متكررة تخص أعواماً سابقة خلال عام 2021. 

استراتيجية صناعية

وبدأ أكثر من 800 مصنع في السعودية الإنتاج خلال 2022، توزعت على عدة أنشطة صناعية شملت الصناعات الغذائية والمعادن واللدائن والمكائن وغيرها.

وأفاد تقرير للمركز الوطني للمعلومات الصناعية والتعدينية التابع للوزارة بأن إجمالي عدد التراخيص الصناعية التي أصدرتها الوزارة، منذ مطلع العام الجاري حتى نهاية أكتوبر، بلغ 803 تراخيص، بينما وصل عدد المصانع القائمة في المملكة حتى نهاية الشهر نفسه 10788 مصنعاً، بحجم استثمارات 1.374 تريليون ريال (365 مليار دولار).

وأطلقت السعودية، في 19 أكتوبر الماضي، الاستراتيجية الوطنية للصناعة، التي تهدف إلى تحقيق اقتصاد صناعي جاذب للاستثمار في المملكة يعزز التنوع الاقتصادي، ويعمل على تنمية الناتج المحلي والصادرات غير النفطية.

وبحسب بيان لوكالة الأنباء السعودية، تركز الاستراتيجية الوطنية للصناعة على 12 قطاعاً فرعياً لتنويع الاقتصاد الصناعي، فيما حددت أكثر من 800 فرصة استثمارية بقيمة تريليون ريال سعودي (266.18 مليار دولار).

كما أنفقت السعودية 5.1 مليارات ريال (1.4 مليار دولار) على حوافز لتعزيز الصناعة العسكرية المحلية على مدى العامين الماضيين، بما في ذلك البحث والتطوير في الصناعات العسكرية.

وارتفع الاكتفاء الذاتي الداخلي للصناعات العسكرية في السعودية من 2% إلى 15%، خلال العام الجاري.

المياه والزراعة

وحققت قطاعات البيئة والمياه والزراعة منجزات عديدة ضمن خطط تحقيق الاستدامة البيئية والمحافظة على الموارد المائية وتنميتها واستدامتها وترشيد استخدامها.

وقال وزير البيئة والمياه والزراعة عبد الرحمن الفضلي، في 12 ديسمبر، إن الوزارة تعمل على تنفيذ مشاريع في قطاع المياه بقيمة 90 مليار ريال (24 مليار دولار)، فيما نفذت مشاريع دخلت الخدمة خلال 2022 بتكلفة مالية بلغت نحو 40 مليار ريال (10.6 مليارات دولار)، ومشاريع أقرت بميزانية إجمالية تبلغ نحو 145 مليار ريال (38.5 مليار دولار)، مبيناً أن حجم الخزن الاستراتيجي للمياه سيبلغ 25 مليون متر مكعب العام المقبل.

ونجحت السعودية في رفع حجم إنتاج المياه من 5.5 مليون متر مكعب في 2015 ليبلغ 9.4 ملايين متر مكعب في العام الجاري، وتستهدف الوصول إلى إنتاج 11 مليون متر مكعب يومياً العام المقبل، وبلغ عدد ساعات ضخ المياه حالياً نحو 22 ساعة يومياً، فيما بلغت طاقة الضخ مستوى ارتفاعات يصل إلى ثلاثة آلاف متر.

وفي الجانب الزراعي نفّذت المملكة استراتيجية الأمن الغذائي، حيث عملت على تنفيذ خطط استباقية أسهمت في تجاوز الأزمة الغذائية العالمية، وارتفع حجم القروض الزراعية من نحو 500 مليون ريال (133 مليون دولار) إلى أكثر من 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) بنهاية 2022.

أكبر فائض

في إطار متصل سجّلت السعودية، في 2022، أول فائض في الميزانية العامة منذ 9 سنوات، متجاوزة كافة التوقعات في عام شهد صعوبات اقتصادية عالمية.

وأوضحت قناة "العربية" السعودية، في 7 ديسمبر، استناداً إلى أرقام وزارة المالية، أن الفائض السعودي بلغ 102 مليار ريال (نحو 27 مليار دولار).

ويعدّ هذا أول فائض تحققه المملكة منذ ميزانية عام 2013، وكانت توقّعت العام الماضي ألا يتجاوز فائض العام الجاري 90 مليار ريال سعودي (نحو 24 مليار دولار).

ورغم موجة الغلاء والتضخم التي اجتاحت دول العالم وباتت تمثّل التحدي الأصعب للاقتصاد العالمي في 2022، سجلت السعودية معدل تضخم ضمن الأدنى عالمياً عند 2.6%.

وبحسب البيان التمهيدي لميزانية 2023، الصادر عن وزارة المالية السعودية، فإن المملكة اتخذت إجراءات استباقية؛ مثل وضع أسقف على أسعار بعض المشتقات البترولية، واستطاعت من خلالها احتواء التضخم والحد من تأثير ارتفاع الأسعار، ومن المتوقع أن يصبح في مستوياته الطبيعية على المدى المتوسط.

التجارة الخارجية

بدورها ارتفعت التجارة الخارجية السعودية، خلال تسعة أشهر من العام الجاري، 50% بما يعادل 455.4 مليار ريال (121 مليار دولار)، لتبلغ 1.71 تريليون ريال (454.6 مليار دولار).

وجاء الارتفاع بدعم من زيادة الصادرات النفطية 84% لتبلغ مستوى قياسياً عند 952.3 مليار ريال (253 مليار دولار) نتيجة ارتفاع أسعار الخام والإنتاج النفطي السعودي.

ووفقاً لرصد وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية" السعودية، فقد صعدت الصادرات السلعية في تسعة أشهر 68% لتسجل أعلى مستوى تاريخياً عند 1.2 تريليون ريال (319 مليار دولار). 

وارتفع فائض الميزان التجاري 35% نتيجة ارتفاع الصادرات السلعية بوتيرة أسرع كثيراً من زيادة الواردات في ظل صعود أسعار النفط، ما رفع قيمة الصادرات النفطية، إلى جانب تطور الصادرات غير النفطية بدعم البرامج الحكومية المحفزة.

السياحة

وجذبت المقاصد السياحية السعودية أعداداً كبيرة من السياح المحليين والأجانب، خلال العام الجاري، محققة زيادة واضحة عن الأعوام السابقة.

وأظهرت بيانات صادرة عن وزارة الاستثمار السعودية، في 12 ديسمبر، أن حجم الإنفاق السياحي في السعودية، خلال النصف الأول من العام الجاري، بلغ نحو 71.2 مليار ريال (19 مليار دولار)، حيث يعد الأعلى في ثلاثة أعوام على الأقل.

كما نما الإنفاق السياحي الوافد بشكل كبير بعدما بلغ، خلال النصف الأول، 26.7 مليار ريال (7 مليارات دولار)، وبزيادة بلغت 521% على أساس سنوي، حيث بلغ إنفاقهم خلال الفترة المماثلة من العام الماضي نحو 4.3 مليارات ريال (1.1 مليار دولار) فقط.

وارتفع عدد السياح في السعودية، خلال الأشهر الستة من العام الجاري، إلى نحو 46 مليون سائح، وبنمو 40% تقريباً، فيما مثل السياح الوافدون للسعودية 14% وبعدد 6.1 ملايين سائح، ممن قضوا ليلة واحدة على الأقل خلال رحلتهم السياحية.

النقل واللوجستيات

وجرى خلال عام 2022 الترخيص لأكثر من 1500 شركة خدمات لوجستية محلية وإقليمية ودولية، ما يسهم في دعم النمو الاقتصادي وتوليد مزيد من فرص التوظيف في السعودية.

وارتفعت نسبة نقل الركاب عبر القطارات 100% وبمعدل 4.9 ملايين راكب هذا العام، فيما ارتفعت نسبة نقل البضائع عبر القطارات 22% وبمعدل 25 مليون طن، ما يسهم في خفض التكلفة وحماية شبكة الطرق. وفق ما أعلنه صالح الجاسر وزير النقل والخدمات اللوجستية، في 12 ديسمبر.

واكتمل التحول المؤسسي لـ25 مطاراً في المملكة، وأنجز عدد من مشاريع التوسعة في مطارات المملكة، خلال هذا العام، بما في ذلك افتتاح الصالتين 3 و4 في مطار الملك خالد الدولي، لترسيخ مكانة المملكة كمركز للربط الجوي والبحري والبري.