سياسة وأمن » تصريحات

قطر تدعو للبحث عن سبل لإنهاء الحرب على غزة سريعا

في 2024/01/17

متابعات-

دعا الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري للبحث عن سبل لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة سريعا، وإطلاق الرهائن والسجناء الفلسطينيين، وأعرب عن اعتقاد الدوحة بأن نزع فتيل الصراع في غزة سيوقف التصعيد على جبهات أخرى. وأوضح خلال حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن الوضع في البحر الأحمر خطير للغاية، لأن تأثيره يمس العالم كله، ولا يقتصر على المنطقة فقط، وأكّد أن الخيار العسكري لن يحلّ الأزمة الحالية في البحر الأحمر. ودعا للتركيز على حل الصراع الأهم في غزة، بدل التركيز على الأزمات الصغيرة. وقال إن الطرق البديلة للبحر الأحمر أقل كفاءة، وإن أي حلول لا تعالج الحرب في غزة، مؤقتة. وأكد أنه لا توجد وصفة سحرية للعودة إلى ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول دون معالجة حقيقية لحل الدولتين. وأشار إلى أن دولا كثيرة لا تؤمن بجدوى إعادة الإعمار في غزة مع التصعيد الإسرائيلي الذي يشهده القطاع كل فترة وجيزة. وقال إن العرب طرحوا حلولا ومبادرات لكن الإسرائيليين رفضوها، وشدّد على أن عدم إعطاء الفلسطينيين دولتهم وإبدال ذلك بالتطبيع لا يحلان الأمر. وأشار إلى أن الوضع في الضفة الغربية لا يقل سوءا عن الوضع في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه بالرغم من ذلك «لا نرى رد فعل حقيقيا من المجتمع الدولي». وزاد «لدينا في المنطقة وصفة جاهزة للتصعيد في كل مكان، ووكلاء يظهرون في كل مرة». وأكد على أن إيران ودول الخليج جيران وهناك تفاهم على كيفية إيجاد مصالح مشتركة من خلال الحوار، وهناك إمكانات كبيرة إذا اتفقت إيران ودول المنطقة، كما أن لذلك تأثيرا في أمن المنطقة.

في حين أكد الدكتور ماجد الأنصاري، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، أن الدوحة مستمرة في جهودها لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، معتبراً أن التوترات الإقليمية التي يشهدها البحر الأحمر والعراق ولبنان، هي نتائج من عدوان الاحتلال.

وكشف الأنصاري، في الإحاطة الأسبوعية لوزارة الخارجية القطرية، أن التسريبات المنتشرة حول طرد قادة “حماس” من الدوحة، مجرد تضليل وهدفها تخريب مسار التفاوض.

وشدّد المتحدث الرسمي للخارجية القطرية على أن الوساطة التي تقودها الدوحة تتطلب عملاً دقيقاً لتحقيق نتائج.

وبشأن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي حول المفاوضات، أكد الأنصاري أن الدوحة ماضية في جهوها، وتعمل لإيقاف الحرب، وهي تأمل في تحقيق نتائج. وأكد أن أزمات المنطقة مرتبطة بإيقاف الحرب واحتواء بقية الأزمات التي خلّفها العدوان الإسرائيلي. ونفى أن يكون هناك جهد تفاوضي مع حركة الحوثيين.

وسألت “القدس العربي” الأنصاري عن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، ودخلت يومها المئة، ولم يحدث أي اختراق في مسار إيقافها، فهل الجهود التي تبذلها الدوحة بلغت مرحلة الجمود، وإذا كانت هناك مخاوف من توسّع مداها الإقليمي، على ضوء ما يحدث في البحر الأحمر والعراق ولبنان. فكشف الأنصاري أن الموقف القطري كان واضحاً، وهو احتواء الأزمة تجنب أي تسرب للأزمة إقليمياً لتفادي المزيد من التوترات في المنطقة.

وسعت الدوحة، بحسب الأنصاري، للتوسط، ولم تتوقف جهودها في أحلك الظروف لإنهاء الحرب. وأضاف أن التوترات الحالية في البحر الأحمر، أو في لبنان والعراق، هي فرع من أصل الأزمة وهي حرب إسرائيل، ولن يتم حلّها ما لم تنه الحرب في غزة.

وشدّد الأنصاري على أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك والضغط على إسرائيل لوقف حربها، وليس الحديث عن تمكين استمرارها من خلال إلغاء إنسانية الفلسطيني.

وأضاف الأنصاري أن ما يحدث في البحر الأحمر يمثّل خطورةً على استقرار المنطقة، وعلى الدول التي تستخدم الممر للملاحة. وأكد أن أزمات المنطقة يجب أن تعالج انطلاقاً من حرب إسرائيل على غزة، والتحرك لإيقافها، لا التوغل في الأزمات، التي اعتبرها فرعية، في إشارة لتحرك بعض الدول في البحر الأحمر.

وشدّد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية على أن التوسع في الحلول الأمنية لن يعالج أزمات المنطقة ما لم يكن هناك اهتمام حقيقي بإنهاء الحرب الإسرائيلية.

وحول الجهود القطرية لإنهاء الحرب، أكد ماجد الأنصاري أن الدوحة مستمرة في اتصالاتها مع مختلف الأطراف، وهي تأمل أن يحدث تقدم في المفاوضات في الأيام المقبلة. وكشف عن وجود تفاصيل في الجهود، وسيتم الإعلان عنها قريباً.

وكشف الأنصاري تفاصيل مشاركة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية. وقال إن آل ثاني أكد في دافوس أن الأزمة في البحر الأحمر تعتبر “التصعيد الأخطر في الوقت الحالي لأنه لا يؤثر على المنطقة فحسب، بل يؤثر على التجارة العالمية أيضاً”.

وشدد الأنصاري، في ختام الإحاطة الأسبوعية لوزارة الخارجية القطرية على أن “أي حل لا يتضمن إقامة دولة فلسطينية فإنه لن يعالج الأزمة، بما فيها التطبيع”. كما أبرز استمرار الجهود القطرية لدعم سكان غزة المحاصرين، مع تسيير جسر جوي تجاوزت رحلاته الأربعمائة.