سياسة وأمن » تصريحات

المحادثات البحرينية الإيرانية مؤشر آخر على تراجع الهيمنة الأميركية الإقليمية

في 2024/07/02

متابعات- 

كتب المسؤول السابق في الـ"CIA" غراهام فولر مقالة نشرت على موقع "Responsible Statecraft" الأميركي أشار فيها إلى موافقة البحرين على بدء المحادثات مع إيران من أجل إعادة إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وقال الكاتب "إن هذا الحدث يحمل أهمية لا يُستهان بها، على الرغم من أن البحرين دولة صغيرة في الخليج، تتحكّم السعودية بشكل أساس بسياساتها". كما لفت إلى أن البحرين هي مقر الأسطول الخامس في الجيش الأميركي الذي يتولى المسؤوليات الأمنية لمنطقة الخليج والبحر الأحمر والبحر العربي. كذلك تابع "أنّ أي تقارب بحريني مع إيران من شأنه أن يُثير قلق واشنطن"، حيث قال :"إن الأخيرة قد تتجه حتى لعرقلة هذا التقارب".

وأضاف الكاتب أنّ "أول "حفرة عميقة" في "الجدار" العسكري والإستراتيجي الأميركي أحدثتها الصين قبل عامين عندما لعبت دور الوساطة من أجل إعادة العلاقات بين إيران والسعودية، واصفًا ذلك بالمدهش، إذ إن جميع ما يسمى بالخبراء تقريبًا كانوا يرون أن ذلك غير ممكن. كما أكمل أنّ "وساطة بكين الناجحة بين طهران والرياض كانت المؤشر الأول على تغير الحقائق الجيوسياسية في الخليج.

كذلك قال الكاتب :"إنّ إمكانية ترميم العلاقات بين البحرين وطهران تجلّت بصورة أوضح بالتحول الناتج عن الدور الصيني وأيضًا الروسي في منطقة الخليج"، كما أردف أنه "ما كان بالإمكان أن تقدم البحرين على مثل هذه الخطوة من دون موافقة السعودية".

وتابع الكاتب أن الأحداث الأخيرة تعزّز إلى حد ما شرعية إيران كلاعب إقليمي وازن بشكل ينسجم مع عضويتها الجديدة إلى جانب السعودية في منظمة "بريكس" التي وصفها بأنها جزء أساس من نشوء المعسكر الجنوبي العالمي.

أما الولايات المتحدة فقال الكاتب :"إنها تعتمد السياسة الخارجية الأكثر إيديولوجية في العالم، أقله منذ سقوط الاتحاد السوفييتي"، مشيرًا في هذا السياق إلى شعارات مثل "الحرب العالمية على الإرهاب" ونشر "الديمقراطية" عبر تغيير الأنظمة وغيره. كما أردف أنه ربما يجدر بواشنطن تغيير هذه السياسة، لا سيما مع روسيا والصين.

كما تابع الكاتب أن "الدبلوماسية مصمّمة من أجل تخفيف التوتر وليس تفاقمه، وأن الدبلوماسية تبدو فنًا مفقودًا في واشنطن اليوم"، وقال :"إن واشنطن على ما يبدو تعتمد مسار التفاقم من أجل الحفاظ على الرؤية التي تقوم على تحديد الأعداء والتي تتطلب حلولًا عسكرية وهيمنة أميركية".