سياسة وأمن » تصريحات

فايننشال تايمز: 4 أولويات إماراتية لاستقرار غزة.. قوة دولية مؤقتة بدون العودة للوضع الراهن

في 2024/07/18

متابعات-

دعت لانا نسيبة، الوزيرة المساعدة للشؤون السياسية، والمبعوثة الخاصة لوزير الخارجية الإماراتي للشؤون الخارجية، إلى قوة دولية مؤقتة في غزة، قائلة إن دول المنطقة تستطيع لعب دور مهم لتحقيق السلام.

وفي مقال نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”، قالت إن الإمارات قامت، قبل أسبوعين بإجلاء مجموعة من الأطفال الذين أصيبوا إصابات خطيرة، ومرضى السرطان من غزة إلى أبو ظبي. مشيرة إلى أن هذه هي المهمة الإنسانية الـ 18 التي قامت بها الإمارات لتخفيف الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة منذ تسعة أشهر. وقالت إن الإمارات أدخلت 39,000 طن من المساعدات العاجلة، وأنشأت تسع محطات لتحلية المياه، ومستشفى عائماً لمعالجة الجرحى، وأقامت مستشفى ميدانياً.

وقالت إن الإمارات، مع الشركاء، كانت في مقدمة الرد على الكارثة في غزة. فمع مقتل حوالي 40,000 وجرح 90,000 شخص، حسب المسؤولين الفلسطينيين، بات من الواضح أن وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين بات أمراً مهماً. وهو ما دعت إليه الإمارات بدون توقف خلال فترة رئاستها الدورية لمجلس الأمن الدولي. وقالت إن الإمارات دعمت جهود الوساطة التي تقوم بها قطر ومصر والولايات المتحدة.

وقالت نسيبة إن الحوار الدائر بين دول المجتمع الدولي حول النهج الواجب اتخاذه في مرحلة ما بعد الحرب بغزة، فقد كانت الإمارات واضحة، فالهدف يجب ألا يكون هو العودة للوضع الراهن الذي سبق 7 تشرين الأول/أكتوبر. ويجب أن تغير جهود “اليوم التالي” مسار النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني باتجاه إنشاء دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل. ويجب أن تؤدي الجهود الجماعية للرد على رعب الحرب والاحتلال إلى سلام عادل ودائم. ولهذا السبب، تقول نسيبة، إن هناك حاجة لكسر دوامة العنف في غزة، ووضع الأسس لمستقبل مختلف لإسرائيل وفلسطين.

 والخطوة الأولى لهذه الجهود هي نشر قوة دولية مؤقتة للرد على الأزمة الإنسانية، وفرض النظام والقانون، ووضع الأسس للحكم، وتعبيد الطريق لتوحيد غزة مع الضفة الغربية، تحت سلطة وطنية شرعية واحدة.

 وترى أن قوة دولية مؤقتة تركز على هذه الأولويات الأربع، ستكون جزءاً رئيسياً في مساعدة الفلسطينيين على تحقيق طموحهم الوطني بدولة فلسطينية، وعبر المفاوضات الهادفة.

وقالت إن دخول قوة دولية مؤقتة لن يتم إلا من خلال دعوة رسمية من السلطة الوطنية. ويجب أن تكون صادرة عن حكومة يقودها رئيس وزراء جديد يتمتع بالثقة والصلاحيات والاستقلال، وقادر على معالجة الإصلاحات الضرورية لتحسين الحكم لجميع الفلسطينيين، وقادر على تحمّل مسؤولية إعادة إعمار غزة.

وقالت إن إسرائيل، كقوة محتلة، يجب أن تقوم بدورها لإنجاح هذا الجهد. فغزة لن تستطيع العيش لو بقيت تحت الحصار، ولا يمكن إعادة إعمارها لو لم يسمح للسلطة الوطنية الشرعية بأن تتحمل مسؤولياتها.

 ولن ينجح أي جهد في ظل تزايد بناء المستوطنات والعنف والتحريض عليه في الضفة الغربية المحتلة. وأشارت إلى أن مهمة كهذه بحاجة لدعم كامل من كل أصحاب المصلحة المعنيين بالسلام. ومع توفر الموارد والقدرات للجميع، فيمكن لكل طرف لعب دور حيوي في هذه العملية. مضيفة أن دول المنطقة تستطيع، ويجب أن تسهم بشكل كبير بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والذي سيصبّ، بالمقام الأول، في مصلحتنا. إلى جانب اللاعبين الإقليميين، تظل القيادة الأمريكية، سواء في تعافي غزة من آثار الحرب والجهود الرامية لإحياء العملية السلمية، أمراً لا غنى عنه.

فمن خلال الالتزام الأمريكي القوي والواضح بتحقيق حل الدولتين، وتشجيع الإصلاح الفلسطيني، والشراكة الإسرائيلية، وكذا دعم المهمة الدولية، فإننا نقترح عوامل مهمة للنجاح، كما تقول نسيبة. ولو تبعت مرحلة فرض الاستقرار بمرحلة ما بعد النزاع والتعافي من وقف إطلاق النار، فيجب أن تكون هناك رقابة ورصد لشروطه.

وأكدت أن وجود قوة دولية مؤقتة لا يعني بأي حال أنها بديل عن منظمات ووكالات الامم المتحدة العاملة على الأرض، بل على العكس يجب أن تعمل بشراكة ضمن نظام الأمم المتحدة، وتوسع مواردها وصلاحيات عملها.

ولن تكون المهمة سهلة، والتجربة تظهر هذا، حسب قولها، ولكنها تؤكد أن معظم الفلسطينيين والإسرائيليين يتطلعون للسلام، وعليه ستكون هذه القوة طريقاً للخروج من النزاع وتحقيق تطلعاتهم.