سياسة وأمن » تصريحات

بإعلان سعودي.. ماذا يعني إطلاق التحالف الدولي لحل الدولتين؟

في 2024/09/27

إبراهيم شاكر - الخليج أونلاين-

في خطوة تبدو متقدمة أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الخميس (26 سبتمبر)، عن إطلاق تحالف دولي لتنفيذ "حل الدولتين"، بالتنسيق مع الدول العربية والإسلامية ودول الاتحاد الأوروبي، كأول تحرك دولي من نوعه للتصدي للتعنت الإسرائيلي.

التحالف الوليد جاء- كما يبدو- نتاجاً لجهد عربي وإسلامي مستمر منذ نوفمبر الماضي، لحشد التأييد الدولي نحو فرض حل الدولتين، كمخرج ضروري لوضع حد للصراع العربي الإسرائيلي المستمر منذ عدة عقود.

وتأتي دول مجلس التعاون الخليجي في قلب هذا الجهد الدولي، إذ جاء الإعلان عن إطلاقه على لسان وزير الخارجية السعودي، والذي شدد على ضرورة التصدي لرفض "إسرائيل" لحل الدولتين، فهل ينجح التحالف في حشد الدعم اللازم لإقامة الدولة الفلسطينية؟

تحالف دولي

التحالف الأول من نوعه أطلق على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بهدف الضغط على "إسرائيل" من أجل القبول بإقامة دولة فلسطينية.

ومن الواضح أن الدول العربية والإسلامية، والأوروبية أيضاً، قد ضاقت ذرعاً بتلكؤ "إسرائيل" وعرقلتها كل الخطوات الهادفة لإنهاء الصراع، ومنح الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة، وهو ما يفسر تصريح وزير الخارجية السعودي شديد اللهجة ضد دولة الاحتلال.

فقد قال بن فرحان، في كلمة له أمام الاجتماع الوزاري المشترك الذي جمع نظراءه في عدد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية: "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام رفض إسرائيل حل الدولتين".

بن فرحان أكد أن تنفيذ حل الدولتين "هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة، وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه كافة دول المنطقة، بما فيها إسرائيل، بالأمن والتعايش"، حسب تعبيره.

ودعا الوزير السعودي المجتمع الدولي إلى الانضمام إلى مبادرة التحالف الدولي لتنفيذ "حل الدولتين"، مؤكداً بذل قُصارى الجهد لتحقق مسار موثوق لا رجعة فيه لسلام عادل وشامل.

جهد مشترك

ويبدو أن إعلان التحالف الدولي تنفيذ "حل الدولتين"، جاء ثمرة ونتاجاً لجهد عربي وأوروبي مشترك، وهذا ما أوضحه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والذي أكد أن قيام الدولة الفلسطينية حق أصيل وأساس للسلام، وليس نتيجة نهائية يتم التفاوض عليها، ضمن عملية سياسية بعيدة المنال.

وتشكل الفريق الوزاري العربي الإسلامي المشترك خلال القمة العربية الإسلامية المشتركة في العاصمة الرياض في (11 نوفمبر 2023)، ومنذ ذلك الحين كثف الفريق من تحركاته الدبلوماسية لحشد الدعم والتأييد لإقامة دولة فلسطينية، ولإنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.

ومن غير الواضح ما إذا كان التحالف الدولي لتنفيذ "حل الدولتين" سيؤدي إلى نتائج على الأرض في ظل التعنت الإسرائيلي المستمر، والرفض الدائم لإقامة دولة فلسطينية، وهو الرفض الذي توج بقرار من الكنيست في يوليو 2024.

عوائق

وبالرغم من أهمية الجهود المبذولة في إطار البحث عن حل لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، فإن كل تلك الجهود تصطدم بالتعنت الإسرائيلي والرفض المستمر.

ويرى رئيس جمعية الصحافيين العُمانية، الدكتور محمد العريمي، أن المملكة العربية السعودية والدول الخليجية والعربية الأخرى، تبذل جهوداً كبيرة لنصرة الشعب الفلسطيني، والضغط لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

لكن العريمي أشار، في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن حل الدولتين بيد حكومة الاحتلال الإسرائيلية، والتي أثبتت خلال السبعين سنة الماضية أنها لا تعير اهتماماً كبيراً للقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

وأضاف: "عبر هذه السنوات وخلال العقود الماضية، ضربت "إسرائيل" عرض الحائط بكل القرارات الدولية التي صدرت بخصوص القضية الفلسطينية، وهي قرارات موثقة ومعروفة لدى العاملين في مجال السياسة والعامة أيضاً".

خطط مغايرة

ولفت رئيس جمعية الصحافيين العُمانية إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لديها مخططات مغايرة في المنطقة، حيث تسعى إلى تثبيت مجاميع لقيطة جلبتها من أرجاء العالم، فضلاً عن تدمير غزة على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

واستطرد العريمي قائلاً: "إسرائيل وحلفاؤها في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وعموم أوروبا، أثبتوا جميعاً أنه لا توجد لديهم نية صادقة لحل الدولتين، بل بالعكس هم الآن، بعدما أجهزوا على غزة، للأسف سيذهبون إلى الضفة".

وأشار إلى أن هدف الاحتلال القادم هو الضفة والقدس، مبيناً أن "كل هذه الأعمال تعطي دلالات أنه لا توجد لديهم نية صادقة لحل الدولتين، مع احترام كل الجهود المبذولة في هذه المرحلة".

وتابع العريمي: "شخصياً أومن أن ما أخذ بالقوة لن يعود إلا بالقوة، ومن ثم فكل هذه الحلول ستذهب سدى، وهذه الجهود المشكورة لا أعتقد أنها ستلقى النجاح، بل إنها تمنح الكيان الصهيوني مساحة أكبر".

وأوضح قائلاً: "لاحظنا مؤخراً العملية الإجرامية التي تمت في لبنان، من خلال تفجير أجهزة الاتصالات بيجر وغيرها من الأجهزة، والتي استهدفت الأطفال والشيوخ، وبعض قادة المقاومة"، متسائلاً عن ردود الفعل في حال أن دولة إسلامية أو عربية هي من قامت بهذا العمل!

أنظمة مشلولة

ويبدو الموقف العربي مشلولاً من وجهة نظر الصحفي العُماني العريمي، الذي قلل من إمكانية نجاح أي محاولات للضغط على "الصهاينة" لإقامة الدولة الفلسطينية، جنباً إلى جنب مع "إسرائيل".

وقال لـ"الخليج أونلاين": "لا يوجد بصيص أمل بأن الصهاينة لديهم نية لحل الدولتين، مع إيمانهم بأن الأنظمة العربية جميعها مشلولة ومكبلة باتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربية وغيرها من الاتفاقيات".

ويصف الحالة العربية بالقول: "النظام العربي الراهن يعيش حالة شلل، ولا أعتقد أن هذه المساعي سوف تنجح، لأن أهداف (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وحكومته الصهيونية واضحة، وتم الإعلان عنها في نفس المقر الذي أعلن فيه عن تشكيل التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، في إشارة لرفض "إسرائيل" المستمر إقامة دولة فلسطينية، وإصرارها على المضي في حربها بغزة.

وأشار إلى أن نتنياهو وحكومته يريدون الهيمنة على المنطقة، مختتماً بالقول: "لا أعتقد أن هناك حلاً للدولتين قد نراه في الفترة القادمة، إلا في حال نزلت معجزة من السماء، لا توجد نية صادقة لدى الصهاينة نحو إنجاز هذا الحق المشروع للشعب الفلسطيني، الأمر الذي يستوجب وقفة صادقة وجادة من كل دول العالم".