في 2025/03/12
وكالات
استمرت المحادثات الأمريكية – الأوكرانية في جدة – والتي وصفها الجانبان بـ”البناءة” و”الإيجابية” – أكثر من 8 ساعات، وانتهت بقبول أوكرانيا بمقترح أمريكي بإعلان هدنة لمدة 30 يوماً سينقله الجانب الأمريكي إلى موسكو، باعتبار أن “الكرة أصبحت في ملعبها”.
وبينما حضرت قضية اتفاق المعادن الذي من المقرر التوقيع عليه في أقرب فرصة، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي شدد في مؤتمر صحافي على أن ما تم التركيز عليه هو آليات التوصل إلى اتفاق سلام وإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وجرت المباحثات في مدينة جدة ظهراً بحضور وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الأوكراني أندريه سيبيغا، وتأتي في وقت يكثّف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ضغوطه على كييف لإنهاء الحرب، بينما تشهد العلاقات بين واشنطن وموسكو تقاربا لم تشهده منذ سنين.
وفي ختام المحادثات التي جرت في فندق ريتز كارلتون في جدة صدر عن الجانبين بيان مشترك.
وحسب البيان، أيدت أوكرانيا مقترحاً أمريكياً بإعلان هدنة مدتها 30 يوما في الحرب مع روسيا، فيما وافقت واشنطن على وقف تعليق المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف “فوراً”.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن واشنطن ستنقل إلى موسكو مقترح وقف إطلاق النار الذي نظرت إليه أوكرانيا بشكل إيجابي، مضيفاً: “الكرة الآن في ملعب الروس”. فيما اعتبر أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني: “اليوم، المفتاح في أيدي روسيا. العالم كله سيرى من يريد السلام ومن لا يريده” .
وعلق زيلينسكي في كلمته اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً: “يتعين على الولايات المتحدة إقناع روسيا بالقيام بذلك”، مضيفا أن أوكرانيا تنظر إلى اقتراح الهدنة “بشكل إيجابي” .
وكانت إدارة ترامب أوقفت تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف الأسبوع الماضي، مما أثار انتقادات بأن ذلك من شأنه أن يعيق قدرة أوكرانيا على تنفيذ ضربات ضد القوات الروسية، أن إلا البيان أشار إلى أن واشنطن “سترفع على الفور تعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية وستستأنف المساعدات الأمنية لأوكرانيا”.
وأشار البيان المشترك إلى أن الولايات المتحدة وأوكرانيا “ستتوصلان في أقرب وقت ممكن إلى اتفاق شامل لتطوير الموارد المعدنية الحيوية لأوكرانيا لتوسيع اقتصادها وضمان ازدهارها وأمنها على المدى الطويل”.
كما ناقش الوفدان أهمية جهود الإغاثة الإنسانية كجزء من عملية السلام، وخاصة خلال وقف إطلاق النار، بما في ذلك تبادل أسرى الحرب، والإفراج عن المعتقلين المدنيين، وإعادة الأطفال الأوكرانيين المنقولين قسراً.
واتفق الوفدان على تسمية فريقيهما التفاوضيين والبدء فوراً في المفاوضات نحو سلام دائم يوفر الأمن لأوكرانيا على المدى الطويل. وتعهدت الولايات المتحدة بمناقشة هذه المقترحات المحددة مع ممثلين من روسيا. وأكد الوفد الأوكراني أن الشركاء الأوروبيين سوف يشاركون في عملية السلام.
وأعرب مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز عن أمله في إنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكداً: “لقد انتقلنا من مسألة ما إذاّ كانت الحرب ستنتهي إلى كيفية إنهائها”، مضيفاً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “حرّك الحوار العالمي بأكمله” .
وأكد أن الوفد الأوكراني أوضح “أنهم يتشاركون رؤية الرئيس ترامب للسلام، وأنهم يتشاركون تصميمه على إنهاء القتال وإنهاء القتل”.
وغابت عن البيان قضية الضمانات الأمنية الأمريكية التي اعتبرت كييف أنها يجب أن تكون في صلب أي محادثات سلام.
وجاءت المحادثات بعد ساعات من شن أوكرانيا أكبر هجوم لها ضد روسيا، استهدف موسكو بشكل أساسي، وأسفر عن مقتل شخص. واعتبرت كييف أن الهجوم يأتي كتحذير لموسكو من اجل الضغط عليها لقبول الهدنة.