سياسة وأمن » تصريحات

الأهالي يطالبون بإبعاد مصافي النفط عن مناطق سكناهم

في 2015/10/09

الانباء الكويتية-

هل هي صرخة في واد؟ أم أذان في «مالطا» كما يقولون؟ هل كتب على أهالي المنطقة العاشرة أن يكونوا دائما ضحية لكل الكوارث والنوازل؟ ما حدث الثلاثاء الماضي من تسرب الغاز من إحدى مصافي النفط لم يكن إلا حلقة في سلسلة طويلة من الازمات التي يدفع ثمنها أهالي الأحمدي والفحيحيل والصباحية وفهد الأحمد والرقة وغيرها من صحتهم أمراضا ترهقهم ويعاني منها أبناؤهم.

الأهالي تساءلوا: هل مصافي النفط أهم عند الحكومة من صحتهم؟ مطالبين بإبعادها عن المناطق السكنية، وبتعهد المسؤولين بضمان عدم حدوث تسريبات جديدة.

وأشاروا إلى أن أهالي المنطقة اصبحوا زائرين دائمين للمستشفيات بسبب تكرار تسرب الغاز، لافتين الى أن كثيرا من الأسر هجرت الفحيحيل.

هذا، وتحدث نواب لـ «الأنباء» حيث شددوا على أهمية تشكيل لجنة تحقيق عاجلة في حادثة تسرب الغاز، فيما أكد محافظ الأحمدي الشيخ فواز الخالد أنه والمسؤولين في المحافظة «لا يدخرون جهدا في الوفاء باحتياجات الأهالي على امتداد المحافظة».

من جانبها سارعت مؤسسة البترول لإصدار بيان حول هذا التسرب افادت فيه بأن اضطرابا حدث في وحدة معالجة الغازات المختلفة التابعة لمصفاة الأحمدي ما أدى إلى حرق غير كامل لبعض الغازات ما تسبب في تسرب بعض الغازات بشكل غير متعمد.

الا ان هذا المبرر لم يتقبله أبناء الدائرة الذين أكدوا لـ«الأنباء» أن تسرب الغاز لم يكن المرة الاولى ولن يكون آخر مرة وسبق ان حدث تسرب غاز اخطر من ذلك خصوصا أيام العطل وهذا الأمر جعل منا مرضى زائرين باستمرار للمستشفيات بسبب تلك المصافي التي تتسرب منها تلك الغازات السامة.

بدوره، قال النائب سيف العازمي لـ«الأنباء»: من غير المقبول السكوت على تسرب الغاز من تلك المصافي وبالأخص مصفاة الأحمدي القريبة من المناطق السكنية، وكان من المفترض بالقائمين على تلك المصافي توفير الأمان بشكل جيد، مشيرا إلى أن على وزير النفط تشكيل لجنة تحقيق فيما حدث من تسرب غاز والوقوف على الأسباب والتعهد بعدم تكرارها مرة أخري كي لا نقع في أزمة حقيقية صحية.

وأضاف ان الكويت ليست بلدا فقيرا وإذا كانت هذه المصفاة تسبب خطرا على صحة المواطنين فعليهم نقلها لمكان بعيد عن المناطق السكنية، مؤكدا أننا في مجلس الأمة سنعمل على مناقشة ضمان سلامة المواطنين القاطنين بالقرب من مصافي النفط.

من جانبه، قال النائب ماضي الهاجري إن صحة المواطنين لدينا أهم من كل أمر وما حدث من تسرب الغاز بالقرب من المناطق السكنية امر مخيف جدا ولا بد من التعهد بعدم تكرار مثل تلك الحالات التي تسببت بحالات أمراض مزمنة وخوف وهلع لساكني المنطقة وبالأخص اهالي منطقة الفحيحيل القريبة من المصفاة الذين يستنشقون تلك الغازات ليلا ونهارا وهذا الأمر لا ينبغي السكوت عليه وعلى المؤسسة والمسؤولين المعنيين توفير السلامة وعدم السماح بتكرار تسرب الغازات السامة من قبل المصافي وبالأخص مصفاة الأحمدي القريبة من مناطق سكنية عدة على رأسها منطقة الفحيحيل السكنية.

وقد عبر عدد من المواطنين عن سخطهم وغضبهم جراء تسرب الغاز، يقول المواطن ناصر العجمي: أقسم بالله في اليوم الذي تسرب فيه غاز الأمونيا أنني ذهبت أنا وابني إلى المستشفى لأخذ الأكسجين لشعورنا بالاختناق وضيق التنفس لأن الغاز وصلنا في منازلنا لدرجة أننا أغلقنا النوافذ والأبواب خوفا من انتشاره في المنزل، متسائلا إلى متى سيستمر حالنا هذا؟ وأين المسؤولون؟ وهل يقبلون لنا بالضرر؟ ولماذا لا يتم استبعاد تلك المصفاة التي تسببت لي بمرض الربو لاستنشاقي هواء ملوثا على مدى ٢٠ عاما حيث إنني من سكان منطقة الفحيحيل.

وأضاف أن كثيرا من موظفي تلك المصفاة أيضا مرضى ونعرفهم وكثيرا ما يحذروننا من تلك الغازات إن تسربت. فهل نبيع منازلنا ونذهب لمناطق أخرى بسبب مصفاة تستطيع الحكومة نقلها لمكان بعيد عن السكان! كل ما نتمناه من الحكومة ووزير النفط أن يأتوا إلى منطقتنا ويستنشقوا هذا الهواء ليعرفوا حجم المعاناة التي يعاني منها أبناء المنطقة.

بدوره، أكد عبدالله المركوز أن ظاهرة تسرب الغاز ليست جديدة ولكن ما حدث في آخر تسرب كان الأكثر خطرا على صحة المواطنين وقد استنشقنا تلك الغازات السامة الكريهة برائحتها التي تسببت في صداع لغالبية المواطنين والمقيمين القريبين من مصفاة الأحمدي التي كثر بها الخلل خلال الأعوام القليلة الماضية الأمر الذي يجب أن ينتبه له المسؤولون سواء كانوا في وزارة النفط أو الصحة أو البيئة.

وأضاف أن مصفاة الأحمدي قريبة من أكثر من ٥ مناطق وأكثرها منطقة الفحيحيل التي تعاني بشكل شبه يومي من انبعاث غازات من تلك المصفاة وبالأخص في أيام العطل وهذا أمر يعرفه جميع ساكني المنطقة، مشيرا إلى أن كثيرا من الأسر الكويتية هجرت منطقة الفحيحيل والسبب يعود لكثرة استنشاقهم تلك الغازات السامة الكريهة التي تسببت في أمراض شبه مزمنة للمواطنين القريبين منها، مؤكدا أن منطقة الفحيحيل أصبحت الآن أكثر المناطق تلوثا وأخطرها أمنا بسبب وجود تلك المصفاة التي نأمل أن يكون هناك قرار بإيقافها والبحث عن بديل لها في مكان آخر يكون خاليا من السكان وهذا الأمر ليس بالمستحيل على حكومتنا التي نحسبها حكومة إصلاح وتهتم بصحة المواطن من الدرجة الأولى.

من جانبه، قال بداح الهاجري أننا نعاني الكثير من المشاكل والهموم التي تحيط بنا من كل جانب أبرزها تسرب الغازات الدائم من تلك المصفاة القريبة لمنطقتنا وهذه ليست المرة الأولى وكثيرا ما نختنق من تلك الروائح وهذا حال أهالينا في الفحيحيل، وفي كل مرة تتقدم الشركة بالاعتذار ولكن ما الفائدة من اعتذاركم وصحة الناس تدهورت نتيجة تسرب غاز سام ولو انتشر بشكل كبير لا سمح الله من الممكن أن نسمع حالات وفاة فهل يفيدنا اعتذار المسؤول عن هذا التسرب الخطير؟!

وأضاف أن المشاكل لا تقتصر فقط على تسرب الغاز فهناك مناطق صناعية يوجد بها من التلوث ما يوازي تلوث مصفاة الأحمدي من أدخنة وغازات وروائح كريهة والكارثة الكبرى أنه لا أحد يتحرك لوقف تلك المصائب التي تقع في منطقتنا، مشيرا إلى أن الوضع مأساوي في منطقة الفحيحيل بالإضافة إلى كثرة العزاب في المنطقة بسبب هجرة أهاليها بعد أن أحاطتهم تلك المشاكل من كل اتجاه.

من جهته، قال علي العتيبي إن منطقة الفحيحيل أصبحت منطقة غير آمنة بسبب تسرب الغاز من المصفاة ونحن نعاني لسنوات طويلة من تلك الغازات والمشكلة أيضا أننا تقدمنا بعدة شكاوى للمسؤولين ولكنها تبقى حبيسة الأدراج وهذا الأمر نتمنى من أعضاء مجلس الأمة مناقشته والتحقيق فيه وصدور قرارات بإبعاد مصفاة الأحمدي من المناطق السكنية.

وأضاف أن هناك حالات أصيبت بأمراض السرطان وقد يكون استنشاقها للغازات سببا رئيسيا بالإضافة إلى نسبة حالات الربو الأكثر ارتفاعا بالكويت في منطقتنا والأمراض الجلدية وغيرها من الأمراض المزمنة.

وقال محمد الخلف إذا حدث ووقع انفجار في مصفاة الأحمدي فبكل تأكيد ستنفجر المنازل المجاورة لتلك المصفاة وهذا هاجس خوف لدى أهالي المنطقة خصوصا أن تسرب الغاز الأخير تسبب في حالات ضيق تنفس وصداع لغالبية من استنشقوه في هذا اليوم الذي غطيت فيه سماء الفحيحيل بغازات يقال إنها غازات سامة، مشيرا إلى أن أهالي الفحيحيل شبه منتحرين لوجودهم بالقرب من منطقة الخطر الحقيقي.

لا ندخر جهداً للوفاء باحتياجات الأهالي على امتداد المحافظة

فواز الخالد: الاهتمام بالمراكز الصحية ومتابعة تطوير مراكز الشباب

أكد محافظ الأحمدي الشيخ فواز الخالد في تصريح لـ «الأنباء» أنه لا يدخر جهدا للوفاء باحتياجات أهالي وقاطني المحافظة، والتواصل الدائم مع مختلف الجهات الرسمية في هذا الشأن.

وأشار الخالد إلى أن مخاطباته ومناشداته لجهات الاختصاص في الدولة لا تتوقف من أجل توفير احتياجات المناطق المختلفة خاصة المناطق السكنية الجديدة، كما أن هناك تواصلا مستمرا وتنسيقا دائما مع مدير أمن الأحمدي لعلاج بعض النواقص عبر النقاط الأمنية، إضافة إلى مخاطبة وزارة المواصلات وشركة النقل العام لتوفير مواصلات للمناطق النائية والحدودية، لافتا إلى الاهتمام غير المحدود بالمدن الجديدة ومتابعة متطلباتها مع الجهات ذات العلاقة.

لافتا إلى انه في إحدى الحالات لجأ إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك مباشرة حيث بادر سموه بالتوجيه بتلبية طلب أهالي منطقة علي صباح السالم «أم الهيمان» سابقا، المتمثل في توفير مدرسة ثانوية لبناتنا الطالبات وتجنيبهن عناء التنقل إلى منطقة الفحيحيل يوميا.

وشدد على الاهتمام البالغ بالمراكز الصحية، عبر عدة مشروعات جديدة تسهم في تحقيق نقلة نوعية في هذا المجال خلال السنوات القليلة المقبلة، كما أن هناك متابعة لتطوير مراكز الشباب في مناطق المحافظة المختلفة إضافة إلى أحياء يوم الأحمدي الرياضي، والتنسيق المستمر مع مختلف الأطراف المعنية لتأمين موسم التخييم الذي تستقبل فيه المحافظة عشرات الآلاف من المخيمين.

وشدد الخالد على أن هناك عدة محاور جار تنفيذها للنهوض بالأحمدي عبر: حملات وبرامج تنموية مستدامة مثل «محافظتي أجمل».

لجنة المحافظة على الهوية التراثية لمدينة الأحمدي.

مشروع «جابر العلي» مدينة صحية وبعدها مدينة الأحمدي.

شراكة مع شركة نفط الكويت وغيرها من الشركات الوطنية لتجميل الأحمدي.

الحرس الوطني شارك في السيطرة على تسرب الغاز

شارك الحرس الوطني كلا من شركة البترول الوطنية الكويتية والإدارة العامة للدفاع المدني في وزارة الداخلية في السيطرة على انبعاثات الغاز الذي حدث بإحدى الوحدات التابعة لمصفاة الأحمدي.

وأكد قائد الحماية والتعزيز في الحرس الوطني اللواء الركن فالح شجاع أن الحرس الوطني وبتوجيهات من قيادته العليا ممثلة في رئيس الحرس الوطني سمو الشيخ سالم العلي، ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد، وبمتابعة من وكيل الحرس الوطني الفريق الركن مهندس هاشم الرفاعي، تشدد على مساندة كل أجهزة الدولة، لاسيما في الأمور التي تدخل ضمن مهام واختصاصات الحرس الوطني الذي يملك مركزا متطورا للدفاع الكيماوي يضم أحدث الأجهزة التي تستخدم في عمليات الرصد الإشعاعي والتطهير.

وأوضح أن مركز الدفاع الكيماوي والرصد الإشعاعي سارع في تلبية طلب الإدارة العامة للدفاع المدني بالداخلية بالمساندة في عملية مكافحة تسرب الغاز المنبعث من مصفاة الأحمدي فتم تجهيز فريقي استطلاع ورصد كيماوي، إضافة إلى فريق تطهير كيماوي بكافة الأجهزة والمعدات الفنية اللازمة.

وأضاف شجاع أنه تم الاستعانة بفرق الحرس الوطني للتأكد من خلو المنطقة من التلوث بانبعاثات الغاز، فباشرت عملية الرصد والقياس حتى تم الاطمئنان بسلامة الأجواء وخلوها من مخاطر التلوث.