سياسة وأمن » تصريحات

لمصلحة من إشعال الفتنة بين مصر والكويت؟

في 2015/11/13

د.عبدالله زلطة- السياسة الكويتية-

لاشك أن حادث قتل مواطن مصري بطريقة بشعة على يد مواطن كويتي وبعض أصدقائه ، أثار ردود فعل واسعة النطاق داخل مصر والكويت، وأعرب المصريون عن غضبهم مما حدث لابن بلدهم الذي ينتمي لأحدى محافظات الصعيد حيث يعد الأخذ بالثأر أمرا مهما كعادة موروثة منذ مئات السنين! رغم أن الآية القرآنية التي نصت على القصاص نزلت في وقت لم تكن فيه تشريعات ومحاكم تقتص من الجاني وترد لأهل المجني عليه الاعتبار الواجب. وفي حادثة الكويت، فقد بادرت السلطات الكويتية الى القاء القبض على الجناة وتقديمهم الى المحاكمة العاجلة، واكدت أن القضاء الكويتي سيقول كلمته في هذه القضية وأن المعتدين على المواطن المصري لن يفلتوا من العقاب.

إن من حق الشعب المصري أن يغضب لمقتل مواطن بسيط توجه للعمل في دولة عربية شقيقة سعيا للرزق، لكن يجب ألا ننساق خلف من يحاولون إشعال الفتنة بين مصر والكويت! ان ابناء الكويت لا ينسون ابدا مواقف مصر الخالدة في التصدي لاطماع عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق الذي أعلن في شهر يونيو العام 1961 ضم الكويت الى العراق، فتصدى له الرئيس جمال عبدالناصر وأفشل خططه الدنيئة، كما لاينسى الكويتيون وقوف مصر إلى جانب الكويت حين غزاها صدام حسين في غسل ليل الخميس الثاني من أغسطس العام 1990 ، فتصدى له المجتمع الدولي ،وكانت مصر رئيسا وحكومة وجيشا وشعبا في مقدمة الذين دافعوا عن دولة الكويت وشعبها العربي الشقيق، كما لا ينسى شعب مصر أبدا وقوف الكويت ودعمها لثورة 30 يونيو حينما انتفض الشعب ضد حكم جماعة «الإخوان» الإرهابية، واعلنت القيادة الكويتية مؤازرة الشعب المصري والقائد عبد الفتاح السيسي في التغيير المنشود.

كما لا ينسى شعب مصر ابدا موقف أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي ، حين أعلن دعم الكويت للاقتصاد المصري بلا حدود.

وكيف ننسى موقف كاتب كبير مثل أحمد الجارالله، سخر قلمه وجريدة «السياسة» التي يملكها ويرأس تحريرها ، للدفاع عن مصر طوال ما يقرب من أربعين عاما ،وقد أتيحت لي منذ أكثر من عشرين عاما فرصة الاقتراب من هذا الصحافي الكبير ولمست عن قرب مدى حبه لمصر وشعبها.

فليت الذين يريدون إشعال الفتنة بين مصر والكويت يفكرون بعقولهم قبل عواطفهم، فقضية المواطن المصري الشهيد أصبحت في ساحة القضاء الكويتي النزيه، ونحن على ثقة أن الجناة سينالون جزاء ما اقترفت أيديهم بهذه الجريمة الشنعاء، كما نأمل إلا يؤثر هذا الحادث في علاقات المحبة والأخوة التي تربط البلدين الشقيقين وتضرب بجذورها في أعماق التاريخ.