سياسة وأمن » تصريحات

الإمارات تسارع الخطى نحو تقسيم اليمن.. وتسحب قواتها سرًا من عدن

في 2015/12/10

شؤون خليجية -

جاء سحب الإمارات لقواتها من اليمن بشكل غير معلن، وفقًا لما كشفته إحدى المجلات الفرنسية، بالإضافة لدعمها قادة الحراك الجنوبي في اليمن، والذي ظهر واضحًا في استقبالها للسياسي اليمني علي سالم البيض، ووصفه بأنه الرئيس الجنوبي الأسبق، جزءًا من سعي الإمارات لضمان تقسيم اليمن لدولتين جنوبية وشمالية، وفقًا لعدد من المراقبين، وارتبط ذلك المسعى بتحركات بارزة لأبوظبي كشفت عنها التقارير الصحفية المختلفة.

المصالح الاقتصادية وراء السعي للتقسيم

تسعى الإمارات لتقسيم اليمن منذ اليوم الأول لتوليها مسؤولية الملف الأمني في عدن، حيث نقلت صحيفة القدس العربي، في وقت سابق عن مصدر حكومي، أن زيارة قام بها نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحاح، إلى أبوظبي تضمنت تفاهمات عقدها مع المسؤولين الإماراتيين، تتضمن مسألة تقسيم اليمن، وتسوية تكفل مخرجًا لصالح والحوثيين بإشراف الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضافت الصحيفة أن الإمارات لا تهدف لإبعاد الإسلاميين فحسب، ولكن سعيها للتقسيم يعود لأبعاد اقتصادية أخرى تريدها عبر تعزيز الحراك الجنوبي. وتابعت أن الإمارات ترى في مدينة عدن تهديدًا وجوديًا لها في مجال المدن اللوجستية، نظرًا للموقع الاستراتيجي لميناء هذه المدينة الذي يطل على مضيق باب المندب، حيث يمر 12 % من التجارة العالمية.

ولفتت إلى أن الإمارات تعتبر ميناء عدن تهديدًا كبيرًا لميناء دبي، الذي يُعد من أهم الموانئ اللوجستية، ويشكل تهديدًا لهذا القطاع الحيوي في الإمارات، مضيفة أنه "لذلك تحاول الإمارات عبر تدخلها في عدن إيقاف هذا الخطر بكافة الأشكال، وهذا هو مكمن اتهام الإمارات بمحاولة الوقوف وراء تقسيم اليمن عبر دعم الحراك الجنوبي الانفصالي".

أبو ظبي تسحب قواتها بشكل غير معلن

إلى ذلك، كشفت صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير لها، أن الإمارات تقوم بعملية انسحاب غير معلن لقواتها باليمن، خاصة في محافظة عدن.

ولفتت إلى عمليات الاغتيال المتعاقبة خلال الأيام الماضية، والتي كان أبرز ضحاياها محافظ عدن، مشيرة إلى أن الإمارات أدانت تلك الجرائم واعتبرتها لن تضعف تصميم القوات الإماراتية على إعادة الأمن، مضيفة أنها على الرغم من الإدانة والتصريحات المؤكدة لتواصل عملياتها في اليمن، فإنها بدأت بعملية انسحاب غير معلنه من "المستنقع اليمني"، على حد وصف المجلة.

ونشرت الصحيفة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي، أنه تم تخفيض القوات الإماراتية في اليمن من 2000 جندي إلى أقل من 500 منذ مطلع نوفمبر الماضي، معتبرة أن هذا الخفض يأتي في إطار خلافها مع السعودية، مشيرة لكون حزب الإصلاح ذراع الإخوان المسلمين في المعسكر المناوئ للحوثيين، هو ملف الخلاف الأبرز في اليمن.

وعلى الرغم من اعتبار "لوموند" أن السبب الأبرز لرحيل القوات الإماراتية هو الخلاف بين الرياض وأبو ظبي حول حزب الإصلاح ودوره في العملية الدائرة باليمن، بالإضافة للخسائر الكبيرة بين جنودها، إلا أن مصدرًا يمنيًا صرح للقدس العربي بأسباب أخرى للخلاف بين الرياض وأبوظبي، مشيراً إلى أن السعودية تعمل على استمرار الوحدة اليمنية وإعادة السلطة الشرعية إلى يمن موحد، لافتًا إلى أن السعودية تكرر دائمًا التأكيد على ان أي حل سياسي لليمن يجب أن يستند إلى قرارات مجلس الأمن، لاسيما القرار 2216 وقرارات ومخرجات الحوار الوطني اليمني، والتي تؤكد على وحدة اليمن ضمن أقاليم خمسة تعطى نوعًا من الحكم الذاتي.

الإمارات تستقبل "البيض"

وفي أول تحرك معلن يكشف توجه الإمارات نحو دعم الانفصال، وصفت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" علي سالم البيض برئيس اليمن الجنوبي السابق، في حين أن آخر منصب للبيض هو نائب رئيس الجمهورية اليمنية الموحدة، وهو المنصب الذي تبوأه عقب قرار الوحدة عام 1990، وذلك قبل فراره من اليمن عقب الحرب الأهلية التي اندلعت بين قواته وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عام 1994.

النفيسي يحذر من دور الإمارات

وكان المفكر السياسي الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي، قد أشار لدور الإمارات وسعيها إلى تقسيم اليمن من جديد على حسابه بموقع "تويتر"، حيث قال في وقت سابق: "إيران و(الطرف) يدعمان فكرة تقسيم اليمن من جديد، ويدعمان كل القوى التي تنادي بالتقسيم".

ويتجنب الدكتور النفيسي تحديد اسم الطرف المقصود في تغريداته، تجنبًا للملاحقة القضائية على حد قوله، إلا أن مراقبين أكدوا أن المقصود بتغريداته هي الإمارات.

وواصل النفيسي هجومه على الإمارات مؤكدًا أن هجومه قائم على معلومات لديه، فقال في إحدى تغريداته، إن التعيينات الأخيرة في اليمن هي بوابة واسعة لتغلغل إيران من جديد في اليمن والجزيرة العربية، مضيفًا "التعيينات الأخيرة تخدم فكرة التقسيم للأسف".

كما اتهم النفيسي، الإمارات أيضًا، بالتنسيق مع الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، والميليشيات الحوثية، قائلًا: "سؤال لقيادة التحالف في اليمن، إلى متى السكوت عن الدور المدمر والمشبوه الذي ينشط به (عضو) في التحالف يؤخر تحرير اليمن؟ وأضاف: "تحرير اليمن ممن؟ من علي صالح والحوثي، يبدو أن هذا (العضو) ينسق حركته مع علي صالح والحوثي".

ويعد الاتهام الأبرز الذي وجهه المفكر الكويتي للإمارات، هو اتهامها بأنها تريد تحويل عاصفة الحزم لحرب استنزاف، حيث قال: "خلاصة المعلومات، أن هناك (طرفًا) في (التحالف) يريد تحويل (عاصفة الحزم) من تحرير اليمن من الحوثي والمخلوع، إلى حرب استنزاف للتحالف".