سياسة وأمن » تصريحات

سلطنةُ عُمانُ سياسةُ الصَّمتِ الدبلوماسي من خلفِ الكواليسِ

في 2015/12/15

عبدالله الهدلق- الوطن الكويتية-

يتميَّزُ النشاط الدبلوماسي والسياسي لسلطنة عُمان بالعمل بصمت تام دون بهرجَةٍ إعلامية أوصَخَبٍ أو تطبيل فالسلطنة تجيد التعاطي مع الواقع بهدؤٍ تامٍ تعتمد الوقوف كطرف محايد ومرجعي في كافة القضايا العربية والإقليمية، وبما يدعم المصالح المشتركة والاستراتيجية مع إيران في غالب الأحيان .

ولم تكُن سلطنة عُمان منذ عقود منسجمة مع التوجه العام لدول الخليج العربي وكانت مواقف السلطنة مغايرة لكل ما يتوجه له مجلس التعاون الخليجي باستمرار، في سياسة يصفها البعض بالمضادة ، والسياسة الخارجية لمسقط تختلف عن سياسة دول الجوار بشكل جوهري، حيث إنها تسعى لأن تكون عاصمة ذات صداقة مع كافة الدول والأطراف بما فيها الحليف الرئيس لها في المنطقة ( إيران ) .

ولدى سلطنة عُمان رغبة لأن تكون دولة ذات استقلال سياسي، غير مرتبط بإملاءات من أحد، وخصوصا التبعية للمجلس الخليجي، حيث كثرت الشواهد في الآونة الأخيرة التي تعزز ذلك فمواقف السلطنة التاريخية، ابتداء برفضها قطع علاقاتها مع مصر إبان إعلان الأخيرة معاهدة "كامب ديفيد"، والتي عارضتها معظم الدول العربية وقتها وعلى رأسها السعودية، وانتهاء بموقفها من رفض التدخل العسكري في عملية "عاصفة الحزم" الذي بدأه التحالف العربي بقيادة السعودية أيضا في مارس الماضي ضد مليشيات الحوثيين المدعومين من إيران باليمن، ويُظهر انتهاج مسقط سياسة محايدة في ظاهرها الرغبة في الحصول على فرصةٍ من خلف الكواليس، لجعل موقفها أكثر تأثيرا.

وحافظت السلطنة على علاقات متينة بإيران بعد الثورة الفارسية واستمرَّت تلك العلاقات الوطيدة بعد اندلاع الحرب العراقية - الإيرانية، حيث رفضت عُمان السماح للعراق بمهاجمة إيران من أراضيها، رغم الانحياز العربي الكبير ودعم الدول الخليجية للعراق ، وتُشيرُ التوقعات إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تقدما كبيراً في العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عمان وإيران، بموازاة العلاقات الدبلوماسية والسياسية وحتى العسكرية القوية بين البلدين .

وتعمل مسقط في كثير من الأحيان على لعب دور المحكم الذي يجمع الفرقاء على طاولة واحدة بتوجيه قنوات التفاوض في السياق التي تراه السلطنة يصب في مصلحة بقائها الطرف الذي يعود له الجميع عند الاصطدام بحائط تعنت أطراف الخلاف وقد كانت مسقط وما زالت تلعب بصورة منفردة، محاولة أن تكون مرجعية في قضايا الخلاف خصوصا في ما يتعلق بدول شبه الجزيرة العربية والخليج العربي .

وفي اليمن أيضا عملت سلطنة عُمان منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية على لَعِب دورها المفضل، فقد كثر الحديث الإعلامي عن مبادرة جديدة ووساطة لعبت سلطنة عمان فيها الدور الأكبر.