سياسة وأمن » تصريحات

محمد بن راشد : المعرفة أساس للتنميـة وهي ما تميزنا عن خصوم الإنسانية

في 2015/12/16

البيان الاماراتية-

وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، بتحويل المنتدى الاستراتيجي العربي، أحد مبادرات محمد بن راشد العالمية، إلى منصة فكرية وبحثية عالمية تهدف إلى استشراف المستقبل وحالة العالم سياسياً واقتصادياً بهدف بناء نموذج علمي لتحليل كافة البيانات الجيوسياسية والاقتصادية.

جاء ذلك خلال حضور سموه جانباً من فعاليات اليوم الأول للمنتدى الاستراتيجي العربي الذي انطلقت أعماله أمس في دبي يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي.

مستقبل أفضل

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «كشفت الأحداث الأخيرة التي شهدها العالم العربي حجم الفراغ ما بين الحكومات العربية وشعوبها، مما أتاح المجال للفوضى والظواهر السلبية كي تتشكل وتتكاثر وتفجّر الأزمات والصراعات. لو امتلكت تلك الحكومات آليات الرصد المبكر لهذه الظواهر لتمكنت من مستقبل أفضل للعالم العربي. إن ما جرى كان درساً قاسياً بكافة المعايير لكنه مليء بالنتائج والعبر، فهذا الفراغ لا تملؤه غير المعرفة والمتابعة الحثيثة للعوامل التي تتفاعل في المجتمعات العربية من أجل اتخاذ القرارات وانتهاج السياسات المسؤولة الكفيلة بتدارك الأمور للحفاظ على الانسجام داخل النسيج الاجتماعي والتناغم بين الحكومات وشعوبها.

وتابع صاحب السمو قائلاً:«أصبح من الضروري أن نعمل على آليات وأدوات معرفية مبنية على أسس علمية لاستشراف المستقبل وبناء عالم عربي أفضل. وهذا لن يحدث إلا بقراءات أكثر دقة لحالة العالم العربي والعالم. ومن خلال رصد ودراسة وتحليل كافة العوامل والتوجهات التي تتقاطع وتتشابك على كافة الساحات، مما يسهم في تعزيز سبل مواجهة التحديات واستغلال الفرص من أجل مستقبل أفضل للشعوب العربية».

وختم صاحب السمو بالقول: «يجب أن نعمل على بناء نموذج متقدم لتوظيف المعارف والعلوم من أجل فهم تطلعات الشعوب وتوحيد طاقاتها وتوجيهها نحو المسار الصحيح لتحقيق التنمية وضمان استدامتها كي لا تبقى رهينة للتفكك والصراعات الثانوية. نحن على قناعة تامة بأن المعرفة كأساس للتنمية وسلاح لها هي ما يميزنا عن خصوم الإنسانية».

وحضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جلستين ضمن فعاليات اليوم الأول للمنتدى، الأولى بعنوان«حالة العالم العربي سياسياً في 2016»، قدمها سمو الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والثانية حول تقرير حالة العالم«سياسياً واقتصادياً» في 2016 للدكتور جيدون روز.

مؤشرات

وسيعمل المنتدى الاستراتيجي العربي الذي حضره معالي محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس المنتدى الاستراتيجي العربي، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين والخبراء من جميع أنجاء العالم، على بناء مؤشرات وبحوث خاصة تعنى بالشؤون السياسية والاقتصادية للمنطقة.

وتشمل مؤشر« الرأي العربي»الذي سيركز على قياس الانطباع العربي حول القضايا الرئيسية والمؤثرة.

وسيعتمد المؤشر على جمع بيانات باستخدام أحدث التقنيات العلمية مثل «البيانات الكبيرة» لتحديد الانطباعات حول عدد من القضايا السياسية والاقتصادية. وسيسمح المؤشر بفهم انطباعات الشارع العربي عن قضايا معينة، مما يتيح لصانعي السياسات والقرار تطوير خطط تنموية بشكل علمي.

أما المؤشر الثاني فيركز على المخاطر في العالم العربي. وسيعمد المؤشر على رصد تأثير هذه المخاطر ودراسة احتمالات حدوثها بالإضافة إلى أفضل الممارسات التي يمكن تطبيقها في الوطن العربي.

بحوث

وفي مجال البحوث، سيعمد مركز المنتدى الاستراتيجي العربي إلى تطوير محتوى عربي غني بالبحوث السياسية والاقتصادية مثل تكلفة الربيع العربي.

كما ستركز البحوث على جيوسياسية العالم العربي، وعلم الاستشراف السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى محتوى حصري حول الخارطة الزمنية للنزاعات في العالم وتحليل تأثيرها.

وسيعمل المنتدى على إعداد مجموعة من التقارير العلمية التي تركز على حالة العالم السياسية والاقتصادية. وستكون هذه السلسلة عبارة عن إصدار دوري تتم فيه تغطية الأحداث الاقتصادية والسياسية في العالم العربي والعالم وتحليل تأثيرها على المنطقة.

نقاشات استراتيجية

سينظم المنتدى سلسلة من النقاشات الاستراتيجية العربية التي تستضيف نخبة من المفكرين والمسؤولين من القطاعين العام والخاص وتتناول أبرز القضايا الحيوية المؤثرة في العالم مثل الفرص والتحديات التي تواجه العالم العربي على الصعيدين الاقتصادي والسياسي بالإضافة إلى تحليل الأحداث الراهنة وتأثيرها على المنطقة.

وانطلاقاً من سعيه إلى تعزيز المعرفة سيتيح المنتدى الفرصة لبناء القدرات المعرفية من خلال تنظيم دورات تدريبية متخصصة لتوسيع المعارف وصقل المهارات حول آليات ومنهجيات الاستشراف السياسي والاقتصادي من خلال الشراكات مع المراكز البحثية والجامعات العالمية.