الراي الكويتية-

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الـ(ناتو) ينس شتولتنبرغ ان زيارته لدولة الكويت «تعكس أهميتها بالنسبة للحلف والحرص على تطوير العلاقات معها في ضوء ما تتمع به من دور رائد وثقل إقليمي في المنطقة».
وأكد شتولتنبرغ في تصريح صحافي «حرص الحلف على لقاء القيادة في دولة الكويت لبحث سبل تحقيق تقدم في مجال التعاون بين البلدين».
ووقعت دولة الكويت وحلف (ناتو) امس الاثنين اتفاقية (العبور) في اطار تعزيز الشراكة والتعاون بين الجانبين والتي تهدف الى جعل نشاطات الحلف في المنطقة اكثر فاعلية وتسهيل مرور قوته ومعداته عبر اراضي الكويت.
ورأى شتولتنبرغ إن «إبرام اتفاقية (العبور) أكد الدور القيادي لدولة الكويت في المنطقة الذي بدا واضحا في قدرتها على تيسير التعاون مع حلف (ناتو)».
وتابع إن هذه الخطوة «مهمة لتعزيز التعاون مع دولة الكويت وكذلك تعزيز دورها كمحور لأنشطتنا في المنطقة»، موضحاً إن اتفاقية (العبور) «سوف تسهل على الحلف نقل قواته ومعداته عبر اراضي الكويت في طريقها الى افغانستان وهي عملية مهمة وضخمة».

وإذ لفت الى «ارتقاء مستوى التعاون بين حلف (ناتو) ودولة الكويت في السنوات الماضية»، قال شتولتنبرغ: «لقد شهدنا تهديدات أكبر وتفشي أعمال العنف وانعدام الاستقرار في المنطقة»، مبيناً أن الجانبين يمكن ان يعملا معا على التصدي للارهاب والتطرف ومعالجة التحديات التي يشكلها انتشار اسلحة الدمار الشامل، ومشددا على «أهمية هذا التعاون في حفظ أمن الكويت والمنطقة وكذلك أمن حلف (ناتو)».
وبين أن «جزءا من هذا التعاون بين الجانبين يتمثل في تأسيس المركز الإقليمي لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) و(مبادرة اسطنبول للتعاون) في دولة الكويت».

ومن المقرر ان ينتهي العمل على تنفيذ المركز في نهاية العام الحالي 2016 ليصبح «نقطة مركزية» للتعاون بين الكويت وحلف (ناتو) والدول الاخرى في اطار مبادرة اسطنبول للتعاون الى جانب التعاون مع الدول الاخرى في منطقة الخليج.
وقال شتولتنبرغ إن «المركز سوف يصبح تعبيرا صلبا للتعاون بيننا وإطارا لأنشطتنا».
ودولة الكويت أول دولة تنضم الى (مبادرة اسطنبول للتعاون) في عام 2004 التي انطلقت سعيا لتعميق وتعزيز الشراكة بين دول حلف شمال الاطلسي (ناتو) مع دول الشرق الاوسط ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على وجه الخصوص، ومن منطلق الإيمان بأهمية الشراكة مع دول الحلف لتحقيق الاستقرار والسلام.

وأوضح أن «حلف (ناتو) يركز في الوقت الحاضر على سبل الحد من الأزمات عبر بناء قدرات القوات الأفغانية لتمكينها من محاربة التطرف والإرهاب».
وبين أن «الحلف قدم الدعم للقوات الحكومية في الأردن وتونس من خلال تدريبها، كما يعتزم دعم القوات العراقية قريبا»، وقال: «على المدى البعيد من الأفضل تدريب القوات المحلية بدلا من إرسال عدد ضخم من القوات الأجنبية».

وفيما يتعلق بالتدخل الروسي العسكري في سورية، أعرب الأمين العام لحلف شمال الاطلسي عن «القلق إزاء تزايد انتشار القوات الروسية في سورية»، معربا عن اعتقاده بأن «الهدف الأساسي أصبح دعم نظام الأسد وليس قتال ما يسمى تنظيم (داعش)».
ولفت الى ان «تفاقم الأوضاع الأمنية في سورية أرغم الآلاف من السوريين على الفرار باتجاه الحدود التركية ما يشكل ضغطا كبيرا وخطرا على تركيا إحدى دول أعضاء حلف (ناتو)».

وعن اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، دعا الأمين العام لحلف (ناتو) جميع الأطراف المعنية الى «احترام وتطبيق الاتفاق بالكامل»، معربا عن الأمل «في ان يستمر وقتا أطول».
وأضاف «هناك اتفاق مبدئي على وقف الاقتتال لأسبوعين ونأمل إطالة المدة وتشكيل قاعدة لحل سياسي تفاوضي وسلمي دائم».