شؤون خليجية-
كشف عدد من المراقبين والإعلاميين اليمنيين حقيقة الوفد الحوثي، الذي أكدت قيادات حوثية أنه وصل للرياض، في مسعى للوصول لحل سياسي للأزمة اليمنية، حيث رد المراقبون اليمنيون أن التأكيدات الحوثية تجاوزت الواقع، وأن الوفد الحوثي لم يتخط الحدود اليمنية السعودية، وذلك في تكذيب كبير لما أعلنته قيادات حوثية.
كما كشفت قيادات التحالف العربي باليمن، أنها وافقت على وساطة قبلية واجتماعية يمنية بشأن هدنة على الحدود اليمنية السعودية، لافتة لإجراء عملية تبادل أسرى بين المملكة والحوثيين، مؤكدة أن الهدنة تأتي في سبيل الوصول لحل قائم على القرار 2216، وهو ما يعد ردًا على ادعاءات الحوثيين وتكذيبًا لها.
هدنة على الحدود مع المملكة للوصول لحل قائم على القرار 2216
وفي أول رد رسمي من قيادة التحالف العربي، حول ما أثارته قيادات حوثية بشأن التوصل لتفاهمات قريبة مع المملكة من خلال وفد حوثي وصل للرياض، أعلنت قيادة التحالف اليوم الأربعاء، أن شخصيات قبلية واجتماعية يمنية سعت لإيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للمملكة، لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات، وقد استجابت قوات التحالف لذلك عبر منفذ "علب" الحدودي.
وأكدت قيادة التحالف ترحيبها باستمرار حالة التهدئة في إطار تطبيقها لخطة (إعادة الأمل)، بما يُسهم في الوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216).
ولفتت إلى استعادة المعتقل السعودي العريف (جابر أسعد الكعبي)، وتسليم عدد سبعة أشخاص يمنيين تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية.
إعلامية يمنية تنقل كواليس وصول الوفد الحوثي للمملكة
فيما ردت الإعلامية اليمنية، على ما أثارته قيادات حوثية بشأن وصول وفد حوثي للتفاوض مع الرياض، مؤكدة كذب ادعاءات الحوثيين، ناقلة شهادة بعض من حضروا اللقاء المشار إليه.
وقالت القيلي في منشور لها على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، من شاهد عيان حضر اللقاء: "شر البلية ما يضحك، حقيقة أضحكني الحوثيون ليلة البارحة، حيث إن صفحاتهم تدعي بأن الوفد جاء لنجران لإجراء تبادل أسرى مع الجانب السعودي، وكأنهم يريدون أن يشعروا الناس بأنهم دولة".
وأضافت أنه "تم تسليم الجندي السعودي الأسير، والذي تم أسره داخل الأراضي اليمنية في إحدى العمليات للقوات السعودية، وقامت القوات السعودية حينها بقتل عدد من الميليشيات وأسر ما يقارب 11 حوثيًا وضابط برتبة نقيب تابعين للحرس الجمهوري".
وواصلت أنه "تم تسليم الجندي السعودي، مقابل أن تسمح القوات السعودية للحوثيين أن يسحبوا جثث أتباعهم من داخل الحرم الحدودي بنجران، والتي من بينها جثث قياديين".
وأكدت نقلًا عن الشاهد أنه لم تقم السعودية بتسليم أسير واحد من الميليشيات للوفد؛ لأنهم ليسوا حكومة حتى يتم تسليم الأسرى لهم.
وحول وصول وفد حوثي للرياض قالت القيلي: "لم يصل الوفد الحوثي ومشايخ صعدة إلى الرياض (وبعيدة عليهم الرياض)، إنما دخلوا لمسافة لا تزيد على 5 كم من منفذ علب، والتقوا بضباط ومسؤول من الإمارة".
وردت القيلي على مزاعم الحوثيين بالوصول لتفاهم مع السعودية، قائلة نقلًا عن الشاهد: إن "الوفد الحوثي طلب التفاوض لإيقاف الحرب، فرد عليه أحد الضباط بأنه لا سبيل لإيقاف الحرب سوى بتطبيق قرار مجلس الأمن 2216، وأن الحوثيين لا يمكنهم التفاوض مع السعودية، بل مع الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها".
ونقلت القيلي تعهد مشايخ صعدة حال إيقاف الحرب بحماية الحدود مع المملكة من الاعتداءات، مضيفة أن "أحد الضباط السعوديين رد بأن السعودية قادرة على حماية حدودها، دون اللجوء لأحد، وأن أي اعتداء على الحدود السعودية ستواجهه السعودية بقوة وحزم، سواء من قبل الحوثيين أو غيرهم".
وأكدت القيلي أن الوفد المشار إليه خضع كله للتفتيش من قبل عناصر القوات السعودية قبل لقاء المسؤولين، لافتة إلى أن اللقاء لم يستمر لأكثر من ساعة، وبعدها غادر الوفد الحوثي ومشايخ صعدة.
الحوثيون يدعون وجود مفاوضات "مباشرة وساخنة"
ونشرت وكالة رويترز أمس الثلاثاء، نقلًا عن مسؤولين في جماعة الحوثي، أن الجماعة بدأت محادثات مع المملكة العربية السعودية، في محاولة لإنهاء الصراع الدائر في اليمن.
ونقلت عن المسؤولين أن وفد من جماعة الحوثي موجود في السعودية، في أول زيارة من نوعها منذ اندلاع الحرب العام الماضي، بين قوات الحوثيين والتحالف العربي.
وتتزامن المحادثات مع هدوء واضح في القتال على الحدود السعودية اليمنية، وهي من أكثر الجبهات دموية في الصراع. كما تراجعت الغارات الجوية التي يشنها التحالف على العاصمة اليمنية صنعاء.
ويتفق ما نشرته رويترز، مع ما نشره أمين حزب الحق الموالي للحوثيين، وأحد القيادات العليا للحركة الحوثية حسن زيد، من تأكيدات حول حدوث مفاوضات وصفها بالمباشرة والساخنة بين وفد من الحوثيين والمملكة.
وقال "زيد" في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك" أمس الاثنين: "إن ما جرى تفاهمات إيجابية قد تفضي الى وقف إطلاق النار".
وأضاف في منشوره: إن "التفاهمات التي جرت تتضمن أيضًا اتفاقية على "استراتيجية لمحاربة داعش والقاعدة في اليمن ودول الجوار".