استبق وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاجتماعَين الرفيعَي المستوى بشأن سوريا وليبيا اليوم وغداً، بمحاولة الحصول على دعم القيادة السعودية لتثبيت الهدنة في سوريا واليمن، بحسب ما أُعلن رسميا، فيما التطورات على الارض تشير إلى مسارات مختلفة وتطرح تساؤلات عن حقيقة المواقف الأميركية من الأداء السعودي في كل من الساحتين السورية واليمنية.
وتستضيف فيينا اليوم اجتماعاً برئاسة كيري ونظيره الإيطالي باولو جنتيلوني بشأن الأزمة الليبية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إلى أن المشاركين في الاجتماع سيبحثون «الدعم الدولي لحكومة الوفاق الوطني الجديدة، مع التركيز على القضايا الأمنية».
ويترأس كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اجتماعاً غداً لمجموعة الدعم الدولية لسوريا، التي تضم 17 دولة. وأوضح كيربي أن الهدف هو «تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى أنحاء البلاد، وتسريع انتقال سياسي متفاوض عليه في سوريا»، بالإضافة إلى تثبيت وقف الأعمال القتالية.
وكان كيري قال، قبيل وصوله إلى جدة أمس الأول، إنه يأمل في تقوية اتفاق وقف العمليات القتالية بين القوات السورية والمجموعات المسلحة، كما يسعى إلى زيادة إمدادات المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة. وأوضح أن الاجتماعات مع المسؤولين السعوديين ستحاول «ضمان تدعيم هذه الهدنة، وصراحة: ضمان الالتزام بها وتنفيذها في مختلف أرجاء البلاد».
والتقى كيري، في جدة، الملك سلمان وولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وذلك بعد ساعات من اجتماعه مع نظيره السعودي عادل الجبير.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية - «واس» إن سلمان وكيري بحثا «أوجه التعاون بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة تجاهها». وشكر كيري الملك على التعاون مع الولايات المتحدة في ملفات عدة، متحدثا عن مبادرات جديدة، من دون توضيح ماهيتها.
وبحث محمد بن نايف وكيري «العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تنسيق التعاون المشترك في عدد من المجالات، خاصة في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب. كما جرى بحث آخر تطورات الأحداث في المنطقة، وموقف البلدَين الصديقَين منها». وأعلن كيري أنهما بحثا «كيفية التقدم إلى الأمام في ملفَّي سوريا واليمن، والجهود المشتركة لهزم داعش».
وكان الجبير وكيري بحثا، أمس الأول، «العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة. كما جرى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التطورات الأخيرة والمستجدات على الساحة السورية».
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، في بيان: «في الشأن السوري، أطلع الوزيرُ (الملكَ) على الوضع الميداني بعد إعادة تأكيد وقف الأعمال القتالية» الأسبوع الماضي.
وفي الشأن اليمني، أشار تونر إلى أن الطرفَين بحثا «الحاجة إلى تثبيت وقف الأعمال القتالية والدعم المشترك لمواصلة مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة» في الكويت. كما قَدَّم كيري للملك سلمان موجزاً عن الوضع في ليبيا.
من جهة ثانية، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في تصريح لقناة «تي في تسي» الروسية، بث أمس الأول، الولايات المتحدة وحلفاء لها، ضمنهم دول غربية، بتعطيل إنشاء آلية واضحة للفصل بين المعارَضة المسلحة عن الإرهابيين في سوريا. وقالت: «كان من الضروري توثيق هذه الآلية بقرار صادر عن مجلس الأمن للحصول على إطار قانوني دولي واضح لمكافحة الإرهاب على أرض الواقع». واعتبرت أن «تطورات الأحداث في سوريا وصلت إلى نقطة تحول، حيث جرى إنشاء نظام وقف إطلاق نار في سوريا وإطلاق المفاوضات بين دمشق والمعارَضة في جنيف».
السفير اللبنانية-