سياسة وأمن » لقاءات

«كيري» و«الجبير» يبحثان التطورات باليمن والموصل وسوريا وتداعيات «جاستا»

في 2016/10/21

أكد وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» على «أهمية التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار»، الذي دخل حيز النفاذ منتصف ليل الأربعاء / الخميس، فيما شدد نظيره السعودي «عادل الجبير» على حق المملكة في «الدفاع عن نفسها وحماية أراضيها».

جاء هذا في تصريحات صحفية لهما عقب لقاء جمعها بمكتب كيري بمقر وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن مساء الخميس ، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية »واس».

وأجرى الوزيران مباحثات تناولت التطورات في الموصل وليبيا وسوريا واليمن، إضافة إلى تداعيات قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب المعروف اختصاراً باسم «جاستا».

وعقب اللقاء أوضح «كيري» - بحسب «واس» أن «الجانبين أجريا محادثات معمقة تناولت عددا من الموضوعات، على رأسها الأثر السلبي الذي أحدثه تمرير قانون (جاستا) على مفهوم الحصانة السيادية ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية».

كما أوضح أن «الجانبين بحثا سبل إصلاح ذلك بما يكفل حقوق واحتياجات الضحايا، ولا يعرض - في الوقت ذاته- القوات والأفراد الأمريكيين وشركاء الولايات المتحدة للمحاكمات».

وشدد على أن «هذا القانون يعرض - بشكل غير مقصود- الولايات المتحدة للخطر».

وفي 28 سبتمبر/أيلول الماضي أبطل الكونغرس الأمريكي، حق النقض «الفيتو»، الذي استخدمه الرئيس «باراك أوباما»، في 23 من ذات الشهر ضد مشروع قانون «جاستا» الذي يسمح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر/أيلول بمقاضاة دول ينتمي إليها المهاجمون.

وفي 11 سبتمبر/ أيلول 2001، نفذ 19 من عناصر تنظيم «القاعدة» باستخدام طائرات ركاب مدنية، هجوماً ضد أهداف حيوية داخل الولايات المتحدة، أبرزها برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، ما أدى لمقتل آلاف الأشخاص، وكان 15 من منفذي هذه الهجمات سعوديون.

وترفض السعودية تحميلها مسؤولية اشتراك عدد من مواطنيها في هجمات 11 سبتمبر، وسبق أن هددت بسحب احتياطات مالية واستثمارات بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة في حال إقرار مشروع القانون.

وبالنسبة لسوريا، أوضح «كيري» أن الجانبين ناقشا المحادثات التي تحتضنها مدينة جنيف، مبديا الأمل في إزالة المعاناة عن حلب.

وبشأن اليمن، أكد «كيري» على أهمية التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار.

من جانبه، شدد وزير الخارجية السعودي على «أهمية مبدأ سيادة الدول وحصانتها»، مشيرا إلى أنه «يعد مبدأ أساسياً من مبادئ القانون الدولي، والذي أنشئ عقب معاهدة ويستفاليا في 1600م.»

وأضاف: «من شأن إضعاف الحصانة السيادية نشر الفوضى في النظام الدولي، بحيث لا يمكن لأي دولة أن تزاول عملها من دون أن يثير قلقها موضوع رفع الدعاوى القضائية عليها».

واعتبر أن «الولايات المتحدة هي من أكثر الدول خسارة جراء سن هذا القانون (جاستا) ، فعملياتها تمتد على طول الطريق من اليابان إلى أمريكا الجنوبية والمحيط الهادئ، وهذا ما دفع العديد من الدول إلى رفض قانون (جاستا) والبحث في تدابير مماثلة».

وأوضح أن الجانبين ناقشا الأوضاع في الموصل، وليبيا واليمن.

وفيما يخص اليمن، كشف «الجبير» أن 150 خرقا للهدنة قامت بها مليشيا الحوثي- صالح في تعز وحدها، منددا بتصاعد العنف.

وشدد «الجبير» على حق المملكة في الدفاع عن نفسها وحماية أراضيها.

وفي وقت سابق من الخميس، قال اللواء «أحمد عسيري»، المتحدث باسم قوات التحالف العربي في تصريح لقناة «الإخبارية» السعودية الرسمية أن خروقات الهدنة في اليمن، التي دخلت حيز النفاذ منتصف ليل الأربعاء/الخميس بالتوقيت المحلي، تتم على مدار الساعة وأصبح الإحصاء لها غير ذي جدوى.

وشدد على أن «المواطنين السعوديين خط أحمر، وأن أي عمل على الحدود والتعدي على المواطنين سينال العقوبة الفورية».

والهدنة أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن، «إسماعيل ولد الشيخ»، فجر الثلاثاء الماضي، وأعلنت الحكومة اليمنية والتحالف العربي، بقيادة السعودية، الداعم لها، الالتزام بها، وعلى نفس المنوال جاء إعلان الحوثيين.

وإذا ما نجحت الهدنة في الحد من الأعمال القتالية، سيتم تمديدها لمدة 72 ساعة أخرى، على أن يعقبها إعلان المبعوث الأممي عن دعوة طرفي النزاع اليمني (الحكومة من جهة، والحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام جناح المخلوع «علي عبد الله صالح» من جهة أخرى) للالئتام مجددًا على طاولة مشاورات جديدة، وفق مصادر حكومية.

ويشهد اليمن حربًا منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات «صالح» من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فضلا عن نزوح أكثر من ثلاثة ملايين يمني في الداخل.

وكالات-