سياسة وأمن » لقاءات

تشارلز… سيدفع البحرينيون ثمن هداياك وصفقات بريطانيا العسكرية

في 2016/11/12

أنهى ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز الزيارة التي قام بها للبحرين. زيارة جاءت لتأكيد المؤكد "بريطانيا تقف إلى جانب النظام القمعي في البحرين متجاهلةً كل التقارير التي تحدثت عن تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان".

لم تكن تلك الزيارة سوى جزءا من حفلة علاقات عامة يدفع لأجلها النظام البحريني ملايين الدولارات لتحسين صورته أمام العالم، ولم يكن فيها تشارلز إلا أداة من أدوات الحكومة البريطانية التي جدولت زيارته لدول خليجية.

تشارلز زار البحرين معرضا عن تحذيرات منظمة العفو الدولية بـ "ألا ينخدع من وجهة نظر وزارة الخارجية الوردية تجاه البحرين أو بواسطة آلة العلاقات العامة الخاصة بالمنامة"، ليعلن بذلك قبوله أن يكون جزءا صغيرا في تلك الآلة.

للأسف فإن "وزراء المملكة المتحدة في الآونة الأخيرة وقفوا وراء رسم صورة البحرين وكأنه البلد الذي يمضي قدما في الإصلاحات، فيما الحقيقة القاتمة إنها تطارد وتحبس المعارضين لها" تضيف منظمة العفو.

الحقيقة القاتمة حاول النظام إخفاءها عن الضيف، فكان جدول زيارته مزدحما بـ "العروض الهندية" ولقاء الجاليات، وزيارة المتاحف ومشاهدة عروض الخيول، أما الإنسان البحريني وقضاياه الرئيسية فلم يكن لها وجود على تلك الأجندة البرّاقة.

ليس مهما إن كان للبحريني موطئ قدم في أرضه ما دام سيكون للبريطانيين قاعدة عسكرية على نفقة النظام. القاعدة، التي تبلغ كلفتها 40 مليون جنيه استرليني، دفعت البحرين أكثر من 30 مليون جنيه منها (75٪ من كلفة البناء الإجمالية)، في حين اكتفت بريطانيا بحوالي 7.5 مليون جنيه استرليني فقط.

في استعراض للنفوذ البريطاني الجديد "شرق السويس"، سيقوم تشارلز بافتتاح القاعدة العسكرية التي ستستضيف ما يصل إلى 600 عنصر بريطاني، وستساعد القوات المسلحة على إرسال سفن حربية أكبر إلى الخليج.

تجوّل ببزة عسكرية إلى جانب نظيره البحريني سلمان بن حمد آل خليفة في القاعدة التي تم بناؤها شرق المنامة، قبل أن يتفاخر الأخير بأنها "محطة هامة في مسارات التعاون العسكري المشترك بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة في إطار العلاقات الثنائية التاريخية التي تجمع البلدين".

كان والده الملك حمد بن عيسى آل خليفة أكثر وضوحا عندما قال إن تلك العلاقات تستند للمصالح المتبادلة "تتكفل بريطانيا بتبييض صورة عائلة آل خليفة وحمايتها من الانتفاضات المتكررة للشعب  في مقابل قاعدة عسكرية وصفقات سلاح سنوية وصفقات تجارية لا تنتهي"!

جاء الأمير تشارلز ليبيع قيم حقوق الإنسان والعدالة في السوق البحريني. ركب طائرته الخاصة وقرينته محمّلين بهدايا مدهشة من أموال البحرينيين الذين سيظلون يدفعون فاتورة تلك الهدايا والصفقات!

مرآة البحرين-