سياسة وأمن » لقاءات

القمة السعودية - اللبنانية تعيد حرارة العلاقات

في 2017/01/11

نجحت القمة السعودية - اللبنانية في استعادة حرارة العلاقات بين البلدين بعدما عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جولة محادثات مع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون في قصر اليمامة في الرياض بعد ظهر أمس، عرضا فيها العلاقات الثنائية «وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة، إضافة إلى تطورات الأحداث في الساحتين العربية والدولية»، وفق وكالة الأنباء السعودية.

ونقل المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية عن خادم الحرمين الشريفين، تأكيده للرئيس اللبناني أنه أوعز إلى «المسؤولين السعوديين بدرس المواضيع التي أثارها الرئيس عون اقتصادياً وأمنياً وعسكرياً وسياحياً، وتبادل الزيارات مع نظرائهم اللبنانيين، وكذلك المواطنين السعوديين الذين يكنّون محبة خاصة للبنان».

وأشار المكتب الإعلامي الرئاسي إلى أن الملك سلمان أكد أن «الثقة بالرئيس عون كبيرة، وأنكم ستقودون لبنان إلى بر الأمان والاستقرار على رغم الصعوبات التي تواجهونها»، لافتاً إلى أن «لا بديل من لبنان، والمملكة التي جمعتها بهذا البلد علاقة تاريخية، ترغب في الحفاظ عليها وتطويرها». كما أفاد المكتب الإعلامي للرئيس عون بأن خادم الحرمين الشريفين شدد على أن «المملكة لا تتدخل في شؤون لبنان وتترك للبنانيين أن يقرروا شؤونهم بأنفسهم».

وفي المقابل، أكد عون أن «ما جمع بين اللبنانيين والسعوديين من علاقات تاريخية سيستمر»، مشيراً إلى أن «الزيارة التي يقوم بها للمملكة هي لتأكيد هذا الأمر». وعرض «ما تحقق على صعيد تعزيز التوافق الوطني بعد الانتخابات الرئاسية والاستقرار السياسي والعمل على معالجة كل النقاط التي تحقق مصلحة اللبنانيين».

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر لبناني في الرياض قوله «ان السعودية ولبنان اتفقا على اجراء محادثات تتناول اعادة العمل بحزمة مساعدات عسكرية للجيش اللبناني بقيمة ثلاثة بلايين دولار كانت جمدت في شباط (فبراير) الماضي».

وحضر جلسة المحادثات، وفق وكالة الأنباء السعودية، أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز، ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الوزير المرافق إبراهيم العساف، ووزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي، ووزير الخارجية عادل الجبير، ووزير المال محمد الجدعان، ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، والقائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد بخاري.

كما حضرها من الجانب اللبناني وزراء الخارجية جبران باسيل، والتربية مروان حمادة، والمال علي حسن خليل، والدفاع يعقوب الصراف، والداخلية والبلديات نهاد المشنوق، والإعلام ملحم رياشي، والاقتصاد والتجارة رائد خوري، ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول والسفير اللبناني لدى المملكة عبدالستار عيسى.

وأقام الملك سلمان مأدبة غداء على شرف عون والوفد المرافق في حضور المسؤولين السعوديين وعدد من الأمراء، أعقبتها جلسة محادثات موسعة ثم خلوة بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس عون دامت نصف ساعة، وفق المكتب الإعلامي للرئاسة اللبنانية الذي أشار في بيان إلى أن الملك سلمان أكد «سعادة المملكة بعودة الحياة الطبيعية إلى لبنان الذي يجب أن يبقى رمز التعايش الطائفي... ومهما حصل من خلافات بين اللبنانيين فهم يعودون ويلتقون، والسعودية لا تفرق بين لبناني وآخر».

وأعقب لقاء خادم الحرمين مع الرئيس عون زيارة قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الرابعة عصراً لعون في حضور الوزيرين باسيل ورفول والسفير عيسى، حيث استكمل البحث في المواضيع التي تم طرحها في المحادثات الموسعة في الديوان الملكي، والخلوة التي تلتها بين الملك وعون. وقال الجبير الذي اجتمع إثرها بنظيره اللبناني: «كان لفخامة الرئيس اجتماع مثمر وبنّاء مع خادم الحرمين الشريفين». وأوضح أن اجتماعه مع باسيل كان «لنبحث الأمور بين البلدين وكيفية تحسينها وتعزيزها في كل المجالات. وأتطلع إلى العمل مع نظيري وزميلي وصديقي لإعادة العلاقات الثنائية بين البلدين إلى أفضل مستويات ممكنة». وعن هواجس لبنان بالنسبة إلى النازحين السوريين قال: «المملكة من أكثر الدول التي تقدم المساعدات للاجئين السوريين في دول عدة في المنطقة، بما فيها لبنان، وحريصة على أن يعيشوا حياة كريمة وأن يستطيعوا العودة إلى بلادهم في المستقبل القريب بإذن الله، وتدعم الدول التي يوجد فيها عدد كبير من اللاجئين لتخفيف العبء عنها». أما باسيل، فأمل في «زيارة المسؤولين والمواطنين السعوديين لبنان».

وكالات-