سياسة وأمن » لقاءات

التقشف للمواطنين فقط.. نفقات باهظة لرحلة العاهل السعودي إلى آسيا

في 2017/03/03

كجزء من جولة تستمر شهرا في آسيا لتعزيز العلاقات الاقتصادية وصل الملك «سلمان بن عبد العزيز آل سعود» إلى اندونيسيا يوم الأربعاء وسط ضجة إعلامية كبيرة، حيث يرافقه حسب وسائل الإعلام، حاشية كبيرة تضم حوالي 1500 شخص، من بينهم 25 من الأمراء رفيعي المستوى، و 10 وزراء وأكثر من 100 من أفراد الأمن.

وقد وصلت الحاشية في ست طائرات من طراز بوينج وطائرة نقل عسكرية تحمل 506 طنا من البضائع، واثنتين من سيارات ليموزين مرسيدس بنز، واثنين من المصاعد الكهربائية للاستخدام الشخصي للملك. وقالت شركة الشحن الاندونيسية لوكالة أنباء أنتارا أن 572 عاملا خصصوا فقط للتعامل مع أمتعة الوفد. حيث يستخدم الملك (81 عاما) مصعدا بلون ذهبي لينزل من الطائرة وقد رسمت على المصعد عبارة «بارك الله فيك».

هذه الأبهة غير عادية حتى لعائلات مالكة أخرى. الأمر الخاص بالنسبة للسعوديين، الذين اشتهروا بالنفقات الباهظة هو أن مواطنيهم يكافحون الآن في إطار برنامج التقشف الحكومي. وقد قدمت تفاصيل حول الوفد المرافق في عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم، ويبدو أن ذلك يطغى حتى على الهدف من الزيارة.

ولكن حجم وأبهة حاشية الملك قد يشير إلى الجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات التجارية مع آسيا في وقت تنخفض فيه أسعار النفط، وقد قال بعض الخبراء إن مظاهرة الثروة هذه يمكن أن تكون تعبيرا عن القوة، وفق «بيتر سالزبوري»، الباحث في مؤسسة تشاتام هاوس في لندن: «عندما تحضر هذا العدد من الناس، فإن ذلك يخلق ضجة. إنها ضجة رمزية».

وهناك أيضا فائدة اقتصادية لزيارة الوفد الكبير، كما قال السيد «سالزبوري»، حيث من المحتمل أن يتفاخر الوفد على العشاء، وفي التسوق والفيلات الفاخرة في بالي وسيقوم الزوار بالتبذير بشكل كبير، وقد سأل مستخدم على تويتر : «أنا أتساءل عما إذا كان الملك سلمان والوفد المرافق له سيجربون عينات من المتع الموجودة على شاطئ بالي الذي يشتهر بالمشروبات الكحولية؟

وترتبط ثروات العائلة المالكة باحتياطيات هائلة من النفط وغيرها من الأصول يقدر مجموعها بأكثر من 1.4 تريليون دولار. كما أن بيع النفط يوفر مليارات الدولارات من العلاوات السنوية، مما يوفر الامتيازات لأفراد العائلة المالكة، وكما أن الأغنى منهم يملكون قصورا فرنسية وقصورا سعودية، ويقومون بادخار الأموال في حسابات البنوك السويسرية، وترتدي نساؤهم الفساتين الراقية تحت العباءات ويمرحون على بعض أكبر اليخوت في العالم بعيدا عن أنظار العوام.

في عام 2015، أغلق الملك ومعه حاشية من 1000 شخص شاطئ الريفييرا الفرنسي، مما أثار غضب الرأي العام. وشكا السكان المحليون أيضا أن السعوديين قد سكبوا الخرسانة مباشرة على الرمال في محاولة غير مصرح بها لتثبيت مصعد للملك.

في عام 2014، كان «سلمان»، وليا للعهد، وقد غضب السياح بعد قيامه بحجز ثلاثة منتجعات بأكملها في جزيرة المالديف (وأحضر أيضا بمعيته مستشفى عائم).

ومع الامتيازات الملكية الأخرى، فإن الملك «سلمان» يسافر مع ما يقرب من 100 من الحراس الشخصيين. و تقدر مساحة سطح السفينة على يخته، الراسي في ماربيا، أسبانيا، بأنها أكبر من ملعب لكرة القدم. وعلى الرغم من شهيته للرفاهية، فقد قال إنه يحافظ على سجن خاص لـ «الأمراء والأميرات المخطئين والمبذرين الذين يهملون دفع فواتيرهم»، وذلك وفقا لمجلة تايم.

كانت رحلة «سلمان» الآسيوية مخططة قبل انتخاب الرئيس «ترامب» في نوفمبر/ تشرين الثاني، وسيبدأ الملك رحلته يوم الأحد في ماليزيا. بعد إندونيسيا، حيث كان محطته الأولى منذ 46 عاما، ومن المتوقع أن يسافر إلى بروناي واليابان والصين وجزر المالديف.

وهذه الزيارة هي جزء من جهود الملك لتنويع الاقتصاد السعودي وجذب المستثمرين الآسيويين لشراء حصة بقيمة 5% من أسهم شركة أرامكو، شركة النفط المملوكة للدولة.

وقد قالت الحكومة الاندونيسية أنها تأمل في جذب 25 مليار دولار كاستثمارات جديدة من المملكة العربية السعودية. وقد اتفقت الحكومتان على مشروع مشترك بقيمة 6 مليارات دولار بين أرامكو ونظيرتها الإندونيسية، برتامينا. وقد وقعت أرامكو يوم الثلاثاء صفقة لاستثمار 7 مليارات دولار في شركة النفط الماليزية.

نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير أسامة محمد - الخليج الجديد-