سياسة وأمن » لقاءات

الملك «سلمان» في اليابان .. 3 مذكرات تعاون ومنطقة اقتصادية و«أرامكو» في بورصة طوكيو

في 2017/03/14

على مدار يومين حفلت زيارة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» بالعديد من الفعاليات، حيث جرى خلالها توقيع 3 مذكرات تعاون علاوة على برنامج مشترك وإقامة منطقة اقتصادية بالمملكة، والاتفاق على دراسة إدراج شركة «أرامكو» عملاق النفط السعودي في بورصة طوكيو.

وكانت أحدث فعالية في الزيارة مساء الإثنين، عندما أقام رئيس وزراء اليابان «شينزو آبي»، في مقر رئاسة الوزراء مأدبة عشاء تكريما للعاهل السعودي بمناسبة زيارته.

وألقى الملك «سلمان» كلمة بهذه المناسبة أشاد فيها بما تشهده العلاقات الاستراتيجية بين البلدين من تقدم وتطور في جميع المجالات.

وقبل المأدبة، عقد الملك «سلمان» جلسة مباحثات رسمية اليوم مع رئيس وزراء اليابان، بحضور عدد من المسؤولين اليابانيين.

وخلال الجلسة، قال العاهل السعودي: «يسرني أن أتقدم بالشكر العميق لليابان حكومة وشعبا على حفاوةِ الاستقبال ، وكرم الضيافة. وأعبر عن سعادتي بوجودي في بلدكم الصديق الذي تربطنا به علاقات تاريخية واقتصادية ، وعن سروري لشراكة المملكة مع اليابان في إطلاق الرؤية السعودية - اليابانية 2030».

وأضاف أن «الحاجة ماسة لتكثيف الجهود الدولية لحل القضايا والأزمات في منطقة الشرق الأوسط ، بما في ذلك القضية الفلسطينية ، وإنهاء الأزمتين السورية واليمنية ، فلقد كان لهذه الأزمات الأثر السلبي على استقرار المنطقة وتنميتها ، وإعاقة نمو التجارة الدولية ، وتهديد ضمان إمدادات الطاقة لدول العالم».

وعلى هامش الزيارة، شهد العاهل السعودي ورئيس وزراء اليابان، في مقر رئاسة وزراء اليابان بالعاصمة طوكيو مراسم التوقيع على مذكرات وبرنامج تعاون بين حكومتي المملكة العربية السعودية واليابان.

وجرى التوقيع على مذكرة تعاون في مجال الثورة الصناعية الرابعة، وثانية حول تنفيذ الرؤية السعودية اليابانية 2030، وثالثة بشأن تنظيم إجراءات منح مواطني البلدين تأشيرات زيارة، كما جرى توقيع برنامج تعاون لإنجاز الرؤية السعودية اليابانية 2030 في مجال التعاون الثقافي.

وخلال الزيارة اتفق الطرفان على إقامة منطقة اقتصادية خاصة في المملكة لتنفيذ عشرات المشاريع المشتركة، بحسب ما نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية، نقلا عن وكالة «كيودو» اليابانية.

ويهدف هذا الاتفاق إلى تنويع الاقتصاد السعودي للتقليص من اعتماده على النفط.

وتقضي مشاريع التعاون بمشاركة سواء الشركات الحكومية أو الخاصة من البلدين في المشاريع.

وأفادت وسائل الإعلام اليابانية في وقت سابق، بأن طوكيو مستعدة لتقديم المساعدة للسعودية في مجال تطوير البنية التحتية والرعاية الصحية والسياحة والطاقة المتجددة.

واليوم أيضا، ذكر مسؤول رفيع بالحكومة اليابانية أن العاهل السعودي، قال إن المملكة ستدرس طلبا من رئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي» بدعم إدراج شركة «أرامكو» السعودية في بورصة طوكيو.

وذكر المسؤول الياباني بعد اجتماع الزعيمين أن الملك «سلمان»، قال إن المملكة ستنظر في الطلب لأنه يريد أن يشتري المستثمرون اليابانيون أسهم شركة النفط الحكومية العملاقة.

وتتنافس بورصات في آسيا وغيرها على الإدراج الذي تقدر قيمته بما يصل إلى 100 مليار دولار.

وفي وقت سابق اليوم، استقبل العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، في مقر إقامته بالعاصمة اليابانية طوكيو اليوم، وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني «هيروشيغي سيكو».

ووصل العاهل السعودي، الأحد، إلى اليابان في زيارة رسمية، تستغرق 3 أيام.

وبحسب ما نقلته وسائل الإعلامية  المحلية في اليابان، فإن الملك «سلمان» يرافقه في جولته الآسيوية الأخيرة حوالي ألف شخص، وتم حجز نحو 1200 غرفة في فنادق فاخرة في طوكيو للوفد السعودي لمدة 3 أيام، إضافة إلى تخصيص مئات سيارات الليموزين.  

وأظهرت تقارير صحفية أن التجهيزات التي قام بها اليابانيون لاستقبال ملك السعودية والوفد المرافق له، شملت تجهيز سجادات الصلاة والطعام الحلال والقرآن الكريم.

ورافق العاهل السعودي، في زيارته إلى إندونيسيا التي استغرقت التي9 أيام، وفدا ضخما يضم نحو 1500 شخصاً، وكميات هائلة من الأمتعة تزن «506 أطنان»، بينها سيارتا ليموزين من نوع مرسيدس بينز، ومصعدان كهربائيان، حسب تقارير نشرتها الصحافة الإندونيسية.

وتشهد العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية، واليابان التي تمتد لأكثر من 60 عاما تطورا ونموا مضطردا وتعاونا في مختلف المجالات، نتيجة للسياسات والمبادئ التي رسمتها ونصت عليها الاتفاقيات الثنائية والمباحثات والزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين.

وتعد العلاقات بين البلدين إحدى أهم العلاقات الدولية، حيث تتوافق المملكة واليابان على رؤية مشتركة حيال القضايا الراهنة في المنطقة وذلك انطلاقا من الفهم المشترك بأن تعاونهما يمثل أهمية كبيرة من أجل الاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط والمجتمع الدولي بصفة عامة.

وقد أجرى زيارة الملك «سلمان» زيارة سابقة لليابان عام 2014 عندما كان وليا للعهد لتوثيق العلاقات الإستراتيجية بين البلدين.

وخلال زيارته للمملكة عام 2013 ألقى رئيس الوزراء الياباني «تشينزو آبي» خطابا اشتمل على ثلاث عبارات أساسية شخصت العلاقات الثنائية بين البلدين وهي التعايش، والتعاون، والتسامح.

وتشمل الجولة الآسيوية التي بدأها سلمان الشهر الماضي، كلا من ماليزيا وإندونيسيا، وسلطنة بروناي دار السلام، واليابان، والصين، والمالديف، والأردن.

وتعد هذه أول جولة للعاهل السعودي في جنوب شرق آسيا منذ توليه الحكم في 23 يناير/كانون الثاني 2015.

وكالات-