سياسة وأمن » لقاءات

لقاءات «نتنياهو» - «بن زايد» السرية

في 2017/07/24

هآرتس العبرية - ترجمة المصدر السياسي-

التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نهاية أيلول 2012 في نيويورك سرا بوزير خارجية الإمارات، الشيخ عبدالله بن زايد. وهذا هو احد اللقاءات النادرة التي عقدها نتنياهو مع احد كبار المسؤولين من دول الخليج منذ تسلم منصبه في 2009. وقال دبلوماسيان غربيان كبيران ان نتنياهو وبن زايد انسجما في مسألة النووي الايراني، ولكن الاخير اوضح بان بلاده لا يمكنها أن تسخن علاقاتها مع اسرائيل طالما أن هذه لا تبدي تقدما في المسيرة السلمية مع الفلسطينيين.

وأشار الدبلوماسيان الغربيان، اللذان طلبا ابقاء اسميهما مغفلين بسبب الحساسية السياسية، الا ان اللقاء عقد في 28 ايول 2012 على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك. وقبل يوم من ذلك القى نتنياهو امام الجمعية العمومية خطاب "الخط الاحمر" الشهير له. وادعى في ذاك الخطاب بان على الاسرة الدولية أن تضع خطا أحمر امام خطة تخصيب اليورانيوم الايرانية ومنعها من تحقيق كمية من اليورانيوم المخصب الى مستوى عال يسمح لها بانتاج قنبلة نووية.

وكان من بادر الى اللقاء هو نتنياهو، الذي منذ تسلمه مهام منصبه في 2009 حاول ترتيب لقاء مع مسؤولين من دول الخليج التي ليس لاسرائيل معها علاقات دبلوماسية رسمية، كالسعودية، الإمارات والبحرين. وخلق اغتيال رجال الذراع العسكري لحماس، محمود المبحوح، في دبي في كانون الثاني 2010 هو الذي نسبته الشرطة المحلية للموساد، توترا شديدا في العلاقات بين اسرائيل والإمارات وجعل تنظيم لقاء كهذا متعذرا على مدى قرابة سنتين.

وأشار الدبلوماسيان الغربيان الى أنه بعد فترة طويلة نقل فيها نتنياهو عبر وسطاء رسائل الى مسؤولين كبار في حكومة الإمارات، وافق بن زايد على لقائه. وعقد اللقاء في فندق ريجنسي في شارع 61 زاوية بارك في نيويورك، حيث سكن نتنياهو في اثناء وجوده في المدينة. وحسب الدبلوماسيين الغربيين، وصل بن زايد الى اللقاء مع سفير بلاده في واشنطن يوسف العتيبة. وقد ادخل الى الفندق بسرية شديدة عبر موقف سيارات تحت ارضي واخذ على الفور الى احد مصاعد الخدمة الذي رفعه الى جناح نتنياهو في احد الطوابق  العليا في الفندق.

وصل نتنياهو الى اللقاء مع مستشاره للامن القومي في حينه، اللواء احتياط يعقوب عميدرور، ومع السكرتير العسكري اللواء يوحنان يوكر. وروى الدبلوماسيات الغربيان اللذان اطلعا على تفاصيل اللقاء بان هذا جرى في جو ودي وعني اساسا بالمسألة الايرانية، ولكن بالموضوع الفلسطيني ايضا. واعرب بن زايد عن تقديره لخطاب نتنياهو في الجمعية العمومية وكانت بين الرجلين توافقات عديدة في الموضوع.

اما في الموضوع الفلسطيني فحث بن زايد نتنياهو على التقدم في المسيرة السلمية واوضح بان بلاده تؤيد مبادرة السلام العربية. واشار الدبلوماسيان الغربيان الى أن احدى الرسائل المركزية التي شدد عليها وزير الخارجية الاماراتي امام نتنياهو كانت ان بلاده معنية بتحسين العلاقات مع اسرائيل ولكنها لا يمكنها ان تفعل ذلك، وبالتأكيد ليس بشكل علني، طالما استمر الجمود السياسي بين اسرائيل والفلسطينيين.

رسالة مشابهة سمعها مسؤول اسرائيلي قبل بضعة اشهر فقط. في شهر ايلول 2016 شاركت وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي لفني، في وجبة غداء ضيقة في نيويورك كان الضيف المركزي فيها بن زايد. وشدد بن زايد في الحدث بان بلاده ودول اخرى في الخليج تريد أن تحسن علاقاتها مع اسرائيل ولكنها لن تتخذ خطوات تطبيع الى أن تبدي اسرائيل رغبة حقيقية في التقدم السياسي نحو حل  الدولتين.

واشار الدبلوماسيان الغربيان الى أن موقف الإمارات بالنسبة للعلاقات مع اسرائيل والموضوع الفلسطيني لا يزال ساري  المفعول اليوم  ايضا، حين يتحدث الرئيس الامريكي دونالد ترامب ونتنياهو عن رغبتهما في التقدم بمبادرة سلام اقليمية بتعاون الدول العربية.

كان  اللقاء مع نيويورك الوحيد بين نتنياهو وبين مسؤول كبير في حكومة الإمارات ولم يكن له تواصل. واشار الدبلوماسيان الغربيان الى ان نتنياهو حاول في السنوات الخمسة الاخيرة تنظيم لقاء مع ولي عهد الإمارات وحاكمها الفعلي، الشيخ محمد بن زايد.  وعلى حد قولهما فان من حاول مساعدة نتنياهو هو رئيس وزراء بريطانيا الاسبق طوني بلير. فالاخير مقرب من ولي عهد الإمارات بل ويقدم له المشورات في السنتين الاخيرتين مقابل الاجر. ورغم محاولات الاقناع من بلير، لم يخرج اللقاء الى حيز التنفيذ.

كما أن بلير كان مشاركا في محاولة لتحقيق مبادرة سلام اقليمية في اعقاب  القمة السرية التي عقدت في العقبة في شباط 2016 وكشفت "هآرتس" النقاب عنها لاول مرة. بلير، الذي يعتبر ايضا مقربا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، كان مشاركا في الاتصالات بين نتنياهو وهرتسوغ على اقامة حكومة وحدة.

والمح بلير لنتنياهو وهرتسوغ بانه اذا ما قامت حكومة وحدة وانطلقت الخطوة السياسية الاقليمية على الدرب فان ولي عهد الإمارات سيوافق على المشاركة بشكل شخصي او ارسال مندوب كبير عنه الى قمة اقليمية بمشاركة اسرائيل.

وحسب  منشورات في وسائل الاعلام الامريكية، يواصل نتنياهو الابقاء على قناة اتصال مع قيادة الإمارات من خلال مقربه رون ديرمر، الذي شغل في السنوات الاربعة الاخيرة منصب السفير الاسرائيلي في واشنطن.

وفي تقرير نشر في "هافنغتون بوست" قبل سنتين ادعى مسؤولون في الادارة الامريكية بان ديرمر يقيم اتصالات عمل وثيقة مع سفير الإمارات في واشنطن،  العتيبة، وان الرجلين منسجمان في كل المسائل باستثناء الموضوع الفلسطيني. وحسب ذاك النشر، دعا ديرمر سفير الإمارات الى الخطاب موضع الخلاف لنتنياهو في الكونغرس الامريكي في اذار 2015، ولكنه رفض بكياسة.