ذا ديلي بيست- ترجمة شادي خليفة -
خلال الحملة الرئاسية، هاجم «دونالد ترامب» منافسته «هيلاري كلينتون» لقبولها المال من المملكة العربية السعودية، وذكر لها ذلك خلال إحدى المناظرات، قائلا: «هؤلاء هم الناس الذين يقتلون الناس ويعاملون النساء بشكل فظيع، لكنك تأخذين أموالهم».
كان ذلك بطبيعة الحال قبل أن يقوم بأول زيارة خارجية له كرئيس إلى السعودية، وقبول العشرات من الهدايا من المملكة، وفي الواقع، خلال زيارة «ترامب»، قبل البيت الأبيض ما لا يقل عن 83 هدية منفصلة من السعودية، وفقا لوثيقة حصلت عليها «ديلي بيست» من خلال طلب لوزارة الخارجية وفق قانون حماية المعلومات.
وتتراوح مجموعة الهدايا الملكية من «عمل فني يضم صورة للرئيس ترامب» إلى وسائل للدفاع عن النفس (مثل عدد من السيوف والخناجر وحاملات الذخيرة الجلدية والحافظات، مرورا بأشكال باروكية مثل فراء النمر وفراء الفهد، وخنجر مصنوع من الفضة النقية مع غمد مرصع باللؤلؤ).
والآن عندما يفكر الرئيس في وضع حقوق المرأة السعودية، يمكنه أن يفعل ذلك قبالة «عمل فني كبير يصور امرأة سعودية».
وقد يكون الأمر مقبولا كهدايا، لكنها تعد رمزا لقضية أكثر خطورة، وهي احتضان «ترامب» للنظام السعودي، وهو تناقض صارخ مع خطابه في الحملة الانتخابية. وخلال الحملة، اتهم «ترامب» النظام السعودي بكل شيء، بدءا بالمسؤولية عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول وصولا إلى الفشل في «دفع مقابل الأمن الذي توفره أمريكا للنظام السعودي»، بل ذهب إلى حد التهديد بوقف شراء النفط السعودي إذا لم تغير السعودية من موقفها.
وجاء قرار «ترامب» بأن تكون زيارته الخارجية الأولى إلى السعودية بقرار فردي، ليكسر تقليدا رئاسيا طويل الأمد بجعل أول زيارة للمكسيك أو كندا.
وقالت «سارة ليا ويتسن»، المديرة التنفيذية لـ«هيومان رايتس ووتش» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لصحيفة «ديلي بيست»: «يشير قرار ترامب بزيارة السعودية أولا بوضوح إلى ترتيب أولوياته وفق علاقات أمريكا الأكثر ربحية مع عميلها الأول في مجال الأسلحة في العالم».
ولا يقل أهمية عن الزيارة نفسها سلوك الإدارة أثناء تلك الزيارة، حيث أعلنت إدارة «ترامب» عن صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار مع السعوديين، ضمن صفقة أكبر تصل إلى 350 مليار دولار على مدى 10 أعوام.
وقد مثل ذلك انعكاسا حاسما عن سياسة إدارة «أوباما» عام 2016، المتمثلة في منع مبيعات بعض الأسلحة للنظام بسبب الضحايا من المدنيين في اليمن.