سي إن إن-
ذكرت شبكة «سي إن إن»، نقلا عن مصادر متطابقة، أن مستشارة الأمن القومي السابقة، «سوزان رايس»، بررت لمحققي البيت الأبيض سبب كشفها هوية كبار مسؤولي إدارة «دونالد ترامب» الذين قابلوا في نيويورك أواخر العام الماضي ولي عهد أبوظبي، «محمد بن زايد»، بأنها فعلت ذلك كي تفهم لماذا زار المسؤول الإماراتي نيويورك حينها.
وأوضحت الشبكة الإخبارية الأمريكية أن اجتماع نيويورك سبقته جهود من إماراتية لتسهيل الاتصال بقنوات خلفية بين روسيا و«ترامب» قبيل الانتخابات الرئاسية.
وعن هذا الاجتماع، أوضحت «سي إن إن» أن «بن زايد» وصل إلى نيويورك في ديسمبر/كانون الأول 2016، خلال الفترة الانتقالية التي تسبق أداء «ترامب» للقسم كرئيس للبلاد؛ حيث اجتمع مع عدد من كبار المسؤولين في إدارة الأخير، ومنهم «مايكل فلين»، وصهر الرئيس «جاريد كوشنر»، وكبير مستشاريه الاستراتيجيين، «ستيف بانون».
وحسب ما قالت مصادر مطلعة عدة، شعرت إدارة الرئيس السابق «باراك أوباما» بالتضليل من جانب الإمارات لكونها لم تبلغها بزيارة «بن زايد» كما جرت العادة وفق البرتوكولات الدبلوماسية.
وقالت «رايس»، التي تولت منصب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي خلال الفترة الثانية لـ«أوباما»، أمام لجنة الاستخبارات في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، إنها طلبت أن يتم الكشف داخليا (عبر التقارير الداخلية) عن أسماء الأمريكيين الذين ورد ذكرهم في تقرير سري عُرض عليها، وهو إجراء يعتبره مسؤولون في الحزبين «إجراءً عاديا».
لكن «رايس» تعرضت جراء هذا الطلب إلى انتقادات حادة من رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكية ، السيناتور الجمهوري «ديفين نونيس»، و«ترامب» الذي اتهم «رايس» بـ«ارتكاب جريمة».
إلا أن تفسير «رايس» الأخير، الذي تمحور حول كشف دور الإمارات، يبدو أنه قد أقنع بعض الجمهوريين المؤثرين في اللجنة؛ ما أدى إلى تقويض وجهات نظر «نونيس» و«ترامب»، وطرح أسئلة جديدة حول ما إذا كان أي من شركاء «ترامب» قد حاولوا ترتيب مناقشات مع الروس من خلال قنوات خلفية.
ومن غير الواضح على وجه التحديد ما قام به مسؤولو «ترامب» في اجتماعهم مع «بن زايد».
لكن مصادر متعددة ذكرت لـ«سي إن إن» أن ولي عهد أبوظبي التقى في ذلك الوقت كلا مع «فلين» و«كوشنر» و«بانون»، وأن المناقشات، التي دامت قرابة 3 ساعات، ركزت على مجموعة من القضايا بما فيها دور إيران وملف اليمن وعملية السلام في الشرق الأوسط.
وبينما ذكرت بعض المصادر أن الاجتماع تناول، كذلك، فتح قناة خلفية مع روسيا، أصر مصدران على أن ذلك لم يكن مطروحا للنقاش.
ومع ذلك، فإن حقيقة أن اجتماع نيويورك حدث قبل تسلم «ترامب» للسلطة وأن الإمارات لم تخطر إدارة «أوباما» بزيارة «بن زايد» تثير مزيداً من التساؤلات لدى المحققين في الكونغرس.
وتم استدعاء «رايس» للجنة الاستخبارات في مجلس النواب للإدلاء بشهادتها على ما يعتقد «نونيس» والجمهوريون الآخرون في اللجنة أنه «إساءة في ممارسة الكشف عن هويات الأمريكيين الذين كانوا يتواصلون مع مسؤولين أجانب تحت مراقبة مجتمع الاستخبارات الأمريكية».
وقالت مصادر مطلعة لـ«سي إن إن» إن مجرد كشف أسماء الأفراد في التقارير السرية لا يعني أن هوياتهم ستكشف علناً، وأنكرت «رايس» أمام اللجنة أنها سربت معلومات سرية للصحافة.
وقال «تريبي غودي»، وهو سيناتور من الجمهوريين في ولاية كارولينا الجنوبية، ويساعد في التحقيق في البيت الأبيض، لمجلة «ديلي كالر»: «لا شيء في المقابلة التي دفعتني إلى استنتاج أنها كشفت بشكل غير صحيح أسماء رجال إدارة ترامب».