سياسة وأمن » لقاءات

هوامش زيارة الملك سلمان لموسكو

في 2017/10/06

أحمد شوقي-خاص راصد الخليج-

هل تضاف الحملة السعودية على الشخصيات الدينية البارزة الى قرارات غير مسبوقة من امثلة قرار السماح للمرأة بالقيادة الى زيارة الملك سلمان لموسكو كسابقة تاريخية مفادها زيارة اول ملك سعودي لموسكو؟!

بالتأكيد فان الامر لافت ولكن ليس بالتأكيد ان الامر يشي بتغير او انقلاب جذري في السياسة السعودية.

ومصدر كون الامر لافتا، يتلخص في توقيت الزيارة والظرف الاقليمي والخلافات الجذرية بين روسيا والسعودية في ملفات رئيسية ابرزها ملفي سوريا وايران.

كذلك حجم الزيارة ووفدها الذي يتخطى الف شخص !

لن نناقش البهرجة اللافتة والاقرب للسفه والتي جعلت تكاليف استضافة الوفد تصل الى نحو 4 ملايين دولار وفقا للتقارير ووفقا لما تناولته من تكاليف تغيير الاثاث لفنادق الخمس نجوم الروسية القريبة من الكرملين واستدعاء عاجل للسجاد من المملكة ليناسب ذوق الوفد، حيث انفاق المملكة برغم الضغوط الاقتصادية يتخطى ذلك كثيرا والاهم ان هذه المبالغ لم تنفق في شراء السلاح للعدوان على اليمن او تذهب لمنظمات اخرى تمارس الارهاب.

اما ما نناقشه هو ان الامر لافت وهذه ابرز شواهده الملفتة.

اما لماذا لا يشي بانقلاب جذري في السياسة السعودية؟ فالامر ومع انه سابقة الا ان الزيارات الملكية ليست هي عنوان التغيير، فقد سبق وان ذهب بوتن لزيارة السعودية في 2007 وكان اول رئيس روسي يزور السعودية ولم تحدث انقلابات جذرية، كما ان سلمان اعلن مسبقا عن زيارة لواشنطن مطلع العام القادم مستبقا اي تحليلات او توقعات قد تعطي الامر اكبر من حجمه وتصوره على غير هيئته.

ربما منافع روسيا اكبر كثيرا من حيث الصثفقات والاستثمارات وربما تقتصر المنافع السعودية على تحييد الروس في بعض تفاصيل الملفات.

لكن الملف الرئيسي والمسكوت عنه في الزيارة هو التمهيد والتوظئة لتولية محمد بن سلمان الحكم والرغبة في ضمانة روسيية بعدم اجهاض هذه الخطوة بالتضييق على سياساته مستقبليا، حيث الدر الروسي في صعود، وكل الشواهد تقول بان ميزان القوة ينقلب باتجاه الروس وترجح كفتهم، وبالتالي فهم قادرون على مضايقة طموحات الامير الشاب والتي يعتمد فيها على معارك صفرية مع اليمن وايران، وكل ماترجوه السعودية هو عدم تضييق الخناق على بن سلمان والوصول لسياسات وسيطة تسمح له بالصعود وان لم توصل هذه السياسات لحلول كاملة للملفات.

هكذا تتصور الرياض وربما هكذا تدار السياسة الاقليمية بمنطق المصالح، لكن هل هناك سياسات  وسطى؟

هل الاعتراف او التمرير الدولي هو العائق الوحيد امام تولي بن سلمان الحكم في اريحية واستقرار؟

ربما تكون بعض التفاصيل قابلة للمرونة والتمرير، الا ان الوضعه الداخلي السعودي هو الاخطر لان المضارين من تولي بن سلمان بتنوع مسببات مرارتهم قد يشكلون قوة تهز عرش ال سعود وليس بن سلمان فقط.

فهناك الوهابيون الذين تتراجع سطوتهم، وهناك المهمشون الذين تتناقص مكتسباتهم ويزدادون فقرا، وهناك بيئة حاضنة للارهاب تكتسب وجاهة وتكبر من ممارسات وسياسات جديدة قد تجد امامها تيارات تشبه المحتسبة وقد تجد امثال جهيمان العتيبي !

الصراع مع قطر بالتأكيد في حقيبة سلمان وحقائب الوفد السعودي، كما ان استكشاف نوايا الروس ونقلها للامريكان حاضر على الطاولة.

الجديد فقط في الوضع الراهن هو انقسام الخليج وعدم تحركه ككتلة في طرف لمعادلات التوازن، بل وجود كتل نسبية تجعل هوامش حركة الاطراف الخارجية اكبر وحجم تناقضات الداخل متضخمة بما يجعل الامر خطيرا ويصب في صالح احتمال خطير مفاده قلاقل تقود للتقسيم، ولا سيما وان تركت الامور في كردستان وتم تمريرها لتشد خيطا سيدفع جميع الفرقاء ثمنه غاليا.

امريكا تبدو مطمئنة نسبيا نظرا لحجم ارتباطاتها التقليدية والعضوية بالمملكة ولنشوء تناطح خليجي داخلي ولتعاظم الصراع الاقليمي ولتحول الصراع لصراع مذهبي كما خطط له في اروقة المخابرات الغربية، بل والاحدث صراع (سني) داخلي ممتدر بين محاور جديدة تتشكل تقبع السعودية في طرف وتركيا على الاخر.

اما الروس فلا مانع من الاستفادة فلطالما اصابها بلادهم الضرر!