سياسة وأمن » لقاءات

اللوبي السعودي في أمريكا يمهد طريق «بن سلمان» إلى واشنطن

في 2018/03/03

theamericanconservative- ترجمة بهاء العوفي -

كشف موقع أمريكي، الجمعة، أن اللوبي السعودي في أمريكا بدأ من الآن تكثيف نشاطه من أجل تمهيد الطريق أمام زيارة ولي العهد «محمد بن سلمان» المرتقبة إلى واشنطن، الشهر الجاري.

وقال الموقع الإلكتروني لمطبوعة «theamericanconservative» الأمريكية البحثية، أنه عندما يحل «بن سلمان» بواشنطن، سيتم استقباله من قبل بعض وسائل الإعلام بطريقة احتفائية.

وسخر الموقع من الطريقة التي يتوقع أن تستقبل بها المؤسسات الأمريكية «بن سلمان».

وقال: «سيسير بقدميه على السجادة الحمراء التي طرحها البيت الأبيض والكونغرس ومؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن»، متسائلا: و«لما لا؟».

 قبل أن يجيب الموقع على نفسه، قائلا: «لقد دفع بن سلمان ثمن تلك السجادة بالفعل»، وذلك في إشارة إلى الصفقات التي عقدتها الإدارة الأمريكية مع السعودية في مايو/أيار الماضي خلال زيارة الرئيس «دونالد ترامب»، إلى المملكة، التي بلغت قيمتها ما يقارب 400 مليار دولار.

وأشار الموقع إلى أنه «في حين أن معظم الأحاديث عن لعبة النفوذ الأجنبي تدور حول روسيا، فإنه لا يوجد زعيم في العالم على قيد الحياة لديه آلة العلاقات العامة المتقنة التي تخطط لزياراته الخارجية، كتلك التي يمتلكها بن سلمان».

وتابع الموقع أن تلك الآلة الضخمة لا تروج لـ«بن سلمان» فقط، ولكن للمملكة بأكملها، التي أنفقت على مر السنين مليارات الدولارات في واشنطن على شركات وجماعات الضغط، ومراكز الأبحاث، وقد بيضت هذه المؤسسات، كل منها بطريقته الخاصة، صورة المملكة العربية السعودية.

وأوضح الموقع أن تلك المؤسسات لم تكتف فقط بتبييض الصورة السلبية الحالية للسعودية، لكنها تخطت ذلك، وأصبحت تساعد في رسم السياسات المحلية الأمريكية لصالح المملكة.

ونقل الموقع عن أحد المحامين بمركز السياسية الدولية الأمريكية، قوله: «كانت السنة الأولى من إدارة ترامب حاسمة بالنسبة للسعوديين، لقد أضافوا العديد من الشركات الجديدة إلى لوبيهم القوي بالفعل، وتمكنوا من التحكم في إدارة ترامب بطريقة لم يستطعوا فعلها خلال إدارة أوباما».

ولفت الموقع الأمريكي، إلى أن «بن سلمان» قاد خلال الأشهر الأخيرة حملة قمعية استهدفت العديد من الأمراء ورجال الأعمال والوزراء، وكان هدفها توطيد أقدامه في السلطة، كما أنه خطف رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري».

وقاد ولي العهد السعودي -حسب الموقع- حملة الحصار على قطر المجاورة، وفي الوقت نفسه، يحاول «قصف وتجويع اليمن، عبر حملة جوية واسعة النطاق وحصار تسبب في وضع إنساني كارثي فهناك ما لا يقل عن 10 آلاف قتيل (لا تزال الأرقام غير واضحة)، مع تشريد ملايين آخرين، كما يعاني اليمن من تفشي وباء الكوليرا».

ولكن -رغم ذلك- عندما تسأل الكثيرين في واشنطن عن السعودية، ستجدهم يتحدثون عن الأمير الإصلاحي الذي منح المرأة السعودية رخصة قيادة، وفتح دور السينما للمرة الأولى، وسيتحدثون عن مليارات الدولارات من المساعدات التي ضخها السعوديون في اليمن من أجل «تخفيف المعاناة» هناك.

وبين الموقع أن ما ورد في الفقرة الأخيرة يستحق السخرية؛ لأن السعودية هذه هي التي قتلت الكثير من المدنيين في اليمن، وهي التي ترفض دخول المساعدات الأممية لبعض المناطق، وهي التي تحاصر ميناء الحديدة (غرب)، الذي يعد شريان الحياة الرئيسي لليمنيين الذين يعيشون بالمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وذهب الموقع إلى أنه رغم كل هذا تجد اللوبي السعودي يتحدث عن «افتتاح صالات رياضية جديدة للنساء، وحضور النساء مباريات كرة القدم للتشجيع في المدرجات»، وغيرها، ويهملون في الوقت نفسه القمع الداخلي، والحرب في اليمن.

وأشار إلى مقال نشره «دينيس روس»، الذي عمل كمبعوث أو مستشار في الشرق الأوسط في كل إدارة رئاسية منذ «رونالد ريغان»، في صحيفة «واشنطن بوست»، مؤخرا، عندما قال: «لقد عدت للتو من رحلتي الثانية إلى السعودية، ومنذ أن أصبح بن سلمان وليا للعهد، التغيير يحدث بشكل كبير هناك.

وقال «روس» إن «بن سلمان» لا يحاول فقط «تحويل المجتمع السعودي إلى شيء أكثر علمانية وتسامحا، بل يبشر بصعود جديد للمرأة»، ورغم ذلك عندما يصل اشنطن فإنه يأكل بيده.

وفي واشنطن، تجرى الاستعدادات على قدم وساق لزيارة ولي العهد السعودي، وهي أول زيارة له منذ تعيينه وليا للعهد بمباركة البيت الأبيض.

ومن المقرر أن تجري الزيارة بعد رحلة «بن سلمان» المقررة إلى لندن في 7 مارس/آذار الجاري.

وسيلتقي «بن سلمان» -خلال الزيارة- الرئيس «دونالد ترامب» وكبار مستشاريه.

كما سيلتقي بصفته وزير الدفاع نظيره الأمريكي «جيمس ماتيس»، وقادة أفرع الاستخبارات، وعلى رأسهم رئيس وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» «مارك بوميو».

ومن المنتظر أن يضم الوفد السعودي رئيس جهاز المخابرات العامة «خالد بن علي الحميدان» ومستشارين مقربين من «بن سلمان» مثل رئيس هيئة الصناعات العسكرية السعودية «أحمد الخطيب» ورئيس صندوق الاستثمار العام (الصندوق السيادي للمملكة) «ياسر الرميان».

وينتظر أن تكون المسائل الإقليمية مثل اليمن وسوريا وإيران ومصر على طاولة المفاوضات، كما يتطلع الجانبان لزيادة الشراكة الدفاعية بينهما.

ومن المنتظر أن يشمل الوفد أيضا عددا من المستشارين المقربين من ولي العهد السعودي وفي مقدمتهم رئيس هيئة الصناعات العسكرية السعودية «أحمد الخطيب»  و رئيس صندوق الاستثمار العام (الصندوق السيادي للمملكة) «ياسر الرميان».