سياسة وأمن » لقاءات

صحف بريطانية: بن سلمان مهندس حرب غير مرحَّب به

في 2018/03/08

الخليج أونلاين-

سلَّطت الصحف البريطانية الضوء على الزيارة التي يُجريها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى لندن، منتقدةً حفاوة الاستقبال الذي لقيه من الحكومة البريطانية والأسرة الملكية.

بن سلمان التقى رئيسة الوزراء تيريزا ماي، أمس (الأربعاء)، والتي أكدت أهمية العلاقات بين البلدين، وأن أمن السعودية جزء من أمن بريطانيا، كما احتفت الملكة إليزابيث الثانية بولي العهد السعودي وأقامت له مأدبة غداء.

ويشعر البلدان بوجود فرصة لتوسيع علاقتهما الحالية، فبريطانيا تبحث عن شركاء تجاريين تزامنا مع خروجها من الاتحاد الأوروبي، والسعودية بحاجة إلى إقناع المستثمرين المتشككين بإصلاحاتها الداخلية.

والتقى الوفد السعودي بعد ذلك، رئيسة الوزراء ووزراء كباراً، في مقر الحكومة؛ لتدشين "مجلس الشراكة الاستراتيجية" البريطاني-السعودي، وهي مبادرة لتشجيع الإصلاحات الاقتصادية في السعودية وتعزيز التعاون بشأن قضايا، مثل التعليم والثقافة وكذلك الدفاع والأمن.

- "الركوع لابن سلمان"

لكن طغى على هذه الزيارة -رغم أهميتها للسعودية وبريطانيا- سجلُّ حقوق الإنسان، سيئُ السمعة، بالسعودية، والحرب التي تقودها الرياض في اليمن، حيث وصفت صحيفة "الغارديان" حفاوة الاستقبال بـ"الركوع" لرجل ارتكب انتهاكات لحقوق الإنسان وخَرَقَ القانون الإنساني الدولي في اليمن، ومهندس حربٍ أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين ودفعت اليمن، "أفقر دول الشرق الأوسط"، إلى حافة المجاعة.

كما نقلت "الغارديان" تصريحات لزعيم حزب العمال البريطاني، جيرمي كوربن، اتهم فيها جيش بلاده بالتواطؤ مع الرياض في "حربٍ جرت بشكل غير قانوني، زاعماً أن موظفين بريطانيين كانوا يوجهون الحملة العسكرية السعودية على اليمن من الرياض".

بدوره، أدان زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، فينس كيبل، طريقة استقبال الحكومة ما سمّاه "رئيس نظام ديكتاتوري وديني"، داعياً إلى مطالبة السعوديين بإنهاء القصف المنهجي للأهداف المدنية في اليمن، بحسب ما ذكرته "الغارديان".

-"غير مرحَّب به"

صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، بدورها، سلطت الضوء على الاحتجاجات خارج مقر الحكومة، وذلك بالتزامن مع استقبال الأمير محمد بن سلمان هناك، حيث ذكرت أن المئات هتفوا ضد حرب الرياض في اليمن، وردَّد المتظاهرون: "أوقِفوا القصف الآن وأوقِفوا القتل (في اليمن)"، مبيِّنةً أنه (بن سلمان) "غير مرحَّب به" رغم الحفاوة الرسمية.

كما طالب المتظاهرون -وفق الصحيفة- حكومة بلادهم بوقف مبيعات الأسلحة إلى السعودية، وبالضغط عليها لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في المملكة.

وكان من بين المتحدثين، خلال المظاهرة، وزيرة العمل في "حكومة الظل" المعارضة، كيت أوسامور، التي طالبت بـ"المساواة بين الرجال والنساء في السعودية"، وبإيقاف الحرب التي تسببت في "تجويع الشعب اليمني".

- تواطؤ

صحيفة "ذا صن" كانت الأشد انتقاداً للزيارة؛ حيث ذكرت أن سر الحفاوة البالغة التي لقيها الأمير محمد بن سلمان، هو تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الرياض ولندن والتي أسهمت في إنقاذ حياة مواطنين بريطانيين، فضلاً عن إبرام صفقات تجارية واستثمارية بقيمة 65 مليار جنيه إسترليني (100 مليار دولار) بين البلدين، بحسب الصحيفة.

وشبَّهت "ذا صن" هذه الصفقات بأنها جزء من التواطؤ الحكومي البريطاني مع مهندس الحرب باليمن (في إشارة إلى بن سلمان)، الذي استخدم الأسلحة البريطانية والأمريكية، التي أودت بحياة 10000 مدني على الأقل.

وأشارت إلى أنه "تم تزييف الترحيب به، من خلال قيام شركة علاقات عامة، باستئجار سيارات أجرة وشاحنات تجوب شوارع العاصمة، ملصقة عليها صورته كدلالة على ترحيب عفوي بولي العهد السعودي".

ولفتت الصحيفة إلى أن "الإصلاحات في السعودية سراب إلى حد كبير"، مستشهدة بأن "المنتقدين السلميين للحكومة ما زالوا في السجن، ولا يزال يتعين على النساء الحصول على إذن من الرجال، إذا كنَّ يريدن السفر، أو الحصول على تعليم، على وظيفة".