سياسة وأمن » لقاءات

«بومبيو» للسعودية: «كفى يعني كفى».. أوقفوا حصار قطر

في 2018/04/30

نيويورك تايمز- ترجمة فتحي التريكي -

بينما تدرس المملكة العربية السعودية حفر خندق على طول حدودها مع قطر وإلقاء نفايات نووية قريبا منها، وصل وزير الخارجية «مايك بومبيو» إلى الرياض في أول رحلة خارجية له بصفته الدبلوماسي الأعلى في البلاد مع رسالة بسيطة وهي: «كفي».

ويبدو أن صبر واشنطن على ما تراه «خلافا مزعجا داخل مجلس التعاون الخليجي» قد نفذ حيث أخبر «بومبيو» وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إنه يجب إنهاء الخلاف، وفقا لمسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، قادت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حظرا رباعيا ضد قطر، متهمين الدولة الصغيرة الغنية بالغاز بتمويل الإرهاب، وإرضاء إيران والترحيب بالمنشقين، ويبدو أن سنوات طويلة من الخلاف على جانبي الصراع قد أضافت كثيرا إلى حدته.

وقد قضى سلف «بومبيو»، «ريكس تيلرسون»، معظم فترة ولايته في محاولة للتوسط في النزاع، الذي شاركت فيه أيضا مصر والبحرين، ولكن دون جدوى، حيث كان السعوديون، الحريصون على ديناميكيات القوة في واشنطن، يعرفون أن «تيلرسون» كان لديه علاقة متوترة مع الرئيس «ترامب»، وبالتالي فإنهم تجاهلوه، لا سيما لأن «ترامب» انحاز إلى السعوديين في الأيام الأولى للنزاع.

لكن «بومبيو» أقرب إلى «ترامب»، مما يجعله أكثر قبولا، وخلال ما يقرب من 11 شهرا منذ بدء الحصار، أنفقت قطر ملايين الدولارات على النفوذ في واشنطن، وقد جنت ثمار ذلك في وقت سابق من هذا الشهر حيث عقد أميرها «تميم بن حمد آل ثاني» اجتماعا مع «ترامب» أعرب خلاله الرئيس الأمريكي عن دعم قوي لهذا البلد الصغير.

وقد جاء «بومبيو» إلى المنطقة لتوصيل رسالة لوزير الخارجية «عادل الجبير» في اجتماع المطار بعد ظهر السبت، كما قام بتبليغ الرسالة نفسها لولي العهد «محمد بن سلمان» في وقت لاحق من تلك الليلة ومن المنتظر أن يقوم بتمريرها في وقت لاحق للملك سلمان، وهي ببساطة: «توقفوا».

ومن الواضح أن مواجهة إيران وإحلال الاستقرار في العراق وسوريا، وهزيمة بقايا تنظيم «الدولة الإسلامية»، وإخماد الحرب الأهلية الكارثية في اليمن، يُنظر إليها في واشنطن على أنها أولويات عاجلة بشكل متزايد لا يمكن معالجتها بشكل كامل دون استجابة عربية موحدة وأكثر قوة.

ووصل «بومبيو» إلى الرياض في نفس اليوم الذي أطلقت فيه قوات الحوثي في ​​اليمن ثمانية صواريخ على أهداف في إقليم جازان الجنوبي، مما أسفر عن مقتل رجل، في أحدث علامة على أن حمام الدم في اليمن يشكل تهديدا متزايدا للمنطقة.

ملفات متعددة

وأصبحت الأزمة الإنسانية في اليمن مصدر قلق كبير في مبنى الكابيتول هيل، حيث بدأ أعضاء مجلس الشيوخ من ذوي النفوذ بمناقشة القيود على مبيعات الأسلحة للسعودية، ومن شأن ذلك أن يقوض أولويات الإدارة الأخرى، بما في ذلك الجهود الرامية إلى زيادة هذه المبيعات، فضلا عن محاولات لجعل السعوديين يلعبون دورا أكثر فاعلية في استقرار سوريا ومعارضة إيران.

وقد أدى سوء استهداف السعوديين في الغارات الجوية، فضلا عن الحصار الذي تفرضه المملكة على الموانئ اليمنية، إلى تفاقم الوضع الإنساني في اليمن. وأخبر بومبيو «الجبير»، أمس السبت، أنه يجب السماح لليمن بالوصول بسهولة إلى السلع الإنسانية والتجارية بالإضافة إلى الوقود.

كما جاء «بومبيو» إلى الشرق الأوسط لمناقشة الاتفاق النووي الإيراني، الذي يعتقد معظم المراقبين أن الرئيس «ترامب» سيتراجع عنه في 12 مايو/أيار وهو الموعد النهائي الذي أعلنه بنفسه لاتخاذ قرار بشأن صفقة وصفها بأنها «الأسوأ على الإطلاق».

ومن المقرر أن يصل «بومبيو» يوم الأحد إلى القدس لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين «نتنياهو»، قبل أن يتوجه إلى عمان في الأردن لإجراء مناقشات مع الملك «عبدالله»، وقدم كل من الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» والمستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» إلى واشنطن الأسبوع الماضي لحث «ترامب» على الحفاظ على اتفاق إيران.

وتعهد «ترامب» بأنه بغض النظر عما يحدث للاتفاق النووي، فإن إيران لن تستأنف برنامجها النووي، وهو أمر قال المسؤولون الإيرانيون أنهم قد يفعلونه إذا تخلت الولايات المتحدة عن الاتفاق، كما تعهد «ترامب» بسحب القوات الأمريكية من الصراع الطاحن في الشرق الأوسط في سوريا، وطلب من دول أخرى تحمل المزيد من العبء.

ولكن نجاح الولايات المتحدة في إقناع السعوديين بالقيام بالمزيد في سوريا في حين يطالبونهم بالتراجع في اليمن وقطر يبقى أمرا بعيد المنال، كما أن طريقة نظر إيران إلى تهديدات «ترامب» في الوقت الذي يسحب فيه قواته من سوريا تبقى غير واضحة أيضا.

ويوم الإثنين، سيعود «بومبيو» إلى واشنطن لمساعدة «ترامب» في التحضير لقمة محفوفة بالمخاطر مع زعيم كوريا الشمالية، «كيم جونغ أون»، الذي اجتمع معه «بومبيو» في رحلة سرية إلى بيونغ يانغ خلال عطلة عيد الفصح.