سياسة وأمن » لقاءات

صحيفة أمريكية: أحمد عسيري زار "إسرائيل" سراً قبل إقالته

في 2018/12/20

صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية- منال حميد - ترجمة الخليج أونلاين

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير لها النقاب عن أن اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السعودية السابق، والمتهم بتدبير جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، زار "إسرائيل" مؤخراً عدة مرات وفي مناسبات مختلفة، قبل إقالته من منصبه، مما جعله أكبر مسؤول معروف يقوم بمثل هذه الزيارات.

وبحسب ما ذكرت الصحيفة، مساء الثلاثاء، نقلاً عن مسؤول سعودي رفيع المستوى فإن "سعود القحطاني الوزير السابق بالديوان الملكي والمقرب من ولي العهد محمد بن سلمان وأحد المسؤولين المتورطين في جريمة مقتل خاشقجي، هو من بين المسؤولين عن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل" مشيراً إلى أن "كان قد أعطى توجيهات لوسائل الإعلام ومحركي الرأي العام السعودي، من أجل تهيئة الأجواء بين المواطنين السعوديين لعملية التطبيع مع إسرائيل".

وتابعت الصحيفة في تقرير لها، أن المستشارين الاثنين المقربين من ولي العهد واللذان لعبا الدور الأهم وراء الكواليس بين السعودية و"إسرائيل"، فقدوا وظائفهم بسبب الاشتباه بعلاقتهم بقضة مقتل خاشقي، كما أن الضجة الدولية التي أعقبت أغتيال خاشقجي افقدت محمد بن سلمان القدرة على المناورة.

ووفق الصحيفة، فإن العسيري زار "إسرائيل" عدة مرات في السابق، وكان يسعى إلى البحث عن طرق في كيفية استفادة المملكة من الوسائل التكنولوجية الإسرائيلية للتعقّب، وذلك في الوقت الذي كانت وسائل إعلام إسرائيلية، كشفت أن اللواء أحمد عسيري كان حلقة الوصل الأبرز بين "إسرائيل" والسعودية، في تبادل المعلومات الاستخباراتية.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى وقوع ضرر في العلاقات بين الرياض وتل أبيب بعد مقتل خاشقجي، ما أثار شكوكاً حول التحالف الجديد في المنطقة الذي يرى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه ضروري لاستراتيجيتها في الشرق الأوسط، التي تتعلق بالضغط على إيران".

وتقول الصحيفة، إن طرد عسيري والقحطاني من وظائفهم، يسلط الضوء أكثر على تراجع دور ولي العهد في أعقاب مقتل خاشقجي، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه رغم النكسة التي قد تصيب العلاقة السعودية الإسرائيلية، فإنه من المرجح أن تستمر هذه العلاقات بسبب المصالح التجارية والأمنية المشتركة.

وتعتبر الشركات الإسرائيلية، السعودية، سوقاً مربحة لمنتجاتها في مجال الأمن السيبراني، وخاصة في مدينة "نيوم" التي أعلن عنها محمد بن سلمان التي تعتبر مدينة مستقبلية للتكنلوجيا. 

في الوقت ذاته؛ تنقل الصحيفة عن مسؤول كبير في الحكومة السعودية قوله، إن الكثير من الأمور تبدلت بعد مقتل خاشقجي".

وأشار التقرير أيضاً إلى أن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين التقى مسؤولين سعوديين عدة مرات خلال السنة الجاري، ومن ضمن اللقاءات كان لقاء مع مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى وكان الاجتماع بمبادرة أمريكية وضمت أيضا مسؤولين استخباراتيين مصريين، أردنيين، وفلسطينيين.

كما وكشفت الصحيفة في تقريرها، بأن إسرائيل والإمارات والسعودية تشاركوا باستمرار معلومات استخباراتية تتعلق بتهديدات أمنية مشتركة، وخصوصاً بكل ما يتعلق بالملاحة في البحر الأحمر، وقضايا تتعلق بإيران.

وبينت الصحيفة أن السعودية سمحت لرجال الأعمال الإسرائيلين، بدخول أراضيها بوثائق خاصة ودون إظهار جوازات سفرهم.

ووفق الصحيفة، تنظر الشركات الإسرائيلية إلى المملكة العربية السعودية كسوق لمنتجاتها الأمنية الإلكترونية، وتفكر في الاستثمار وتوفير التكنولوجيا لمشروع نيوم التجاري.

كما كشفت "وول ستريت جورنال" عن أن السعودية كانت تفكر باستمرار في الاستثمار بنحو 100 مليون دولار في الشركات التكنولوجية المتقدمة في "إسرائيل".

يشار إلى أن العلاقات السعودية - الإسرائيلية الاستخباراتية شهدت، في الفترة الأخيرة، تطوراً غير مسبوق وواضح؛ إذ تباهى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتلك العلاقات، بالقول: "إن إسرائيل لم تكن تحلم بهذه الصداقة مع دول عربية"، في تلميح إلى السعودية، التي توالت تسريبات بحصول لقاءات سرية بين استخباراتهما.

ولم تقتصر إشادة نتنياهو بهذا التطور على هذا التصريح؛ بل أكد أن "دولاً كثيرة (لم يسمّها) أصبحت تقدّر العلاقات مع إسرائيل"، معتبراً أن "هذا التقارب سيثمر تطبيعاً، وفي النهاية اتفاقيات سلام".

العلاقة المتبادلة بين السعودية و"إسرائيل"، أفادت الجانبين، كما تقول الصحيفة، فبعد رد الفعل العالمي على مقتل خاشقجي، بادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، وهو احد الزعماء القلائل، بالدفاع عن محمد بن سلمان، على الرغم من التقييم النهائي لوكالة المخابرات الأمريكية والذي أشار إلى مسؤولية محمد بن سلمان عن تلك الجريمة كونه هو من أمر بالقتل. وحذر نتنياهو من أن السعودية يجب ان تبقى مستقرة لان عدم استقرارها سيعرض المنطقة والعالم للخطر.