سياسة وأمن » لقاءات

أمريكا تعزز وجودها في الخليج باتفاقية استراتيجية مع عُمان

في 2019/03/25

متابعات-

وقعت سلطنة عُمان، اليوم الأحد، مع الولايات المتحدة الأمريكية على اتفاقية إطارية بين وزارتي دفاع البلدين تعزز العلاقات العسكرية. 

ووفق وكالة الأنباء العمانية، وقع الاتفاقية من جانب السلطنة محمد الراسبي، الأمين العام لوزارة الدفاع، ومارك . جي. سيفرز سفير واشنطن المعتمد لدى السلطنة.

وأوضحت أن "الاتفاقية تهدف إلى تعزيز العلاقات العسكرية العمانية-الأمريكية، والتعاون بين البلدين"، كما تسمح لقوات الولايات المتحدة بـ"الاستفادة من التسهيلات المقدمة في بعض موانئ ومطارات السلطنة في أثناء زيارة السفن والطائرات العسكرية الأمريكية، خاصة في ميناء الدقم"، وفق المصدر ذاته.

صمود أمريكي في الأزمات

بدورها، أكدت السفارة الأمريكية في مسقط أن الاتفاقية تضمن للولايات المتحدة الاستفادة من المنشآت والموانئ في الدقم وصلالة، وتعبر عن التزام البلدين تعزيز الأهداف الأمنية المشتركة.

كذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمريكي رفض ذكر اسمه، أن الاتفاقية مهمة، "لكونها تحسّن الوصول إلى موانئ تتصل بالمنطقة من خلال شبكة من الطرق، وهو ما يمنح الجيش الأمريكي قدرة كبيرة على الصمود في وقت الأزمات".

وقال المسؤول الأمريكي: "اعتدنا العمل بناء على افتراض أن بإمكاننا دخول الخليج بسهولة، لكن جودة الأسلحة الإيرانية وكميتها تزيدان المخاوف".

وبيّن أن الاتفاقية الجديدة مع عُمان ستزيد من الخيارات العسكرية الأمريكية بالمنطقة في مواجهة أي أزمة، مشيراً إلى أن المفاوضات للاتفاقية بدأت في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

وأضاف المسؤول الأمريكي: "الميناء نفسه جذاب للغاية، والموقع الجغرافي مهم للغاية من الناحية الاستراتيجية، لكونه خارج مضيق هرمز".

خصوصية الموقع

ويقع ميناء الدقم على الساحل الجنوبي الشرقي لسلطنة عمان، ويطل على بحر العرب والمحيط الهندي، ويتحول بسرعة إلى موقع مهم بالمنطقة البحرية سريعة التطور في منطقة الشرق الأوسط.

ويعد موقع الدقم استراتيجياً، حيث إنه بعيد عن مضيق هرمز والخليج العربي، إذ تسعى الحكومة العُمانية إلى وضع الدقم كواجهة آمنة ومستقرة وصديقة للأعمال من أجل الاستثمارات الصناعية والاقتصادية.

ويتميز الميناء بأنه ذو عمق يصل إلى 18 متراً، وكاسر أمواج رئيس وثانوي، ومساحة واسعة، بحيث يكون مثالياً للسفن الكبيرة، لدرجة أنه يتسع لاستدارة حاملة طائرات.

وتمنح الاتفاقية الولايات المتحدة منافسة عالمية مع الصين التي استثمرت ما يصل إلى 10.7 مليارات دولار في مشروع الدقم الذي يزود عُمان بكثير من رأس المال، في إطار ما كان متوقعاً أن يكون ترتيباً تجارياً غير عسكري.

وترتبط عُمان وأمريكا بعلاقات تاريخية استراتيجية تعود لنحو 200 عام، وأدت مسقط دوراً حيوياً في التوصل إلى الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن، إلى جانب دورها مع الولايات المتحدة في السعي لحل الأزمة الخليجية.

كما تستمد أهميتها بالنسبة للولايات المتحدة من حيث موقعها كمركز متعدد المهام لخدمات دعم الجسر الجوي، وأنشأت واشنطن قاعدة جوية فيها، تتمركز بها قاذفات طراز (B1) وطائرات التزود بالوقود.

وتوجد في عُمان خمس قواعد أمريكية تتبع مباشرةً القيادة الوسطى، ومخازن ضخمة للأسلحة والعتاد والذخائر.