متابعات-
استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، اليوم الأربعاء، اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، في العاصمة الرياض في لقاء هو الأول من نوعه.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن الملك سلمان بحث مع حفتر مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية.
وكان مصدر عسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، أكّد أن قائد المليشيات الموجودة في بنغازي خليفة حفتر سيقوم بزيارة رسمية للمملكة بناء على دعوة من الملك سلمان، دون مزيد من التفاصيل.
ويأتي هذا اللقاء اللافت في وقت تشهد منطقة جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس، منذ مساء أمس الثلاثاء، توتراً أمنياً على خلفية وصول مليشيات من قوات حفتر إلى ضواحي العاصمة، وهي تحمل كميات من الأسلحة والذخائر.
ويشكل حشد قوات حفتر على مشارف طرابلس بغرض السيطرة عليها، انقلاباً على التفاهمات التي جرت مع رئيس المجلس الرئاسي في العاصمة المعترف به دولياً فايز السراج في مايو الماضي في باريس، حيث تم الاتفاق على تنظيم انتخابات دون جدول محدد أو تعهد واضح من الجانبين.
ويذهب مراقبون إلى تفسير زيارة حفتر للرياض بأنه يرغب الحصول على دعمٍ منها، خاصة أن حليفتها أبوظبي وفرت له منذ منتصف العام 2013 كل سبل الدعم المالي والعسكري لتمكينه من بسط سيطرته على عموم البلاد.
وتشترك السعودية والإمارات في عداوتهما للربيع العربي وحركات التحرر في البلاد العربية، حيث دعمتا الانقلاب في مصر عام 2013، كما دعمتا تحرك الحوثي للسيطرة على السلطة في اليمن عام 2014 قبل أن ينقلب عليهما الأخير.
وفي 19 مارس الجاري، قال رئيس مجلس الدولة الليبي خالد المشري، إنّ تدخلات مصر والإمارات أدت إلى إطالة عمر الأزمة في البلاد، في ظل إقامة أبوظبي قاعدة جوية في جنوب بنغازي.
وأردف المشري قائلاً: "نحن لا نعترف بحفتر؛ لا برتبته كمشير ولا بمنصبه قائداً للجيش الليبي"، مضيفاً: إن "الجيش الليبي في أغلبه متمركز في المنطقة الغربية، والموجودون في المنطقة الشرقية لا يوالون كلهم حفتر"، موضحاً أنه "للأسف فرنسا تنحاز إلى تيار العسكرة".
ومنذ العام 2011 تعاني ليبيا الغنية بالنفط صراعاً على الشرعية والسلطة، يتركز حالياً بين حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً في العاصمة طرابلس (غرب)، وخليفة حفتر، المدعوم من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق).