متابعات-
شدد السعودية والعراق، في بيان صحفي مشترك، الخميس، على أهمية العلاقات التاريخية والدينية والاجتماعية وأهمية استثمار الإرث السياسي والتاريخي والديني بين البلدين.
وصدر البيان بمناسبة زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي، "عادل عبدالمهدي"، إلى السعودية، حيث عقد مباحثات مع العاهل السعودي، الملك "سلمان بن عبدالعزيز".
وقال البيان إن الزيارة تأتي في إطار "الروابط التاريخية المتينة" التي تجمع بين السعودية والعراق، و"ترسيخا للعلاقات وللرغبة المشتركة للدفع بها نحو آفاق أوسع".
كما تأتي في سياق استثمار "للإمكانات الكبيرة والفرص المتاحة لتعزيز التعاون القائم بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية"، وفق البيان.
وعقد الملك "سلمان" و"عبدالمهدي" "جلسة مشاورات تم خلالها بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين".
كما "تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات في إطار مجلس التنسيق السعودي العراقي".
كما التقى "عبدالمهدي" ولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان"، وبحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
واتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق بما يعزز وحدة الصف العربي والعمل العربي المشترك.
وتأتي زيارة "عبدالمهدي" للسعودية بعد مرور أسبوعين تقريبا على زيارة قام بها وفد اقتصادي سعودي رفيع المستوي للعراق لحضور الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي - العراقي، وهو مبادرة أُطلقت في 2017 لتطوير العلاقات بين البلدين.
وتشهد العلاقات بين الجانبين حالة من الدفء والتقارب، وفي مؤشر على ذلك، تعهد العاهل السعودي، مطلع الشهر الجاري، بمنحة قدرها مليار دولار لبناء مدينة رياضية بالعراق.
وينظر لتلك الخطوات من قبل قادة السعودية تجاه العراق وحكومتها باعتبارها مساعي من الرياض للتودد لبغداد في إطار الجهود التي تبذلها المملكة؛ لكبح النفوذ المتنامي لإيران في المنطقة، في حين أن العراق يسعى لجني فوائد اقتصادية من توثيق روابطه مع جارته الجنوبية.
ويرى مراقبون أن الانفتاح السعودي المتزايد على العراق يأتي ضمن استراتيجية أمريكية تهدف لمزاحمة إيران في الساحة العراقية من خلال دفع دول كالسعودية والإمارات ومصر إلى لعب دور في السياسة والاقتصاد العراقيين.
وعلى هامش الزيارة، تم عقد الاجتماع الأول للجنة الشؤون السياسية والأمنية والعسكرية، برئاسة وزيري خارجية البلدين.