سياسة وأمن » لقاءات

الجبير محذرا بن سلمان: جونسون يحب الإيرانيين والأسد

في 2019/07/27

الأخبار اللبنانية-

كشف محضر اجتماع لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي يعود إلى عام 2006، تحذيرا سعوديا من رئيس الوزاء البريطاني "بوريس جونسون"، لقربه من طهران وحبه للإيرانيين، في وقت كشفت وثيقة أخرى تأييده لمواقف رئيس النظام السوري "بشار الأسد".

صحيفة "الأخبار" اللبنانية، قالت إنها حصلت على وثيقتين تحتويان تقييمات سعودية وأردنية لـ"جونسون"، كشفتا تقييما عربيا للسياسي البريطاني منذ أن كان عمدة للندن (2008-2016) ومن ثم وزيرا للخارجية (2016-2018).

ومحضر اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، الذي يعود إلى عام 2016، ويحمل عنوان "سرّي للغاية"، يقدم فيه وزير الخارجية السعودي (آنذاك) "عادل الجبير"، استنتاجات سلبية لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، من مواقف "جونسون"، في اجتماع ضمّه إلى وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في مقر إقامة المندوب البريطاني الدائم في نيويورك.

الاهتمام السعودي بـ"جونسون" يظهر مبكرا؛ كون اسمه يتردد منذ تلك الفترة كشخصية بارزة مثيرة للجدل ومرشح قوي لرئاسة الوزراء.

في ذلك الاجتماع، تضمنت رسالة "الجبير" إلى "بن سلمان" أن "جونسون" يظهر فتورا تجاه المواقف الخليجية من إيران، ويشكك في كون قضيتها هي المشكلة الرئيسية في الشرق الأوسط، مبديا في الوقت نفسه إعجابه بالشعب الإيراني من خلال الأفلام الإيرانية التي يشاهدها للدرجة التي يصفهم بأنهم "شعب محب للسلام".

ووفقا لمواقف سابقة، قال "جونسون" إن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 يبدو "واهيا على نحو متزايد"، وإنه من الضروري التوصل إلى سبل لتحجيم "السلوك المزعزع للاستقرار" الذي تتبعه إيران والتواصل مع الإيرانيين والسعي لإقناعهم بأن عدم تطوير برنامج للتسلح النووي هو السبيل الصحيح للسير قدما.

ولم يبد "جونسون" حتى الآن أي مؤشر يذكر على الاقتراب من نهج الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الأكثر تشددا، بل قال إنه يتفق في الرأي مع الموقف الذي اتخذته الدول الأوروبية تشجيعا للعودة إلى الدبلوماسية.

وقال إنه في المرحلة الحالية لن يؤيد العمل العسكري.

وسبق أن أثار "جونسون" الجدل عندما كان وزيرا للخارجية البريطاني بقوله إن "السعودية وإيران تشعلان حروبا بالوكالة في الشرق الأوسط".

وحينها، أكدت رئاسة الوزراء البريطانية أن تصريحات "جونسون" هي "وجهة نظره ولا تعكس موقف الحكومة من دور السعودية في المنطقة".

كما قال "الجبير" إن "التعليقات التي نسبت لجونسون في الإعلام لا تعكس العلاقات الوثيقة بين الدولتين".

وكان من اللافت أن وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" سارع إلى تهنئة رئيس الوزراء البريطاني الجديد بمنصبه الجديد.

سوريا

والعودة إلى الموقف السعودي المشكل في 2016، والذي كان متحسسا لمواقف "جونسون" تجاه سوريا، يتضح بتفصيل أكبر في البرقية الأردنية؛ إذ أن رئيس الوزراء البريطاني الجديد مع بقاء "الأسد" في السلطة، ومع التدخل الروسي في البلاد.

وحسب نص التقييم الأردني، فإن "جونسون صرّح خلال أحد اللقاءات بأنه مع "الأسد"؛ لأن أي خيار آخر سيؤدي إلى الدمار النهائي لبلاده، معبّرا عن عدم اقتناعه بقوة المعارضة السورية أو الجيش السوري الحر الذي ادّعى رئيس الوزراء البريطاني أن هنالك 70 ألف مقاتل في صفوفه.

التقييم تضمن أيضا، ما نصه: "جونسون يفصح عن دعمه لإجراءات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، ويعتقد أن تدخله العسكري ساعد في تحرير مناطق عديدة في سوريا من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، فيما لم تجرؤ أي دولة غربية على إجراء أي عملية مفيدة".

وفي رسالة "الجبير" إلى "بن سلمان"، يستشهد الأول بمعلومات أردنية مشابهة حول موقف "جونسون" من سوريا، من دون ذكر ما إذا كان نفسه تقييم السفير الأردني المذكور أم لا.

بموازاة الاهتمام بالملف السوري، فإن "جونسون"، وفق التقييم الوارد، لا يبدي اهتماما بالصراع العربي الإسرائيلي؛ حيث "يكتفي بالاستماع" وفق برقية السفير الأردني لدى لندن "مازن كمال الحمود".

ويظهر في البرقية بوضوح تقييم تفصيلي من السفير الأردني لحياة "جونسون" وشخصيته، بما فيها علاقاته العاطفية، يبدي الوزير السعودي نقمة مستترة عليه، ويصفه بالجهل بشكل غير مباشر بالقول: "لم يبدُ لنا أن السيد جونسون على معرفة بالأوضاع في الخليج العربي".

وفاز "جونسون"، الأسبوع الماضي، بزعامة حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، خلفا لـ"تيريزا ماي"، ليصبح بذلك رئيس الحكومة البريطانية الجديد.