وكالات-
دعا ولي عهد أبوظبي، "محمد بن زايد"، الأطراف المتناحرة في مدينة عدن اليمنية إلى التمسك بدعوة السعودية للحوار، مؤكدا أن أبوظبي والرياض "تقفان في خندق واحد"، في مواجهة القوى التي تهدد أمن المنطقة.
جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، على هامش لقاء "بن زايد" بالعاهل السعودي؛ الملك "سلمان"، وولي عهده؛ "محمد بن سلمان"، اليوم الإثنين، في قصر منى بمكة المكرمة.
وكان "بن زايد" قد وصل، صباح الإثنين، إلى السعودية، في زيارة غير محددة المدة، بالتزامن مع تصاعد الأوضاع في عدن اليمنية، واجتمع بالملك "سلمان" و"ولي عهده"، حيث ناقشوا مجمل الأوضاع في المنطقة، وفي مقدمتها التطورات التي تشهدها الساحة اليمنية.
وأعرب "بن زايد" عن "تقديره للحكمة التي أبدتها السعودية في دعوة الأطراف اليمنية في عدن إلى الحوار في المملكة"، مؤكدا أن "هذه الدعوة تجسد الحرص المشترك على استقرار اليمن، وتمثل إطارا مهما لنزع فتيل الفتنة وتحقيق التضامن بين أبناء الوطن الواحد، لأن الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية أي خلافات بين اليمنيين".
وشدد على "التوافق بين البلدين (السعودية والإمارات) على المطالبة الفورية للأطراف اليمنية المتنازعة بتغليب لغة الحوار والعقل ومصلحة اليمن".
والسبت، سيطرت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة إماراتيا على معظم المواقع والمعسكرات التابعة للحرس الرئاسي الموالي للحكومة اليمنية الشرعية، والتي تتخذ من عدن عاصمة مؤقتة، عقب سقوط صنعاء في أيدي المتمردين الحوثيين.
في المقابل أعلن التحالف العربي (تقوده السعودية والإمارات)، الإثنين، شن غارات على مواقع قال إنها تهدد القوات الحكومية في عدن.
وتأتي سيطرة القوات المدعومة إماراتيا على عدن بعد أيام من إعلان أبوظبي انسحاب قواتها من اليمن، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة من الإمارات لإخلاء مسؤوليتها عن "تحرك مرتقب ومخطط له ضد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي".
وأثارت تلك التطورات الحديث حول خلاف سعودي - إماراتي بشأن اليمن، وأن أبوظبي قد قررت التخلي عن حليفتها في التحالف العربي، الذي ينفذ، منذ 2015، عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ 2014.
لكن "بن زايد" أكد في تصريحاته اليوم أن "التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية قام، منذ تشكيله في عام 2015، بدور تاريخي ووقف بحزم ضد محاولة اختطاف اليمن، وعمل ولا يزال من أجل يمن ينعم شعبه بالتنمية والتقدم، وسيظل التحالف العربي إلى جانب الشعب اليمني الشقيق وكل ما يحقق مصالحه في حاضره ومستقبله".
ودعا الأطراف اليمنية المتنازعة إلى "اغتنام الفرصة التي تتيحها هذه الدعوة للحوار، والتعامل الإيجابي معها من أجل توافق يعلي مصلحة اليمن العليا".
كما علق للمرة الأولى على ما يقال عن الخلاف بين أبوظبي والرياض، مؤكدا أن العلاقات بينهما "كانت ولا تزال وستظل بإذن الله تعالى علاقات متينة وصلبة، لأنها تستند إلى أسس راسخة ومتجذرة من الأخوة والتضامن والمصير المشترك، إضافة إلى الإرادة السياسية لقيادتي البلدين الشقيقين وما يجمع بين شعبيهما من روابط الأخوة ووشائج المحبة والتقدير".
وأشار إلى أن الإمارات والسعودية "تقفان معاً، بقوة وإصرار، في خندق واحد في مواجهة القوى التي تهدد أمن دول المنطقة وحق شعوبها في التنمية والتقدم والرخاء".
ووصف المملكة بأنها "الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها وصمام أمانها في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها، لما تمثله المملكة من ثقل وتأثير كبيرين على الساحتين الإقليمية والدولية، وما تتسم بها سياستها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود من حكمة واتزان وحسم وعزم في الوقت نفسه".
لكن الوضع المعقد في اليمن، واختلاف حسابات الرياض وأبوظبي هناك، ليس وحده ما يلقي بظلاله على العلاقات السعودية - الإماراتية، خاصة بعدما أبقت الأخيرة الباب مواربا مع طهران، قبل أن تلج منه بالفعل مؤخرا، في زيارات متبادلة وتوقيع اتفاقيات مهمة بينهما، وتحفظها تجاه اتهام إيران بالوقوف خلف الهجمات التي طالت سفنا في مياه الخليج خلال الأشهر الثلاثة الماضية.