موقع “ميدل إيست آي”-
كشف موقع “ميدل إيست آي” عن زيارة سرية قام بها مستشار الأمن القومي لولي عهد أبو ظبي وشقيقه الأصغر طحنون بن زايد إلى طهران خلال الساعات الثماني والأربعين. وقال محرر الموقع ديفيد هرست إن بن زايد زار طهران في الـ 48 ساعة الماضية بمهمة من أجل نزع فتيل الأزمة في الخليج.
ونقل هيرست عن مصادر أمنية في الخليج قولها إن زيارة طحنون هي أعلى زيارة يقوم بها مسؤول إماراتي منذ اندلاع الأزمة. وتأتي في ظل إشارات عن اتباع الإمارات خطا مستقلا مع طهران بعد تخريب ناقلات النفط الأربع في ميناء الفجيرة بالإمارات هذا العام. ورغم إشارة الأميرال مايكل غيلادي، رئيس هيئة الاركان المشتركة الأمريكية إلى المعلومات الاستخباراتية الأمريكية والتي حمّلت الحرس الثوري الإيراني “مسؤولية مباشرة” للهجمات، إلا أن الإمارات لم تشر أبدا بأصابع الاتهام إلى إيران. وبدلا من ذلك أرسلت قائد البحرية للاجتماع بنظيره الإيراني في أول زيارة إلى طهران منذ عدة أعوام.
وعندما دعت بريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى مواجهة الجهود الأمريكية الرامية لتعزيز المواجهة العسكرية، أثنى وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش على الجهود الدبلوماسية، وقال “في كل تحرك حاولت الإمارات تجنب المواجهة مع إيران. وسنواصل اتخاذ الإجراءات الهادفة لتخفيف التصعيد والأعمال العدوانية. وإن اقتضت الضرورة فنحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا ولكن بطريقة مناسبة ودقيقة وبانضباط، وسنحاول البحث عن طريق دبلوماسي لتخفيض التوتر وفتح المجال أمام محادثات ذات معنى”.
ويقول هيرست إن مهمة طحنون السرية تأتي وسط قنوات سرية منها محاولة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي التوسط بين طهران والسعودية. ونقل الموقع بداية الشهر الحالي عن عباس الحسناوي المسؤول البارز في مكتب عبد المهدي تأكيده جهود الوساطة التي يقوم بها عبد المهدي بين طهران والرياض.
ثم بدأ رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان جهود وساطة بزيارة لطهران. ونقلت وكالة أنباء “رويترز” عن مسؤولين باكستانيين بارزين قولهما إن خان سيزور طهران لنزع فتيل التوتر بين الدولتين وأن الرئيس دونالد ترامب طلب مساعدته. وقال خان للصحافيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة “طلب مني الرئيس ترامب المساعدة في تخفيف التوتر والتوصل إن أمكن لصفقة، وأوصلت الرسالة إلى الرئيس حسن روحاني. نعم نحاول قدر استطاعتنا، وهي عملية جارية ولا أستطيع الزيادة على ما قلته”.
وأظهرت الإمارات أنها تسير في طريق مختلف مع إيران، وأعلنت في الأشهر الماضية عن سحب قواتها من اليمن ودعمت الانفصاليين في الجنوب وسيطرتهم على ميناء عدن بشكل يؤدي لتقسيم البلاد. وتبادل الحوثيون الذين تدعمهم طهران سجناء مع الانفصاليين وهو ما لم يحدث مع الحكومة الشرعية التي يتزعمها عبد ربه منصور هادي. وأعلنت الولايات المتحدة عن إرسال ألفي جندي أمريكي إلى السعودية وسربا من المقاتلات وبطاريات باتريوت وذلك في أعقاب الهجمات التي طالت المنشآت النفطية السعودية. وهذه هي المرة الثانية التي يعلن فيها البنتاغون عن إرسال قوات إلى السعودية منذ هجمات 14 أيلول (سبتمبر).
ولم ترد السفارة الإماراتية في لندن على أسئلة من الموقع حول زيارة طحنون إلى طهران.