DW- عربية-
إنها أول زيارة للرئيس بوتين منذ اثني عشر عاماً إلى السعودية حليفة واشنطن. الزيارة التي أشاد بها الملك سلمان بن عبد العزيز، وتم خلالها التوقيع على عدة اتفاقيات، تسلط الضوء على نفوذ موسكو المتنامي في الشرق الأوسط.
وصف الملك سلمان بن عبد العزيز الاثنين (14 تشرين الأول/ أكتوبر 2019) زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للرياض بأنها فرصة كبيرة لتوطيد الصداقة بين البلدين. وأضاف في كلمة بحضور بوتين أن "الاتفاقيات بين روسيا والسعودية خصوصاً في مجال الطاقة سيكون لها آثار إيجابية"، قائلاً إن بلاده "تتطلع للعمل مع روسيا دوماً لتحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة الإرهاب".
من جانبه، قال الرئيس الروسي إن "روسيا تولي اهتماماً خاصاً بتطوير العلاقات الثنائية مع السعودية الممتدة لأكثر من 90 عاماً". وأكد بوتين أن التبادل التجاري بين روسيا والسعودية ارتفع بمعدل 15 في المائة العام الماضي. وقال أيضاً: "السعودية تلعب دوراً محورياً في مجموعة العشرين"، مؤكداً أن التنسيق الروسي والسعودي مهم لتأمين الاستقرار في الشرق الأوسط.
وعقدت جلسة مباحثات رسمية بين الملك سلمان والرئيس بوتين في قصر اليمامة بالرياض، حيث وصل الرئيس الروسي إلى العاصمة السعودية في وقت سابق اليوم، في أول زيارة رسمية منذ 12 عاماً. ووقعت حكومتا البلدين عدة اتفاقيات لتعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات.
زيارة ترسخ نفوذ بوتين المتزايد
ويرى مراقبون أن زيارة بوتين لحليفة واشنطن السعودية دليل على زيادة نفوذ الرئيس الروسي في الشرق الأوسط. فعشية زيارة بوتين كانت القوات الأمريكية تنسحب من شمال سوريا في الوقت الذي أبرم فيه حلفاؤها الأكراد اتفاقاً مع الجيش السوري المدعوم من روسيا بهدف "صد الهجوم العسكري التركي".
كما عملت روسيا على تقوية العلاقات مع السعودية وإيران، اللتين اقتربت خلافاتهما من حد الصراع الصريح بعد سلسلة أخيرة من الهجمات على منشآت نفطية في الخليج قالت الرياض وواشنطن إن طهران تقف وراءها. ونفت إيران هذه الاتهامات.
وكان بوتين قد عرض تزويد المملكة بأنظمة دفاعية روسية بعد الهجمات التي وقعت على منشآتها النفطية. بيد أن أي تقدم في خطط شراء نظام الدفاع الجوي الصاروخي "إس 400" سيؤدي إلى استياء في واشنطن، التي أعلنت في مطلع الأسبوع أنها سترسل نحو 3000 جندي ونظم دفاع جوي إضافية إلى السعودية.