متابعات-
وصل وزير الدفاع الأمريكي "مارك إسبر" إلى السعودية، وسط تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وسعي روسيا لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
وتعد هذه الزيارة الأولي لـ"إسبر" للمملكة، حليف واشنطن القوي في الشرق الأوسط، منذ توليه منصبه هذا الصيف، وتهدف جزئيا لطمأنة الرياض بخصوص العلاقات الثنائية.
والتقي "إسبر" بعد وصوله للرياض بنائب وزير الدفاع "خالد بن سلمان" وبحثا عددًا من الملفات ذات الاهتمام المشترك لدعم الأمن والاستقرار والدفاع عن المصالح المشتركة ضد أي تهديدات، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".
التقيت اليوم بوزير الدفاع الأمريكي، وناقشنا خلال اللقاء التحديات المشتركة، وأكدنا على التعاون العسكري الوثيق في مواجهة الارهاب والحفاظ على السلام والاستقرار. pic.twitter.com/UZxSKlit4u
— Khalid bin Salman خالد بن سلمان (@kbsalsaud) 10 octobre 2019
وعقب هبوط طائرته في الرياض اجتمع"إسبر" مع رئيس القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وأفغانستان.
ومن المقرر أن يجتمع "إسبر" على الأرجح فى وقت لاحق مع العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز" وولي العهد وزير الدفاع الأمير "محمد بن سلمان".
وتأتي زيارة "إسبر" للرياض، في وقت عقد فيه رؤساء أركان جيوش 18 دولة، بينهم السعودية مصر والولايات المتحدة، اجتماعا لمناقشة حماية أمن واستقرار المنطقة.
تزايد التوتر
وبلغ التوتر بين واشنطن وطهران مستويات مرتفعة جديدة منذ مايو/أيار 2018، عندما انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" من الاتفاق النووي الدولي الموقع مع إيران عام 2015.
وبينما مثلت العقوبات التي أُعيد فرضها ضغطا على الاقتصاد الإيراني، وقعت سلسلة هجمات تنحي واشنطن وحلفاؤها المقربون باللائمة فيها على إيران التي تنفي مسؤوليتها.
ونشرت الولايات المتحدة، قوات قوامها نحو ثلاثة آلاف جندي إضافي منذ مايو/أيار الماضي، لتعزيز الدفاعات السعودية، بينها قوة للاستطلاع الجوي وأفراد دفاع جوي.
ورغم القوات الإضافية تُثار تساؤلات بشأن مدى التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في المنطقة، بعد أن أعلن "ترامب" انسحابا مفاجئا من شمال شرق سوريا، فاتحا الباب أمام روسيا لتزيد نفوذها في الشرق الأوسط.
ووصفت تلك الخطوة بأنها "خيانة للحلفاء الأكراد"، الذين قاتلوا على مدى سنوات إلى جانب القوات الأمريكية ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقال "إسبر"، إن بعض القوات على الأقل قد تبقى لمنع وصول "الدولة الإسلامية" وآخرين للحقول النفطية.
شريك مُفضل
وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير، طلب عدم نشر اسمه، إن الولايات المتحدة ما زالت تريد أن يُنظر لها باعتبارها الشريك المُفضل في المنطقة، وإن روسيا لا يمكن الاعتماد عليها، سواء فيما يتعلق بمستوى التدريب أو المعدات العسكرية التي يمكنها تقديمها.
وأضاف المسؤول: "ما يقال هو أن الخليج يشعر بأنه غير حصين (..) يشعرون أنهم مكشوفون بشكل مفهوم (..) لهم علاقات دبلوماسية مع كل الأطراف المعنية في المنطقة (..) وتُظهر روسيا، لا سيما منذ أنشطتها في سوريا، نفسها باعتبارها لاعبا في المنطقة الآن".
ودلل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" على نفوذ موسكو المتنامي في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، عندما قام بأول زيارة للسعودية منذ أكثر من 10 سنوات، مدعوما بالمكاسب العسكرية الروسية في سوريا والعلاقات القوية مع منافسي الرياض الإقليميين والتعاون في مجال الطاقة.
تحالف طويل الأمد
اجتمع مسؤولون عسكريون من دول عربية، إضافة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وباكستان وكوريا الجنوبية، في الرياض، الإثنين، لبحث حرية الملاحة والأنشطة الإيرانية في المنطقة.
وقال "جون ألترمان" خبير الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن: "أستشعر قدرا هائلا من الانزعاج في الشرق الأوسط بخصوص ما تعنيه تحركات الرئيس (ترامب) مع الأكراد بالنسبة لمتانة علاقة أي دولة بالولايات المتحدة".
ويأتي الانتشار الإضافي وسط تشكيك كثير من أعضاء الكونجرس في التحالف الأمني الأمريكي السعودي طويل الأمد ودعمهم لجهود عديدة، لم يحالفها التوفيق حتى الآن، لوقف بيع "ترامب" أسلحة للرياض دون موافقة الكونغرس أو تقديم الدعم للتحالف الذي تقوده السعودية للقتال في اليمن.