متابعات-
شدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، على أهمية تبني نهج التعاون الدولي بشأن أفغانستان، مؤكداً أنه لا يمكن حل القضايا دون التعامل مع حكومة تصريف الأعمال التي تتزعمها طالبان، وقال إن الدول الإسلامية من شأنها أن تلعب دوراً إيجابياً في كابول، كما أكد أن بلاده ليست معنية باتفاقية التطبيع مع سلطات الاحتلال طالما لم تحقق إسرائيل مطالب الشعب الفلسطيني.
وجاء تصريح المسؤول القطري، في جلسة حوار احتضنها منتدى الأمن العالمي والذي يعقد في نسخته الرابعة في قطر، وتناقش عدداً من القضايا الهامة.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن إن طالبان تعهدت بعدم السماح لأي جهة بتهديد أمن الدول، لكن لتحقيق ذلك لا بد أن يتم التعامل معها، ومساعدتها، ودعمها، ودور المجتمع الدولي دعمهم لمواجهة هذه التحديات.
وأضاف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أنه لا يمكن حل القضايا دون التعامل مع حكومة تصريف الأعمال في أفغانستان، واعتبر أن ترك البلد لمصيره أمر خاطئ، مشيراً إلى أن قطر تتواصل مع واشنطن وطالبان لإيجاد الحلول للإشكالات العالقة.
وأضاف أن طالبان وعقلية أفرادها تغيرت، مستطرداً أن الجميع في انتظار تنفيذها خطوات عملية، ولا بد من توفير التوجيه اللازم للوصول لمرحلة الاستقرار.
وقال وزير الخارجية القطرية إنه “هناك الكثير من القضايا المتعلقة بالأقليات وحقوق الإنسان والمرأة، محل رصد، لكن هذا يأتي في وقت تعاني فيه الحكومة المؤقتة من صعوبات بسبب تجميد أرصدة أفغانستان”.
وشدد أن قطر ودولا عديدة تريد أن تكون أفغانستان مستقرة، وتحظى بالدعم. وأضاف أن قطر لعبت دور الوسيط المحايد، وتسعى لأن تكون أفغانستان دولة مستقرة وجامعة، وهي حافظت على علاقتها الطيبة مع كل الأطراف، ولا يمكن القول إن الدوحة تدعم طالبان أو غيرها، وهي تقف على مسافة متقاربة مع الجميع.
وحول العلاقات القطرية الأمريكية شدد أن علاقات الدوحة مع واشنطن متينة واستراتيجية ومهمة بالنسبة لأمن المنطقة. وكشف أن قطر تنطلق في علاقتها أساساً من سياساتها الخارجية ومصالحها، مشيراً إلى أن واشنطن قد تتخذ قرارات مختلفة، والدوحة تنطلق أساساً من سيادتها.
وحول الظروف التي مرت بها المنطقة في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن سوء الفهم الذي حدث، لم يكن يتجاوز العلاقات الاستراتيجية المتينة التي تربط البلدين عبر المؤسسات.
أما حول المصالحة الخليجية التي جرت في قمة العُلا السعودية، فقال إن الوقت كفيل بمعالجة كافة الإشكالات التي شهدتها المنطقة بعد ثلاث سنوات ونصف من الأزمة. وأضاف أن الجميع يرغب في المضي نحو الأمام. وقال إن دول المجلس تدرك حيوية علاقاتها، وهي تسعى لإصلاح الخلل، في ظل وجود نظرة استشرافية لتلافي، مستقبلاً، أي حدث من شأنه أن يعرض المنطقة لأزمة، خصوصاً وأن سوء الفهم مع دول الجوار، كانت له أسباب أمل ألا تطفو على السطح من جديد.
وشدد قائلا: لا نستطيع أن نعيد العلاقات لما كانت عليه قبل 2017 في ليلة واحدة، والمسألة تحتاج لوقت لترميم ما حدث، والقادة لديهم الرغبة للبناء من جديد”. واختتم حديثه حول الموضوع بالتأكيد: “جميعنا خسرنا بسبب الأزمة الخليجية وجميعنا فزنا عندما تصالحنا”.
أما حول العلاقة مع طهران، فقال وزير الخارجية القطري، إن إيران دولة مهمة في المنطقة، وبلاده ترى أنه لا بد من حوار معها، وتجاوز الخلافات. وكشف أنه يوجد حالياً زخم إيجابي بين السعودية وإيران، وهو أمر إيجابي، لأنها دولة جارة، والخلافات لا بد أن تحل عبر المفاوضات وليس من خلال المواجهة.
وأضاف: “من مصلحتنا عودة العمل بالاتفاق النووي، وسنقدم أي دعم مطلوب لتحقيق ذلك”، واستطرد أن الاستعداد قائم للمضي قدماً”.
وحول التطبيع الخليجي الجاري مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قال وزير الخارجية القطري إن “اتفاقية أبراهام لا تتلاءم مع سياستنا لأنها لا تقدم أي أفق لإنهاء الاحتلال”.
وأضاف: “لا يمكن الاعتماد على التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل طالما أن الاحتلال قائم”.
وشدد أنه طالما هناك احتلال ولم يتم حل قضايا الشعب الفلسطيني، فلن يكون هناك أي تطبيع للعلاقات.